أول أستاذة امرأة في دمشق: كلمات غادة السمان لأستاذتها في جامعة دمشق
* رحيل رندة الخالدي اول أستاذة امرأة في جامعة دمشق
وأرملة السفير ضياء الله الفتّال (نائب وزير الخارجية السورية سابقاً)
سناك سوري
تعارفت معها كأستاذة لي في (الجامعة السورية) ـ أي جامعة دمشق اليوم ـ ولعلها كانت أول أستاذة امرأة في تلك الجامعة [في دمشق]. فوجئت حين دخلتُ إلى الصف ووجدت الأستاذ الواقف على المنبر شابة جميلة تكاد تقارب تلاميذها سناً… وانها والأهم من ذلك تقوم بالتدريس بطريقة جذابة عميقة آسرة وجمالية تدريسها شاع خبره. وانتسب إلى الجامعة يومئذ حتى بعض الخريجين الذين حضروا صيفها بعدما ضجت دمشق بذلك (الحدث) الجديد… وصار من تلاميذها مثلاً الشاعر نزار قباني.
وعملت رندة دائماً في حقل خدمة القضية الفلسطينية. وفي روايتها نجد بطلتها في العاشرة من العمر. حين اضطرت واسرتها لمغادرة القدس تحت وطأة هجوم المحتل الإسرائيلي عام 1948. وربما في نبذة لها صلة بسيرتها الذاتية؟
عاشت رندة الفلسطينية. في الغرب فترات لكنها ظلت فلسطينية/سورية/لبنانية (حيث أقامت ايضاً في دمشق) ثم في بيروت ـ فأمها هي الأديبة اللبنانية الرائدة عنبرة سلام. شقيقة رئيس الوزراء السابق صائب سلام (والد الرئيس ايضاً تمام سلام).
اقرأ أيضاً: غادة السمان.. جرح عتيق خلف رحيلها عن دمشق
* توقعت أن تصلها مقالتي. ولم يخطر ببالي أنها سترحل في اليوم ذاته الذي بدأت فيه في كتابة مقالي عنها!.. لقد اقترفت غلطتي الأبدية الدائمة التي يشاركني فيها الكثير من الناس. وهي نسيان أن من نحبهم قد يختفون في ومضة عين.. إنها غلطة نسيان السيد الموت: موتهم وموتنا. وعلينا أن نعلن عليهم حبنا قبل أن يرحلوا ونندم.. أو نرحل!
أنا كعادتي الخاطئة أتوهم أن ثمة وقتا.. وأقصر.. وأتوهم أنني سأرمم تقصيري غدا.. وأنسى.. ويموتون للأسف قبلي.. وأندم.. وأقسم ألا أكرر هذه الغلطة ثانية لكنني أكررها كما يفعل البشر جميعا في مقبرة النوايا الحسنة.. وليس ثمة من لم يندم لرحيل عزيز (أم ـ أب ـ أصدقاء) ولم يقل لهم كم كان يحبهم حتى بعد فتور لشجار عابر مثلا..
غادة السمان – القدس العربي – في رحيل رندة الخالدي. أول أستاذة امرأة في جامعة دمشق
أغسطس / آب 2017