بعد مضي أكثر من شهر ونصف على افتتاح الموسم الدراسي، مايزال كثير من طلاب المدارس في سوريا بدون كتب، وسط أزمة واضحة في الكتب المدرسية. رغم تصريحات رسمية شهر أيلول الفائت تفيد بتسليم الكتب بنسبة 95 بالمئة، (هالخمسة بالمية ما كانت تعرف تخلص).
سناك سوري-متابعات
ففي محافظة الحسكة مايزال الحصول على الكتاب المدرسي الهم الشاغل معظم الأهالي وأبنائهم. وتصل حاجة المحافظة من الكتب إلى 400 ألف كتاب، لم يصل منها حتى اليوم سوى 100 ألف كتاب. والمفارقة أن الكتب متوفرة في المكتبات الخاصة وتباع بأسعار تتراوح بين 110 إلى 165 ألف ليرة على مستوى الحلقتين الأولى والثانية.
مدير عام المطبوعات والكتب المدرسية، “فهمي الأكحل”، قال في تصريحات نقلتها الوطن المحلية. إن المؤسسة طبعت خلال العام الجاري من الكتب ما يفوق في قيمته، قيمة الاعتماد المالي المخصص لها بالموازنة.
“الأكحل” الذي سبق وأن قال شهر أيلول الفائت، إن نسبة توزيع الكتب المدرسية وصلت إلى 95%. قال اليوم إن محافظة الحسكة حصلت حتى اليوم على نحو 25% من مخصصاته من الكتب المدرسية الجديدة. مشيراً أن هناك دفعة جديدة مؤلفة من 100 ألف كتاب ستصلها قريباً.
وأضاف أنهم بانتظار موافقات الجهة المعنية لشحن الكتب عبر طائرة اليوشن. وقال: «نعمل في ظروف قاهرة جداً للسهر على إيصال الكتاب المدرسي إلى كل مدارس سوريا». مشيراً أن كل هذا الضغط وظروف العمل الصعبة لا تعفي إدارة المؤسسة من مهامها ومسؤولياتها.
الأكحل قال شهر أيلول الفائت إن نسبة توزيع الكتب المدرسية وصلت إلى 95%، يقول اليوم إن الحسكة حصلت على 25% من احتياجاتها من الكتب.
الكتاب المدرسي في حمص غائب
ربما تكون أزمة الكتاب المدرسي متفاقمة في الحسكة، إلا أن العديد من المحافظات الأخرى ماتزال بانتظار وصول الكتب أيضاً. كحال محافظة حمص، التي لا يتواجد فيها أي كتاب لطلاب المعلوماتية وقسم الكهرباء بالتعليم المهني. ولا لكثير من الصفوف الانتقالية.
مدير فرع حمص للطباعة “سمير عباس”، قال في تصريحاته لصحيفة تشرين المحلية. إنه تم تأمين الكتب لشهادتي التعليم الثانوي والأساسي منذ شهر حزيران الفائت. أما فيما يخص الصفوف الانتقالية، قال “عباس”، إن جميع الكتب المدورة المتوفرة في المستودعات بيعت منذ بدء الدوام المدرسي للمرحلة الثانوية. بينما يستمر التنسيق مع المؤسسة لاستكمال حاجات المدارس الثانوية واعداً باستكمال توزيع المتبقي في الأيام القادمة.
وكان معظم طلاب قرية “أم جباب” بريف حمص الشرقي لم يستلموا كتبهم المدرسية. وقالت مديرة المدرسة “ديما الصارم” بتصريحات نقلتها العروبة المحلية. إن المشكلة ليست في المدرسة فحسب. بل بكل المدارس التي تتبع لمجمع المخرم التي تعاني من نقص الكتب المدرسية.
المديرة أضافت أنهم أعلموا المجمع التربوي ومديرية التربية وأخبروهم بالحاجة للكتب المدرسية. بناء على عدد الطلاب البالغ 220 طالباً وطالبة. مشيرة أن عدد طلاب الصف السادس مثلاُ 26 طالباً وطالبة حصل 5 منهم فقط على الكتب المدرسية!
وحتى في محافظة اللاذقية، تؤكد مراسلة سناك سوري أن معظم الكتب التي تم توزيعها على طلاب المرحلة الابتدائية في الأرياف. كتب مدورة على الرغم من حاجة الطلاب لكتب جديدة كون الحل يجب أن يكون عليها.
الحق على مين؟
وخلال أيلول الفائت، حمّل مدير عام مؤسسة الطباعة في وزارة التربية، مطبعة وزارة السياحة المسؤولية وقال إنها لم تلتزم بالمدة الزمنية لإنجاز الكتب. مضيفاً في تصريحات نقلتها الوطن المحلية حينها، أنهم استلموا منهم 100 ألف كتاب، ومايزال هناك 400 ألف كتاب قيد الطباعة. كان من المفترض تسليمها قبل مطلع شهر آب الفائت.
لكن مطبعة وزارة السياحة سرعان ما برّأت نفسها من اتهامات وزارة التربية بالتقصير في طباعة الكتب المدرسية. وعوضاً عن ذلك حمّلت التربية مسؤولية عدم استلام الكتب.
أزمة توزيع الكتب المدرسية ليست بالجديدة، لكنها هذا العام استفحلت كثيراً، لدرجة عدم استلام كثير من الطلاب كتبهم رغم مضي شهر ونصف على افتتاح المدارس. علماً أن وزارة التربية أعلنت رفع سعر الكتب المدرسية أكثر من ثلاثة أضعاف.