“سوريا” عواصم العالم تتحرك لتثبيت التقسيم
اللعبة الكبرى في “سوريا” لم تعد متعلقة بالسوريين من موالاة ومعارضة .. بإمكانكم الآن ذرف الدموع
سناك سوري – متابعات
باتت عقدة المناطق المتنازع عليها في “سوريا” محلياً ودولياً، مشكلة غير ممكنة الحل في المدى القريب على الأقل بعد أن كثر الطباخين والمدراء والمخططين لما تبقى من “سوريا الكبرى” في الجنوب الغربي، والشمال الغربي، والشمال الشرقي.
وتتحرك “برلين”، و”باريس” وعواصم أخرى، نحو “موسكو” لبدء مرحلة سياسية جديدة لقناعة تلك العواصم أن القرارات لم تعد متعلقة بالسوريين على اختلاف مذاهبهم، بل باتت تتعلق باللعبة الكبرى، وسط حديث عن إمكانية الإفادة من تجربة “مينسك” للحل الأوكراني باجتراح “مينسك سوري” كما جاء في صحيفة “الشرق الأوسط”.
وتبدو العقدة الأهم في مسارات التسوية الدولية للحرب في “سوريا” مرتبطة بمصالح كل دولة على حدى، خاصة أن جمع الدول المتنازعة على الأرض السورية بات صعب التناول، فـ “الولايات المتحدة” لا تجلس مع “إيران”، و”السعودية” كذلك، والدولة العنصرية التي تلعب باتجاه زيادة الأزمة “الكيان الصهيوني” لها مصالحها الخاصة.
يقول الزميل “إبراهيم حميدي”: «إن الاقتراح الألماني الجديد “منيسك سوريا” هو بين اقتراحات أخرى، كان بينها الجمع بين مجموعة “آستانة” التي تضم “روسيا”، و”إيران”، و”تركيا” من جهة، ومجموعة الدول الخمس “أميركا”، و”فرنسا”، و”بريطانيا”، و”السعودية”، و”الأردن” والتي انضمت إليها لاحقاً “ألمانيا”. والعقبة أمام هذا الاقتراح، هو رفض “واشنطن” الجلوس على طاولة مع الجانب الإيراني خصوصاً بعد قرار الرئيس “ترامب” الانسحاب من “الاتفاق النووي”، هذا غير العقبات القائمة بين “روسيا”، و”أميركا” حالياً».
وتحاول “موسكو” فرض هيمنتها على الحل من خلال استثمار “أستانة” ذو المسار العسكري، وتحويله لمسار سياسي في الاجتماع المقبل بشهر تموز في “سوتشي”. لكن العقدة أمام “موسكو”، كما يقول “حميدي”: «كانت في إقناع “دمشق” بتشكيل “لجنة دستورية” من قبل المبعوث الدولي “ستيفان دي ميستورا”».
اقرأ أيضاً: موسكو تضغط على دمشق لمناقشة الدستور والانتخابات والأخيرة ترحب بمؤتمر سوتشي
الحلفاء على خلاف جوهري
ويتابع “حميدي” سرد المشكلة الجوهرية بحسب رؤيته: «لم يكن هذا الخلاف الوحيد بين “موسكو” من جهة، و”طهران”، و”دمشق” من جهة أخرى؛ ذلك أن الخلاف الآخر الذي استدعى لقاء “بوتين” و”الأسد”، يتعلق بمرحلة ما بعد “الغوطة”. فـ “موسكو” تفضل التزام “هدنة الجنوب” مع “أميركا” و”الأردن”. وفتح معبر “نصيب” الحدودي، وتجنب العمل العسكري، وتحييد السلاح الثقيل، وانسحاب “إيران” إلى مسافات متفق عليها من الحدود، ومحاربة تنظيمي “جبهة النصرة”، و”جيش خالد” التابع لـ “داعش”».
لكن ذلك يزعج الإدارة الإيرانية التي تعتقد أنها قادرة مع “القوات الحكومية” على فرض السيطرة العسكرية على الجنوب، حيث يضيف “الحميدي”: «إن طهران تدفع “دمشق” للذهاب عسكرياً إلى جنوب غربي “سوريا”، والسيطرة عليها، وهما تعتقدان بأن لديهما إمكانية الردع العسكري لـ “إسرائيل” في حال تصاعدت المواجهات في الجنوب، ما يعتبره الجانب الروسي مغامرة فيها الكثير من المخاطر».
اقرأ أيضاً: الحرب الإيرانية الإسرائيلية .. احتمالات الجيوب المفتوحة
وفيما يخص “إدلب” فقد اتفقت الأطراف الدولية على تولي “تركيا” للملف، وفرض سياستها وقوتها هناك، خاصة بعد أن ثبتت نقاط مراقبتها العسكرية في عدة مناطق، وتكليفها بالقضاء على الإرهاب المتمثل بـ “هيئة تحرير الشام” ومن يواليها؟.
ويختم “حميدي” تحليله لواقع المنطقة الثالثة المتنازع عليها في شمال شرقي “سوريا”: «فهي خاضعة أكثر للمزاج الروسي – الأميركي، وتطور العلاقات بينهما، خصوصاً أنها المنطقة الوحيدة التي يقوم فيها نوع من التعاون بين البلدين وسط توترات في مناطق أخرى. لكن، “طهران”، و”دمشق” تدفعان رويداً رويداً في جعل الإقامة الأميركية والفرنسية شرق نهر “الفرات”، وفي معسكر “التنف” مرهقة ومكلفة. إضافة إلى توفيرها ذخيرة للخطاب السياسي السوري الذي يتضمن “مقاومة الاحتلال”، ورفض قبول أي قوات أجنبية غير شرعية. وهذا العنصر وافق عليه الرئيس “بوتين” عندما طالب خلال لقائه “الأسد” الخميس الماضي بانسحاب جميع القوات الأجنبية من “سوريا”، الموجودة من دون موافقة “دمشق”».
التقسيمات الدولية للأرض السورية باتت واضحة، ولكنها تنتظر اللمسات الأخيرة التي تجري على قدم وساق بعيداً عن المواطن السوري الذي ينشغل في كل لحظة بالبحث عن الأمان، ولقمة العيش.
اقرأ أيضاً: خطة روسية: مؤتمر وطني في دمشق وانتخابات رئاسية