استمرار التصعيد في سوريا .. مخاوف من العنف جنوباً وتواصل المعارك شمالاً – بانوراما الأسبوع
عدوان إسرائيلي مزدوج .. ودعوة أمريكية للتهدئة
تواصلت حالة التصعيد في “سوريا” بمختلف أشكالها وفي عدة مناطق وجبهات بين مختلف الأطراف بدءاً من الاحتجاجات جنوباً إلى المعارك وتبادل القصف شمالاً.
سناك سوري _ دمشق
ازداد المشهد تعقيداً في “السويداء” هذا الأسبوع مع حادثة إطلاق النار التي وقعت يوم الأربعاء عند بوابة فرع حزب “البعث” إثر قيام المتظاهرين بمحاولة اقتحامه وإغلاق الأبواب المؤدية إليه.
وظهر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز “حكمت الهجري” في مقطع مصور نقلته شبكة “السويداء 24”. قال فيه أن ما جرى مؤامرة ودعا إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى العنف. مؤكداً على سلمية الحراك والإصرار على مطالباته وفق حديثه.
في المقابل أصدرت قيادة فرع حزب “البعث” في “السويداء” بياناً قالت فيه. أن بعض المجموعات أقدمت على إغلاق الباب الرئيسي للفرع ومنع موظفيه من الدخول. فيما تعاملت المؤسسات الحزبية مع الأمر بضبط النفس تجنباً للصدام والفوضى.
وتابع البيان أن حالة الاحتواء والاستيعاب قوبلت بالمزيد من التمادي. ومحاولة اقتحام سور مبنى قيادة الفرع يوم الأربعاء والاعتداء على الحراس وتخريب مقر الحراسة والقفز فوق الباب الرئيسي المغلق للاعتداء على قيادة الفرع وموظفيه والعبث بممتلكاته. ما استدعى ضرورة الدفاع عن مقر الفرع والوقوف بوجه المجموعات المذكورة وعدم السماح لهم بالدخول لمقر الفرع بحسب تعبير البيان.
وأثارت الحادثة مخاوف من انجرار المدينة إلى سيناريو العنف الذي سبق للبلاد أن عاشته وعانت منه طوال 12 عاماً مضت. بينما تجددت التظاهرات في ساحة “السير” الخميس لليوم الـ 25 على التوالي رافعة شعارات تطالب بالتغيير السياسي.
عدوان إسرائيلي مزدوج في يوم واحد
وبالتزامن مع أحداث “السويداء” شنّ كيان الاحتلال عدواناً مزدوجاً يوم الأربعاء. استهدف ريفي “طرطوس” و”حماة”.
وقال مصدر عسكري لوكالة سانا الرسمية أن عدواناً إسرائيلياً برشقات صاروخية من جهة البحر المتوسط. استهدف بعد الخامسة من ظهر الأربعاء مواقع للدفاع الجوي في “طرطوس”. وأضاف «أدى العدوان إلى استشهاد عسكريين اثنين وإصابة ستة آخرين بجروح ووقوع بعض الخسائر».
وفي اليوم ذاته وعند حوالي العاشرة و40 دقيقة بحسب المصادر. استهدف عدوان إسرائيلي جوي من اتجاه شمال “لبنان”. بعض النقاط في محيط “حماة” ما أدى لوقوع خسائر مادية.
كما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر أمني لم تسمّه. نفيه تعرّض أي من المطارات في المنطقة الوسطى من “سوريا” لأي عدوان. مشيراً إلى أن الصواريخ الاعتراضية دمرت 90% من الصواريخ المعادية قبل وصولها إلى هدفها.
تسخين الجبهات في “خفض التصعيد”
في الأثناء. استمر التصعيد العسكري على جبهات الشمال الغربي. حيث نقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن مصدر ميداني. أن الجيش السوري استهدف مواقع “جبهة النصرة” بالمدفعية. في “السرمانية، ودوير الأكراد، والعنكاوي” بريف “حماة”. كما وجّه ضرباته لمواقع المسلحين في “الفطيرة، وفليفل، وسفوهن” بريف “إدلب” الجنوبي. وذلك رداً على اعتداءات “النصرة” على مواقع الجيش بقذائف صاروخية على محور “الملاجة” جنوب “إدلب”.
استمرار التصعيد شمالاً
التصعيد والتوترات العسكرية استمرت شمالاً أيضاً. حيث أعلن “مجلس منبج العسكري” التابع لـ”قسد”. تصديه لمحاولات تسلل نحو قرى “العريمة” و”البوغاز” و”كورهيوك” بريف “منبج” شرق “حلب”.
وقال البيان أن الهجمات حصلت تحت مسمى “قوات العشائر” فيما تبيّن أنها من تنفيذ فصائل “الجيش الوطني” و”جبهة النصرة”. بدليل الآليات التي تركها المسلحون خلفهم.
إلى ذلك. ورغم إعلان “قسد” انتهاء عملياتها في “دير الزور” التي اندلعت بين عناصرها وعناصر “مجلس دير الزور العسكري” التابع لها. إلا أن الاشتباكات تواصلت خلال الأسبوع الماضي.
وذكر موقع “فرات بوست” المحلي أن مقاتلي “العشائر” هاجموا الأربعاء عدداً من نقاط “قسد” في بلدة “ذيبان” بريف “دير الزور” الشرقي. ما أشعل اشتباكات عنيفة بين الطرفين دون أن تتبيّن نتائجها.
بدورها دعت نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي “دانا سترول” إلى وقف الاشتباكات بين “قسد” والعشائر. مضيفة في حديثها لقناة “الجزيرة” أن هذه الاشتباكات تقوّض مهمة القضاء على “داعش” وتهدّد أمن القوات الأمريكية.
الأسبوع الثالث من التصعيد
مرّ الأسبوع الثالث من التصعيد في البلاد على مختلف الجبهات. بين حراك الشارع في “السويداء” ومحاذير انجراره إلى دوامة العنف. وبين تجدد الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تتوقف. إلى جانب تسخين الجبهات في منطقة “خفض التصعيد” ومواصلة المواجهات العسكرية في الجزيرة السورية بهدف قلب المعادلات وأطراف النفوذ هناك.
يوحي المشهد بوجود أطراف تسعى لتغيير الصورة القائمة في “سوريا” على مختلف الصعد والجبهات. وتحريك المياه الراكدة منذ 2020 حين توقفت المعارك الكبرى إلى حد كبير. إلا أن مآلات الأوضاع المستقبلية لا تزال غامضة ولا يزال الترقب سيد الموقف بانتظار قادم مجهول.