قاسم الفرحان يخطو بأحلامه على إيقاع عجلات عربة العصير المتنقلة
عربة قاسم الفرحان أراحته من الضرائب ومنحت الزبائن كاسة عصير بارد وسط أجواء حارقة
يعمل الشاب “قاسم الفرحان” 24 عاماً مع إخوته على عربة متنقلة لتحضير وبيع العصائر. متجولين بعربتهم بين منطقة دوار التموين صباحاً، وسوق سينما فؤاد مساء بمدينة دير الزور.
سناك سوري-عائشة الجاسم
عربة العصائر والمشروبات الباردة التي تُلبي احتياجات الزبائن من موظفين ومارّة عابرين، وتهبهم كأس عصير مثلج وسط الأجواء الحارقة. تُلبي احتياجات لا تقلّ أهمية بالنسبة للشاب الباحث عن تأمين مستقبله.
يقول “الفرحان” لـ”سناك سوري”، إن العربة منحته حلولاً اقتصادية لمشاكل كبيرة. مثل كلفة استئجار محل، وضرائبه المرتفعة إضافة إلى فواتير المياه والكهرباء المرتفعة،.كما أن عربة العصائر المتنقلة منحته نوعاً من المرونة في التنقل والوصول إلى الزبائن في أي مكان يتواجدون فيه. ما يعزز من مكانته في السوق ويزيد من دخله.
ويحاول الشباب في دير الزور وسوريا عموماً، البحث عن أفكار لمشاريع صغيرة تعينهم في تأسيس مستقبلهم، وغالباً ما يقع الخيار على المشاريع الأقل كُلفة عند التأسيس، إضافة للبحث في جدوى المشروع ومدى إمكانية تحقيق النجاح المنشود.
نيل ثقة الزبائن
يوضح الشاب كيف أصبحت عربته مصدر رزق جيد له ولإخوته. وكيف أنها تجمع بينهم وبين الزبائن في أجواء عمل ممتعة ونظيفة. فالعمل تحت نظر الزبائن يمنحهم الثقة في نوعية العصير وجودته. ويضيف أن الناس أحبّت فكرتهم وأسلوبهم في تحضير العصائر وتقديمها على مرأى عيونهم.
ولا تعتبر عربة العصير المتنقلة هذه الوحيدة في دير الزور، وأمام المنافسة يبحث كل صاحب عربة متنقلة عن فكرة مبتكرة للترويج لمشروعه واجتذاب الزبائن، فيما يبدو أن العصائر الطازجة وتحضيرها أمام الزبائن هي الفكرة التي خرج بها “الفرحان”.
الديكور.. تعبير عن المحتوى ونقطة جذب للزبائن
حاول “الفرحان” مع إخوته إضفاء طابع مميز على العربة، التي بات ديكورها يعبر عن محتوياتها بدقة، فيراها المارّة تمتلئ بأنواع الفواكه الصالحة للعصر، إضافة لوجود علب العصير الجاهز، وكل زبون حرّ بطلبه سواء عصير طازج أو معلّب.
العربة التي يتصدر اسمها “رحيق الفواكه” في الواجهة الأمامية، يقول صاحبها إن جهوده وتعبه على الديكور لم تذهب سدىً، وهو الأمر الذي يستطيع استشعاره من نظرات الإعجاب الواضحة على وجوه معظم الزبائن.
يمضي “الفرحان” في تأسيس مستقبله ومستقبل إخوته بفكرة بسيطة، حوّلها إلى مشروع ناجح،.بينما يجول بعربته المتنقلة مختاراً أماكن وقوفها بذكاء لا يقلّ أهمية عن ذكاء فكرة المشروع والعمل على ديكوره.
ويحتاج الشباب في دير الزور وسوريا بالعموم، إلى برامج بناء قدرات وتأهيل وتدريب،.تساعدهم على معرفة كيفية افتتاح مشاريعهم الصغيرة،.وكيف يمكن البدء واختيار الفكرة بناءً على حاجة المجتمع المحيط لضمان نجاحها،.خصوصاً أن المشاريع الصغيرة باتت حلاً جيداً لمواجهة الظروف الاقتصادية السيئة للشباب الباحثين عن تأمين مستقبلهم داخل بلادهم.