مارادونا وعدنان بوظو سحروا جيل الآباء .. ومنافسة رونالدو ميسي طغت على الأبناء
أنت لا تعرف شيئاً عن كرة القدم .. دهشة المرة الأولى تمنح سحر متابعة الكرة
يكتفي والدي حين أحادثه عن كرة القدم بجملة واحدة طالما كررها تقول “هي اللي عم تشوفها مو كرة قدم، وأنت ما بتعرف شي عنها”.
سناك سبورت – إبراهيم قماز
ويبدأ بعد هذه الجملة الشهيرة بالحديث عن جيل هولندا الذهبي الممثل بالثلاثي “خوليت وفان باستن وريكارد” وتسديدات “رونالد كومان” التي لا تصد ولا ترد، ويقول «ابني كانت العالم تستناهم يلعبوا حتى تستمتع»، ويواصل حديثه بالتكلم عن أسطورية الفرنسي “بلاتيني” والبرازيلي “سقراط”.
ولا ينسى “مارادونا” الذي يراه أحد أفضل من لمس الكرة في التاريخ، رفقة أفضل مهاجم بالتاريخ “رونالدو” ظاهرة البرازيل، ومن ثم يختم حديثه بجيل ريال مدريد الذهبي في 2005، بقوله «هاد الفريق كان يلعب ليستعرض» وطبعاً قبل النهاية يعود إلى جملته الأساسية التي انطلق منها حديثه “هي اللي عم تشوفها مو كرة قدم، وانت ما بتعرف شي عنها”.
كما أنه لا ينسى الحديث عن “عدنان بوظو” الذي يراه أستاذاً في عالم التعليق وجميع المعلقين في الوقت الحالي لا يمتلكون نصف ما كان يمتلكه “بوظو” على حد رأيه.
اللحظات لا تكرر
وبعد العديد من الأحاديث والتساؤلات التي دارت برأسي حول هذه الجملة التي يقولها لي والدي دائماً، اكتشفت أنه كان محقاً في حديثه.
فبعد أن تابعت منافسة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي. بالإضافة لمشاهدة تشافي وإنييستا، كروس ومودريتش، كاكا وبيرلو، بويول ومالديني وراموس ومارسيلو. وأساطير حراسة المرمى مثل “بوفون وكاسياس” والعديد من الأساطير الأخرى، علمت أن والدي كان محقاً.
فدهشة الإنسان بالأشياء التي يراها أول مرة لا يمكن أن تتكرر فلا يمكن أن أحتمل حالياً مقارنة منافسة “مبابي وهالاند” بكريستيانو وميسي أرى هذا هراء وأن ثنائية كريس وليو لن تتكرر.
وكذلك الأمر بالنسبة إلي عندما يأتي أحدهم. ويقول أن هذا اللاعب يشبه “إنييستا” والآخر يمتلك روح بويول وانا آراه لا يشبهه سوى بقصة الشعر.
الآن علمت تماماً أن الأشياء التي أكبر معها أراها أسطورية وما يأتي بعدها مهما بلغ من جمال لن يكون كتلك اللحظة الأولى التي رأيته بها، والآن علمت لماذا يتغنى والدي بلاعبين بعضهم لم يمر اسمه معي سوى على شريط الأخبار وبالصدفة..
وربما سيأتي يوم وأخبر أبنائي أن كرة القدم التي يشاهدونها ليست كرة قدم. فهم لم يعرفوا كريس وليو ولم يتابعوا بيرلو أو يروا سحر رونالدينيو، ربما سأخذ دور والدي في الأيام القادمة الذي كان “مارادونا” جزءاً من ذاكرته.