أسعار المحاضرات الجامعية عبء جديد على الطلاب بغياب الكتاب الجامعي
أقل محاضرة بـ5000 ليرة.. كم 5000 يحتاج الطلاب لينهوا سنتهم الدراسية؟
ترهق أسعار المحاضرات الجامعية في سوريا، “حنين” الطالبة في كلية الإعلام بجامعة دمشق. حيث تلجأ لكتابة محاضراتها بخط يدها حيث تنقلها من صورة على الموبايل. حصلت عليها من إحدى صديقاتها، فالشابة لا تستطيع تحمل أعباء تكاليف شراء المحاضرات.
سناك سوري-مراسلون
تقول “حنين” لـ”سناك سوري”، إنها تُقسّم محاضرتها إلى 3 أيام، ففي حال كانت عبارة عن 18 ورقة تكتب كل يوم 6 ورقات. وتضيف أنها لا تمتلك القدرة على دفع 90 ألف ليرة ثمن طباعة كل مادة، فتكتب بخط يدها ما يساعدها على التوفير من جهة ومراجعة المعلومات من جهة ثانية. إلا أن الأمر مرهق جداً لعينيها كما تقول.
وترتفع أسعار المحاضرات والكتب الجامعية ومستلزمات العملية التعليمية كل عام عن العام الذي يسبقه. كما باقي أمور الحياة المعيشية في سوريا التي تجعل جيوب مواطنيها “هاوية”.
تتكبد “رنيم”وهي طالبة في السنة الثالثة بكلية الآداب بجامعة دمشق قسم اللغة الروسية عناء وتكاليف طباعة المحاضرات الجامعية. 9 آلاف ليرة سورية دفعتها قبل يومين مقابل طباعة محاضرة واحدة مؤلفة من 12 صفحة.
الشابة بحاجة لأكثر من خمسين ألف اسبوعياً ما اذ طبعت كل المحاضرات إلى صيغة ورقية لدراستها. وتضيف أن «الدراسة صعبة من الموبايل. والأصعب تحمّل تكاليف الطباعة واذا اضطريت اكتب المحاضرات ورقياً فبحتاج أوراق أو دفاتر وايضاً صارت مكلفة والكتب اذا توافرت مكلفة أكتر».
يعتمد أغلب الأساتذة الجامعيون في قسمها على إرسال المحاضرات بصيغة إلكترونية للطلاب. لكن انقطاع التيار الكهربائي المتواصل وصعوبة الدراسة من جهاز الموبايل فيضطر الكثير من الطلاب إلى طباعة المحاضرات.
العمل بالمكتبة نعمة
يعتبر خضر إبراهيم (20 عاماً) طالب في كلية الاقتصاد أن عمل والده في مكتبة بمثابة “نعمة” بالنسبة له. كونه يستطيع تصوير محاضراته دون أن يدفع مبالغ عالية.
يذكر الشاب حال أصدقائه ممن يضطرون أسبوعياً لدفع مبلغ يتراوح بين 40 إلى 50 ألف ليرة سوري لتصوير محاضراتهم. حيث بلغ سعر طباعة الورقة الواحدة 500 ليرة. فإذا كانت المحاضرة مؤلفة من 15 ورقة سيدفع الطالب 7500 ليرة.
ويضيف «الطالب بالقليلة يحتاج لعشرة آلاف ليرة يومياً بين إجرة مواصلات و شراء محاضرة واحدة فقط. وهاد مبلغ مو سهل وغير متوفر بالنسبة لشريحة واسعة من الطلاب».
ويرى خضر أنه كان من الممكن أن يلجأ لدراسة محاضراته عبر الموبايل رغم ما يعنيه الأمر من صعوبة. كما يفعل اليوم كثير من طلاب الجامعات السوريين، لولا وجود مكتبة والده.
وفي سؤاله عن الكتب الجامعية قال خضر أنّ بعض الأساتذة الجامعيين، يطلبون منهم شراء كتب للمواد، لكن دون أن تكون جميع هذه الكتب متوفرة. فيلجأ الطلاب لاستعارة الكتب من بعضهم، وأحياناً تصويرها عبر الموبايل.
فيما وصل سعر نسخة الكتب لما يقارب 300 ألف ليرة سورية، حيث يتراوح سعر الكتاب الواحد بين 30 إلى 50 ألف حسب حجمه. عدا عن المحاضرات أو الملفات التي تُطلب من قبل أساتذة المواد، دون الأخذ بالكتاب بشكل كامل.
المحاضرات بديل عن الكتاب الجامعي
تضطر “زينب” الطالبة في السنة الخامسة في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة تشرين إلى شراء المحاضرات الورقية كبديل عن الكتاب الجامعي غير الموجود أصلاً. وتتكبد مصاريف إضافية على القسط السنوي باعتبارها تدرس التعليم الموازي.
تقول الطالبة لـ”سناك سوري”: «عم نحضر المحاضرات وندفع تكاليف الطريق وفوق هيدا أسعار المحاضرات صارت كاوية. يعني أقل محاضرة اليوم من 5 صفحات بألف ليرة».
وتضيف الشابة: «لا توفر المكتبات الخاصة بكلية الهندسة المعلوماتية خدمات الاشتراك، ما يعني أننا مضطرون للدفع بسعر مضاعف. وسط غياب المنهج الخاص بالكلية باستثناء مادة واحدة» وتردف لسناك سوري أن «حضور المحاضرات غير كاف لفهم ما يطلبه الدكتور تماماً. لأن بتمرق معلومات كتير ممكن بلحظة نشرد عنها وتضيع الفكرة».
تشير الطالبة إلى أن معظم المدرسين يوفرون نسخاً إلكترونية عن المحاضرات لكنها غير مجدية باعتبار اللابتوب لا يعمل على المياه. ويحتاج تياراً كهربائياً ليمكنهم الدراسة منه.
وبما يتعلق بغياب الكتب الجامعية تقول زينب: «في الواقع المقررات مرنة وتحتاج تعديلاً سنوياً على محتواها كما يقول الدكاترة. فمن المعلوم أن قطاع تكنولوجيا المعلومات متسارع في النمو والتطور ودورة حياة المعلومة لا تتجاوز ثلاثة أشهر. وبالتالي الكتاب الجامعي سينمط المقررات ويجعلها تقليدية».