سليم صبري ثري الفصول الأربعة وحكيم الخوالي
سليم صبري لا يؤمن بتقاعد الفنان.. حتى لو شُلّ يستطيع تأدية دور المشلول
ارتبط اسم الفنان “سليم صبري” بالكثير من الأدوار التي قدمها خلال مسيرته الطويلة، وتعتبر شخصية “مالك بيك الجوربار” خلال “الفصول الأربعة”، من أبرز ماقدمه.
سناك سوري _ دمشق
درس “صبري” في كلية الحقوق وتخرج منها، إلا أنه لم يمارسها كمهنة، واختار التمثيل بدعم من أهله الذين وافقوا على خياره وقرروا. أن يكونوا بجانبه حتى أن والده اشترى له عددا من الكتب ليقرأها ويكون على دراية بالمجال قبل البدء به.
وكانت بداياته مع المسرح، عندما احترف التمثيل من المسرح الجامعي عام 1958، ومن ثم انضمامه إلى المسرح القومي السوري ليقدم أولى مسرحياته “مروحة الليدي ونيرمير”. تلاها عرض “مدرسة الفضائح”، وبعدها “الإخوة كارمازوف”.
لم يكن التمثيل هو المجال الفني الوحيد الذي عمل به “صبري”. فقد دخل عالم الإخراج أولاً، عن طريق عدة مسلسلات درامية منها “شجرة النارنج”، “مساكين”. قلوب خضراء” وجلد الأفعى”.
أبرز شخصيات سليم صبري في التمثيل
تنوعت أدوار ” سليم صبري” التي قدمها في الدراما مابين التاريخي، الاجتماعي وأعمال البيئة الشامية. ويعتبر “مالك الجوربار” من أكثر الأدوار شهرةً نظراً لتعلق المشاهدين بـ”الفصول الأربعة” على مدار الجزأين. حين جسد شخصية التاجر الثري.
أيضاً لعب “صبري” دور الفاسد، ممن فضّل مصالحه الشخصية والحفاظ على نفوذه على حساب دمار كل شيء حوله، وذلك خلال مسلسل “عناية مشددة” في عام 2015.
وحمل عام 2000 إطلالة مميزة لـ”صبري” في دراما البيئة الشامية عبر مسلسل “الخوالي”، ولعب دور “أبو هاشم” واحد من وجهاء الحارة. المشهور بأخلاقه العالية حكمته وولاءه لأهل بيته وحارته.
وإضافة إلى ما سبق يضم رصيد “صبري” عشرات الأعمال التلفزيونية ومنها “بنات العيلة، “على صفيح ساخن”، “جوقة عزيزة”. “زمن البرغوت”، “العراب”. “تخت شرقي”، “زمن العار”، “عن الخوف والعزلة”، “وراء الشمس”، “بروكار”، “ندى الأيام”. “عشتار”، “عصر الجنون”، “التغريبة الفلسطينية”، “أبناء القهر”. “الفوارس”، “الثريا”، “حي المزار”، “خان الحرير” والكثير غيرها.
ولم يغفل “صبري” عن إغناء موهبته في عالم الفن السابع، وكانت الأفلام السينمائية شاهدة على موهبته وأحلامه بتقديم المحتوى الذي يحبه. ومن بعض الأفلام التي شارك بها نذكر “كفر قاسم”، “فضاءات رمادية”، “حادثة على الطريق”، و”رؤى حالمة”.
كما عمل “صبري” كمشرف على مؤسسة الإنتاج البرامجي في دولة “الكويت”، واستمرت تجربته تلك لمدة أربعة أعوام. إلا أنه لم يتحمل الغربة، فقرر التوقف والعودة للعمل بسوريا، حسب ما قال في لقاء له مع إذاعة “سوريانا“.
مسيرة طويلة شهدت نهايتها حضور قليل
يتجاوز عمر “صبري” الفني النصف قرن، نوّع خلاله في كافة المجالات المتاحة أمامه، وخلال الأعوام الفائتة. شهد حضوره تراجعاً خلال المسلسلات الدرامية.
الأمر الذي برره أثناء لقاء له في برنامج “إنسان“، وقال إنه عائد لضعف الإنتاج التلفزيوني السوري. مادفع بعض الممثلين للتوجه نحو الخارج لافتا أن أعداد من بقوا بالداخل قليلة.
لايمكن للفنان التقاعد، فالتمثيل هو تقمص الشخصية وليس حركة فقط..
الفنان سليم صبري
ورغم ذلك لا يؤمن “صبري” بتقاعد الفنان، فالتمثيل وفق وجهة نظره عبارة عن تقمص للشخصية وليس الحركة. وذكر مثالاً بذات الحديث، أنه وفي حال أُصيب الممثل بالشلل، فيمكنه أن يؤدي دور المشلول. ونوه لطاقته الكبيرة والأمل الذي يملؤه.
وبالنسبة للواقع الدرامي الحالي، اعتبر “صبري” أن موضوع الأجور مشكلة كبيرة في البلاد. ولا تبلغ 10% مما يتقاضاه الممثل بالخارج. وبذات الوقت لا يمكن الاعتراض على ذلك باعتبار الإنتاج المحلي ضعيف والتوزيع. ويجب التحلي بالصبر.
يذكر أن “صبري” من مواليد “دمشق” 1 حزيران 1941، متزوج من الفنانة “ثناء دبسي”، وابنتهما الممثلة “يارا صبري”.