الرجال يتحملون أعباء الحياة أكثر من النساء.. تصريح يحمل تمييزاً ضد المرأة
ماذا تشعر المرأة العاملة بعدة مهن مع متابعة شؤون بيتها وأطفالها بعد سماعها هذا التصريح؟
استيقظت هذا الصباح مع 4 التزامات مهنية عليّ أن أنهيها هذا اليوم. يضاف إليها الأعمال المنزلية ومتابعة شؤون طفلتي الصغيرة بالتوازي مع الآلام التي لا تفارق ظهري أو أسناني. كامرأة مكافحة في عقدها الرابع، ما الذي فعلته للحياة حتى أتصادف مع تصريح لطبيب يقول فيه إن الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بالجلطات القلبية لأنهم يتحملون ضغوط الحياة!.
سناك سوري-وفاء محمد
إذ يقول الدكتور “محمد الحامد” وهو اختصاص جراحة قلبية لإذاعة شام إف إم المحلية. إن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالجلطات القلبية من الإناث، «لأنهم يتحملون ضغوط وأعباء الحياة اليومية بشكل أساسي أكثر من النساء. وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، إلى جانب أن النساء في عمر الإنجاب هرموناتهن الأنثوية تحميهن وتجعلهن أقل عرضة للإصابة بها».
يحمل التصريح السابق تمييزاً كبيراً ضد النساء ويساهم بتكريس الصورة النمطية التي تقول إن الرجال هم المسؤولون عن أعباء الحياة وتكاليفها. كما أنه ينتقص بشكل كبير من قيمة النساء المكافحات اللواتي يعملن دون كلل أو ملل لتحصيل الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
جارتي المرأة الخمسينية، تعمل في مشغل لتوضيب الحمضيات وفرزها، تذهب عند السابعة صباحاً ولا تعود قبل الـ6 مساءً. تمضي يومها في العمل المجهد والقاسي، دون أن تنسى تجهيز طعام الغداء لأسرتها قبل الخروج من المنزل. إنها تستيقظ في السادسة ولا تتوقف عن العمل إلا بموعد نومها عند العاشرة مساء.
صديقتي الأخرى، تشبهني تعمل بـ3 مهن مختلفة لتأمين احتياجات أبنائها وأسرتها جنباً إلى جنب مع زوجها. تتعدد النماذج بطريقة لا يتسع المقال هذا على سردها أو كتابتها.
لماذا بعد كل هذا، يخرج من ينتقص من قيمة ما نقدمه كنساء، والمشكلة الأكبر أن الكلام خارج عن طبيب أي شخص اعتباري. يوحي وكأنه قائم على معلومة بينما هو يكرس صورة نمطية عملت النساء جاهدات على تخليص المجتمع منها.