السويداء: فلاحو العنب والتفاح تحت رحمة التجار بسبب تأخر التسعير
مزارعو العنب والتفاح كما فلاحو الحمضيات مهددون بخسائر تصل لملايين الليرات
وضع المزارع “زياد المقت” كل مدخراته لضمان إنتاج محصول بجودة عالية من العنب والتفاح في السويداء هذا العام. إلا أنه مهدد بخسائر تصل لملايين الليرات مع باقي زملائه المزارعين، نتيجة تأخر التسعير الذي أدى إلى تأخر التسويق وتهديد المحصول.
سناك سوري-رهان حبيب
وتحدث “المقت” لـ”سناك سوري”، عن التكاليف الباهظة التي تحمّلها المزارعون في جبل عرمان وبقية مناطق السويداء. من كلف الرعاية وأجور النقل والمحروقات، والتي تجاوزت ملايين الليرات، فيما علّق الفلاحون آمالهم على التسويق الذي تأخر كثيراً هذا العام. وبحال استمر التأخير، لا خيار أمامهم إلا التحوّل لصناعة دبس العنب.
لكن تلك الخطوة محفوفة بمخاطر الخسارة، كما وصفها “المقت”، فمازوت المعاصر غير مدعوم والفلاح سيتحمل كلفة كبيرة لإنتاج الدبس تضاف إلى خسائره السابقة. وربما لن يتمكن من التسويق نتيجة ضعف القدرة الشرائية وأجور النقل التي ستحمل على تنكة الدبس. ما يجعل سعرها أكثر من مليون و300 ألف ليرة سورية.
“وضعنا كل مدخراتنا لضمان إنتاج محصول جيد بجودة عالية”، يقول “المقت”، ويضيف أن دعم المزارع وتأمين ظروف التسويق معضلة حقيقية أمام استمرار العمل بهذه الزراعة التي تشتهر بها السويداء.
تأخر التسعير يضعهم كمنتجين للعنب والتفاح أمام خيارات خطيرة ومكلفة، أولها تحمل تكاليف القطاف والنقل للحفظ بالبرادات وكلف التخزين. بالتالي إنتاج المزارعين مرهون بدورة اقتصادية غير مأمونة النتائج فمن سيعوض عليهم في هذه الحالة؟
وضعنا كل مدخراتنا لضمان إنتاج محصول جيد بجودة عالية، ونحن اليوم مهددون بخسائر تتجاوز الملايين من الليرات. زياد المقت – مزارع تفاح وعنب في السويداء
التأخر يعرّض الفلاحين لاستغلال التجار
رئيس الجمعية الفلاحية في “عرمان” بريف السويداء الجنوبي، “يوسف الصبي”، ناشد المعنيين بضرورة الإسراع بإصدار تسعيرة العنب والتفاح. للتخفيف من خسائر الفلاحين التي تتجاوز ملايين الليرات. علماً أنهم بدأوا بقطاف المحصول منذ بداية أيلول الجاري، ومع كل يوم تأخير تزداد مخاطر جفاف المحصول وهجوم الدبابير عليه.
التأخر بإصدار التسعيرة يعرّض الفلاحين لاستغلال كبير من قبل بعض التجار، الذين يجدون فرصة لتحديد السعر الذي يناسبهم ويضاعف أرباحهم مقابل خسائر إضافية للفلاحين. الذين لا يمتلكون أي خيارات أخرى سوى البيع بسعر التاجر خوفاً من ضياع المحصول.
من وجهة نظر “الصبي” ومزارعين في عرمان وميماس والرحى والكفر وفي شهبا وريفها والريف الشرقي وعدد من القرى المنتجة للعنب والتفاح. فإن محصول العنب مهدد بالجفاف وتأخر القطاف يؤدي بشكل أو بآخر للخسارة. ويسألون عن أسباب التأخير رغم أن الجمعيات الفلاحية رفعت اقتراحات التسعير منذ أكثر من شهرين. وكان من المفترض أن تصدر التسعيرة قبل شهر من اليوم.
التأخر بإصدار التسعيرة يعرّض الفلاحين لاستغلال كبير من قبل بعض التجار، الذين يجدون فرصة لتحديد السعر الذي يناسبهم ويضاعف أرباحهم مقابل خسائر إضافية للفلاحين.
وبحسب “الصبي” فإنه حتى هذا التاريخ لم تصدر أي معلومة ترشد الفلاحين مع العلم أن التأخير يصب في مصلحة التجار ويزيد من خسائر الفلاحين. الذين تحمّلوا تكاليف باهظة هذا العام بفعل الغلاء.
وعلى سبيل المثال، تكبّد الفلاحون أجور حراثة مرتفعة هذا العام، لأنهم لم يحصلوا على المازوت الزراعي المدعوم. إلى جانب تكاليف المبيدات والرعاية.
وليس محصولا العنب والتفاح الوحيدان اللذان يعانيان من أزمة تسويق تهدد الفلاحين بالخسائر. كذلك الحال بالنسبة لمحصول الحمضيات في الساحل السوري، الذي يكبد الفلاحين خسائر كبيرة كل عام. الأمر الذي يجب أن يدفع المعنيين بإعادة التفكير باستراتيجيات التسويق، والتفكير بطريقة لا تكلف الفلاحين خسائر متتالية في كل عام.
وكان رئيس اتحاد الفلاحين في السويداء، “حمود الصباغ”، قال في تصريحات نقلتها تشرين المحلية يوم الإثنين الفائت. إنهم مازالوا ينتظرون المصادقة على التسعيرة التأشيرية للتفاح. مقترحين أن تكون 10 آلاف ليرة للتفاح الأصفر نوع أول، و8500 للنوع الثاني، و7 آلاف ليرة للنوع الثالث. وللأحمر 11 ألف ليرة للنوع الاول، و9500 ليرة للثاني، والثالث بـ8 آلاف ليرة.