اجتماع وزراء الخارجية في الرياض حول سوريا.. ما المطلوب من دمشق؟
أربع مطالب للمجتمعين في الرياض من السلطة في دمشق
![](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2025/01/5d008bac-3773-4b1d-b81d-8f8c608a25db.jpg)
ماهي مطالب اجتماع الرياض من سوريا؟.. عقد أمس اجتماع الرياض لوزراء خارجية مجموعة من الدول العربية والغربية حول سوريا، وهو تتمة لاجتماع العقبة الذي أصر على القرار 2254. لكن الفارق هذه المرة أن وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني حضر اجتماع الرياض فماهي مطالب الدول من السلطة في دمشق؟.
سناك سوري – بلال سليطين
يحمل اجتماع الرياض أهمية كبيرة لعدة أسباب أبرزها أنه امتداد لاجتماع العقبة الذي يحدد رؤية الإقليم والفاعلين الدوليين للمرحلة الانتقالية في سوريا. وكذلك لأن حكومة تسيير الأعمال تشارك فيه وهي التي كانت عبرت بأشكال مختلفة عن رفضها لاجتماع العقبة والذي خرج شعار “من يحرر يقرر” على إثره بالدرجة الاولى. يضاف إلى ذلك تأتي الأهمية من أنه يجمع دول الإقليم والأوروبيين أهم المانحين المفترضين لسوريا والمؤثرين في عملية رفع العقوبات والانفتاح على سوريا.
ماذا يريد اجتماع الرياض من سوريا؟
أولاً يريد أن لا تكون مصدر إزعاج للجيران كل الجيران من دون استثناء. إذا عدنا للوضع في المنطقة قبل 7 أكتوبر 2023 كنا نجد أن هناك توجهاً واضحاً قائماً على تفكيك النزاعات وبؤر التوتر والتركيز على الاقتصاد والتنمية. وبالتالي كان المحيط العربي يريد الاستقرار والتركيز على التنمية والاقتصاد دون حروب ونزاعات. أما الأوروبيين المشاركين في اجتماع الرياض فهم لايريدون أن يأتي لاجئون من سوريا وبالتالي تطمين العرب والغرب يحتاج استقرار عدم وجود اقتتال وعدم وجود مخدرات …إلخ.
ثانياً: ألا تكون سوريا لطرف ما لوحده… خارجياً أو داخلياً…
وإذا أردنا التخصيص أكثر ألا تكون سوريا لتركيا، وبالمناسبة تركيا تدرك تماماً أن سوريا كبيرة عليها وأن طموحات “أنقرة” تخيف العرب كما كانت إيران تخيفهم. وبالتالي إذا ترك العرب لها سوريا فإنها غير قادرة على حملها وستتعبها وتغرقها لذلك تريد الشراكة معهم وتدرك أهميتهم.
أما داخلياً: فهم يريدون ألا تسود نظرية من يحرر يقرر وأن يكون هناك شراكة في السلطة تضمن الاستقرار . ومن وجهة نظر الفاعلين في الرياض أن أي تغييب لطرف في السلطة يعني إمكانية توليد نزاع في سوريا بأي لحظة وبالتالي الكل يعمل وفق نظرية إن أردت أن لا تخرب اللعبة أشرك الجميع بها.
ثالثاً: منع تصدير الإرهاب والثورة…
كل المجتمعين في الرياض يمدون يدهم بشكل أو بآخر للسلطة الجديدة في سوريا ولكن الكل أيضاً يخشون من خلفيتها الدينية والفكرية. ولكي تطمئن الجميع عليك أن تبني دولة فيها مؤسسات أمنية وعسكرية وقضائية وطنية غير دينية وغير تمييزية. وبتقديري أكثر ما يخيف العرب بهذا الإطار هو التنظيمات الجهادية والأحزاب السياسية العابرة للحدود. أي تلك التي تؤمن بفكر التصدير وهنا نقطة تفاوض قوية للسلطة في دمشق أنني أضبطهم وأوطنهم في سوريا أو أعيدهم إلى دولهم ولا أسمح لهم أن يكونوا مصدر إزعاج بالمقابل أريد الدعم والمساهمة بالاقتصاد.
رابعاً: عملية سياسية تشارك فيها الأمم المتحدة بدور واضح ولا تكون فردية…
يريد المجتمعون في الرياض أن يكون للأمم المتحدة دور واضح ومؤثر يضمن أن تسير العملية وفق منهجية تشاركية ومعايير ترضى عنها الأمم المتحدة. وذلك لضمان مضي العملية بشكل تشاركي وتحقيق المعايير المطلوبة فيها.
وإذا نظرنا لتأجيل الحوار الوطني الذي جاء بعد جولة الخليج ندرك تماماً أن السلطة تستمع لهذه الهواجس الخارجية وقد أجلت الحوار بناء عليها. فهي تدرك أنها بحاجة حاملين رئيسيين الداخل للشرعية والخارج لدعم الاقتصاد وتوفير الموارد.
بالتأكيد هناك خامساً وسادساً لكن هذه الأولويات الرئيسية حالياً والوضع قد يتغير في أي لحظة حسب أي تطورات والمسار في سوريا لم يستقر بعد.
تضم قائمة المشاركين كذلك دول مجلس التعاون الخليجي و”العراق” و”مصر” و”لبنان” و”بريطانيا” و”ألمانيا”، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، والأمين العام للجامعة العربية ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، على أن تشارك “الولايات المتحدة” و”إيطاليا” على مستوى نواب وزراء الخارجية.