أسعار باقات الإنترنت في سوريا تزيد الأعباء على العاملين عن بعد
كم ازداد سعر الباقة التي تستخدمونها اليوم؟
ارتفعت أسعار باقات الإنترنت في سوريا التي يستخدمها غالبية السوريين. لنحو الضعف، رغم إعلان شركات الاتصالات الخلوية برفع أسعار خدماتها بين 25 وحتى 35 بالمئة.
سناك سوري-مراسلون
تعمل “زينب” 26 عاماً، بنظام العمل عن بعد، وهي خريجة قسم اللغة الفرنسية. تحتاج الشابة شهريا إلى 40 غيغا، وتفعل باقتين، كان سعر الأولى باقة 35 غيغا، 36 ألف، والأخرى 14 غيغا بسعر 28 ألف. بينما اليوم ارتفع سعر باقة 35 إلى 94 ألف والـ14 غيغا إلى 50 ألف. أي تحتاج شهرياً إلى 145 الف ليرة، فقط لأجور الإنترنت.
ويلجأ غالبية السوريين إلى الباقات، سواء الإنترنت أو المكالمات، بسبب كونها أقل سعراً من المكالمات وأسعار الإنترنت خارجها. لكن تبقى أسعار الباقات خاصة بالشركة التي تصدرها، لكونها عروضاً غير محددة بارتفاع السعر لباقي الخدمات.
ما يقارب 100 ألف ليرة سورية، ستدفعها “علا” لقاء باقات الإنترنت الضرورية لعملها في مجال الغرافيك ديزاين. الذي يتطلب إنترنت جيد ودائم في أماكن تواجدها داخل المنزل وخارجه.
ويبلغ راتب السيدة الثلاثينية حوالي 600 ألف ليرة حالياً. لم يرتفع أبداً رغم ارتفاع أسعار الإنترنت والاتصالات لمرتين هذا العام، وغالباً فإن أصحاب العمل لا يأبهون لهذه الناحية ولا لدفع بدل إنترنت.
تقول “علا” في حديثها لـ سناك سوري: «باقة 14 غيغا باتت بخمسين ألف ليرة سورية، ولا تكفيني سوى لنصف الشهر».
بينما عزفت “خزندار” (24 عاماً) عن تفعيل باقتها الأسبوعية التي تستخدمها للترفيه ولحضور المسلسلات. بعدما تحوّلت إلى عبء إضافي عليها، بعدما وصل سعرها بعد الارتفاع الأخير إلى 32 ألف ليرة سورية. بعد أن كان سعرها 19 ألف ليرة.
تضيف: «الباقات صار بدها راتب لحالها». فالفتاة تعمل معلمة موسيقى في مدرسة حكومية وتتقاضى ما لا يزيد عن 150 ألف ليرة.
عنصر المفاجأة
فوجئت “ميادة” بعد رفع أسعار الباقات بأن رصيدها الذي قيمته “30 ألف” لن يكفيها لتفعيل باقة 400 دقيقة و 7 غيغا من ميكس الشهرية.
فالباقة التي كان سعرها “21 ألف” و500 ليرة ، صارت “37 ألف و 500” أي بزيادة تبلغ 16 ألف على السعر القديم. تقول السيدة لـ “سناك سوري”: «الوسيلة الوحيدة لنحكي مع أولادنا بالغربة هي إنترنت الباقات. باعتبار الواي فاي بالريف عنا شبه معدوم وإذا الهاتف كان منزوع ، بدك شي شهرين ليستجيبوا لطلبك ويصلحوه. وحتى هالوسيلة صارت معدومة لأن إنترنت سيريتل و MTN بيودع مع أول زخة مطر».
بدورها تحتاج “رانيا” لتفعيل باقة 500 دقيقة و 10 غيغا لتسهيل عملها عن بعد. فالشابة التي تعمل كميسرة حالة مع إحدى الجمعيات الأهلية في السويداء. تجري الكثير من الاتصالات مع المستفيدين وتعمل على الإنترنت ساعات طويلة.
لكن سعر الباقة الجديد “45 ألف و 500” شكل عبئاً جديداً يضاف إلى أعبائها المعيشية. فزيادة 18 ألف ليرة ليست بقليلة. تقول الشابة لسناك سوري «بدهن يزيدوا ما حدا مختلف معهن، بس يحسنوا الإنترنت، لأن خدماتهن متل قلتها» وتضيف: «زيادة 5000 لحد 8000 معقولة، بس 18 ألف أبدا مو منطقية».
وتبرر شركات الاتصالات رفع خدماتها، بأنها تأتي لتأمين تكاليف الإنتاج التي ارتفعت كثيراً نتيجة التضخم. بالمقابل فإن العاملون عن بعد الذين يحتاجون الإنترنت في عملهم. لا يستطيعون تكبد هذه المصاريف كلها، خصوصاً أن الرواتب عموماً قليلة في سوريا.