بعد28 عاماً.. تفوقت أحلامنا على أحلام أبو الهنا باللا جدوى
قدموا شكوى ضد إزعاج أم سوسو.. هل نحلم نحن بالفلقة أيضاً؟
توجه الفنان “دريد لحام” مع جيرانه إلى المخفر، لتقديم شكوى إزعاج بحق جارتهم الراقصة “أم سوسو”. إلا أن الأمور انقلبت ضدهم ونال أصحاب الحق نصيبهم من العقاب عوضاً عنها. حدث هذا في إحدى حلقات مسلسل “أحلام أبو الهنا” قبل 28 عاماً.
سناك سوري _ صاحب حق
الحلقة 11 من مسلسل “أحلام أبو الهنا” بعنوان “ليلة ساخنة”.عرضت معاناة أهل المبنى مع جارتهم “أم سوسو”. التي تحيي بمنزلها حفلات السهر والاستماع إلى الأغاني بأصوات عالية، إضافة إلى تجمع الناس عندها ما يزيد من مستوى الضجيج.
ليالي عدة مرت على “أبو الهنا _ دريد لحام” وجيرانه دون نوم بسبب الأصوات المزعجة، وما كان منهم سوى الاتفاق على اللجوء للشرطة. وتقديم شكوى بحقها، مع تقديم دلائل تشير لصدق كلامهم.
خلال دقائق استجابت دورية الشرطة، وتوجهت إلى منزل المدعى عليها، وبينما وقف أبو الهنا وجيرانه في أسفل البناء. ينتظرون مشاهدتها وهي منقادة إلى المخفر، حصل العكس وجاء العناصر وألقوا القبض عليهم تحت حجة البلاغ الكاذب. وتم “رفعهم فلق” كعقوبة على ذلك.
لا أحد من المشاهدين يدري ماذا حصل مع الدورية في منزل “أم سوسو” حتى انقلبت المعايير ضمن المسلسل الدرامي. إلا أنها لاتزال تروي بضع من تفاصيلنا كسوريين يومياً.
وباختلاف الجهة التي نتوجه لها لتقديم شكوانا، والتي باتت مؤخراً محصورة بين بعضنا البعض، نشكو الكهرباء والماء. والغلاء وقلة الحيلة وصعوبة المواصلات، والبرد والحرارة و و و و كل ما يلزم من مقومات ليحيا الكائن الحي.
إلا أننا حالياً وبعد كل تلك السنوات على عرض المسلسل، نشبههم باللا جدوى ونتفوق عليهم. فقد وجدت الشخصيات الدرامية من يسمعها حينها. ولكن الآن نادراً ما نجد أذناً تصغ لنا. أو أناساً يسعون لحلول جوهرية تزيل مصادر الإزعاج من حياتنا. وعوضاً عن ذلك برز قانون الجريمة المعلوماتية ليسكت شكاوينا قبل أن تُكتب.
ومن يدري ربما نحلم يوماً ما بأن نأكل “فلق” لكي نصرخ بحجة وجعه، فالكتابة على منصات السوشال ميديا (التي تراعي قانون الجريمة المعلوماتية) لم تصل. وتوجيه الكتب والشكاوى تتأخر بالبريد الرسمي، والاتصالات ضعيفة حيث يضيع نصف الحديث ما بين “ألو” و”سامعني”، و”ماعندي شبكة”.
هُم لديهم “أم سوسو” وكل الإزعاج الصادر عنها هو الغناء والرقص (ما أحلاه قدام يلي عم يزعجنا هلق). ما يجلعنا بحالة شوق لشكاوى الضجيج، مقارنة بالجلوس بالحر والرطوبة، والركض وراء تأمين وجبة الطعام، أو إيجاد فرصة عمل، أو الحلم بمقعد ضمن سرافيس المدن .. إلخ.