لم يختلف مشهد بكاء الطلاب نتيجة أسئلة امتحان الرياضيات للشهادة الثانوية في سوريا أمس الاحد، عن مشهد الطلاب ذاتهم. بينما كانوا يتلقون خبر أتمتة الامتحان ومن ثم إلغائه، وخبر إلغاء الدورة التكميلية ومن ثم العودة عن قرار الإلغاء. بفارق أن الكاميرا كانت حاضرة يوم أمس لترصد ردود الفعل.
سناك سوري-دمشق
وبينما أبدى الطلاب وجهة نظرهم بأسئلة الرياضيات التي رأى معظمهم أنها صعبة ووصفوها بالتعجيزية. قال وزير التربية “محمد عامر المارديني” في تصريحات نقلتها الوطن المحلية. إنهم كانوا يعتقدون بوجود مشكلة في الأسئلة، إلا أن مكتب التوجيه الأول للرياضيات يرى أنها تراعي الفروق الفردية.
وأضاف الوزير مبرراً بطريقة غير مباشرة ما جرى: «لا نريد صناعة علامات، بل نريد طالباً يفهم المنهاج. وبالتالي نرى أنه يجب أن تكون هناك أسئلة للمتميزين».
وسط تلك الضوضاء، تداول ناشطون خبراً عن وجود خطأ في مادة الرياضيات، تحديداً بالسؤال الخامس واعتبر بعض معلمي الرياضيات. أن السؤال خاطئ وسط مطالبات بإعادة الامتحان والانتصار للطلاب.
وبالعموم وصف بعض معلمي الرياضيات الأسئلة بأنها صعبة لم تراعِ الفوارق الفردية. إذ من عادة الأسئلة أن تتدرج من السهولة إلى الصعوبة مراعاة لجميع مستويات الطلاب.
مندوبة التربية تثير الهلع بين الطالبات
وكأن صعوبة أسئلة امتحان الرياضيات لم تكن تكفي الطلاب الذين تعرّض كثير منهم لحالات إغماء نتيجتها. لتأتي حادثة من نوع آخر في أحد المراكز الامتحانية بمدينة اللاذقية. وبحسب صحيفة الوطن المحلية، فإن دخول مندوبة تربوية إلى المركز والقاعة الامتحانية وصراخها على الطالبات. تسبب بنوع من التشويش، وحالة من الهلع أوصلت إحدى الطالبات إلى الإغماء.
الفيزياء أيضاً
الجدل الذي أثاره امتحان الرياضيات لم يكن الخضة الوحيدة التي واجهها الطلاب منذ بدء الامتحان قبل عدة أيام. حيث قال طلاب إن أسئلة الفيزياء لم تكن سهلة ووصفها بعضهم بالصعبة جداً. ليقول وزير التربية، إن هناك دراسة يقوم بها مجموعة من الموجهين المختصين لمعالجة ما أثير حول الفيزياء للثالث الثانوية والفرنسي للتعليم الأساسي.
وأضاف أنهم سيدرسون سلم التصحيح لكل مادة. لتحديد فيما إذا كانت هناك حاجة إلى تعديل علامات السلم. إما من خلال حذف علامة السؤال وتوزيعها على باقي أسئلة المادة وإما تخفيف علامة السؤال الذي أثار الجدل.
التشويش بدأ قبل الامتحان بكثير
التشويش على الطلاب بدأ قبل الامتحان على الكثير، تحديداً منذ نهاية العام الفائت، حين أعلنت وزارة التربية أتمتة امتحان الثانوية وإلغاء الدورة التكميلية. ليبدأ الطلاب بالاحتجاج والتمرن على نوعية الأسئلة الجديدة. قبل أن تقرر التربية تأجيل تنفيذ قرارها حتى العام القادم، وإعادة التكميلية.
وفي معرض تعليقاتهم على صعوبة أسئلة الرياضيات عبر الفيسبوك. قال كثير من الطلاب والطالبات. إن التربية لم تترك شيئاً لم تجربهم به هذا العام لتكون النهاية مع أسئلة تعجيزية في الرياضيات.
وتعيش سوريا ظروفاً خاصة جداً، فالطلاب يدرسون في الحر الشديد دون وسائل تبريد وفي البرد الشديد دون وسائل تدفئة. نتيجة غياب المحروقات والكهرباء التي بسبب انقطاعها لساعات طويلة يدرسون على ضوء الليد الخافت. ناهيك عن الوضع المعيشي السيء وعدم قدرة كثير من الطلاب على تناول غذاء صحي كافي لاحتياجاتهم. ولم تراعِ التربية كل تلك الظروف التي كان من المفترض أن تكون في أذهان واضعي الأسئلة وألا تأتي منفصلة عن الواقع لهذه الدرجة.