الصحة النفسية.. كيف ينظر الشباب السوري إليها؟
هل تتوجهون للطبيب النفسي عندما تتراكم عليكم ضغوط الحياة؟
تتسبب نظرة المجتمع بتراجع كثير من المرضى النفسيين عن التوجه إلى طبيب لتلقي العلاج بسبب خوفهم من اعتبارهم “مجانين”. بالعرف الاجتماعي الذي ينظر للمرض النفسي بوصفه عاراً، رغم تراجع أعداد القائلين بهذا الرأي مؤخرا.
سناك سوري- خاص
يرفض 3% من الشباب السوري الذين استطلع سناك سوري آراءهم الذهاب إلى طبيب نفسي عندما يمرون بضغوطات نفسية أكبر من قدرتهم على التحمل والاستيعاب. ويفضلون المعالج النفسي عوضاً عن الطبيب من أجل الفضفضة حين تضيق الحياة عليهم. ولا يجدون للخلاص من الضغوطات ومتاعب الحياة سبيلاً.
وبحسب استطلاع رأي للشباب العربي قامت به شركة الأبحاث الدولية “بي إس بي”. تبين أن 50% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً ينظرون بصورة سلبية حول العلاج النفسي.
نظرة الشباب للصحة النفسية
لا يقتنع “حسين” (30) عاماً بفكرة الذهاب لطبيب نفسي بل يرى أن الإنسان الناضج عليه أن يواجه ضغوطاته بنفسه. يقول الشاب لسناك سوري: «تستوجب حالات أو اضطرابات خاصة الذهاب لعيادة خاصة أو طبيب نفسي. أما باقي المشاكل الحياتية على الإنسان الناضج التغلب عليها فهو يعرف حياته وشخصيته ويستطيع التغلب على كل الضغوطات بنفسه».
ربما تكون فكرة حسين منطقية بعض الشيء في مجتمع يحوي ضغوطات ومشاكل اعتيادية. وليس في المجتمع السوري الذي يعيش أفراده ضغوطاً قاسية وكبيرة. تجعل العديد غير قادرين على تحملها، وهنا تبرز الحاجة للعلاج النفسي.
وفق منظمة الصحة العالمية WHO فإن الصحة النفسية ” ليست مجرد انعدام الاضطرابات النفسية. وإنما هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيّف مع حالات التوتّر العادية. والعمل بشكل منتِج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلّي”.
المعالج عوض عن الطبيب
تُفضل “مكرم” (22) عاماً طالبة جامعية، الذهاب لمعالج نفسي أو مختص قادر أن يسمعها ويسدي إليها النصيحة عوضاً عن الطبيب النفسي. تشير الشابة لسناك سوري «أن الطبيب النفسي سيكون علاجه أدوية لمدة طويلة. وربما لا تحل الأدوية المشكلة بقدر ما يحتاج الشخص لمن يسمعه ويفضفض إليه».
يتقاطع رأي “مؤمن” 22 عاماً مع رأي “مكرم”، ويعتقد أن العقاقير الطبية والمسكنات غير قادرة على حل المشاكل النفسية. ويرى أن المعالج النفسي أو المرشد النفسي على دراية بطبيعة النفس البشرية وله القدرة على العلاج الفعال أكثر من العقاقير التي تهدئ العقل والفكر.
الصحة النفسية ” ليست مجرد انعدام الاضطرابات النفسية، وإنما هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيّف مع حالات التوتّر العادية.
منظمة الصحة العالمية
ترى “منى” (21) عاماً أن «الانعزال وقضاء وقت طويل بمفردها في الحالات التي تشعر بها بالضيق أهون إليها من الذهاب لطبيب نفسي». وتجد الشابة بالبقاء منعزلة مع نفسها الحل والطريقة الأفضل للتخلص من الضغوط النفسية.
تُخلف أوقات الحروب والكوارث كوارث وخيمة على صحة الفرد النفسية ويمثل الوعي النفسي والتوجه لطبيب أو معالج نفسي الخطوة الأولى نحو صحة نفسية سليمة للمجتمع.
الصحة النفسية ضرورة ملحة
بينما ترفض فئة من الشباب السوري الذين استطلعنا آراءهم التوجه إلى الطبيب النفسي وفئة أخرى تفضل المعالج النفسي وفئة تفضل الانعزال بعيداً عن المجتمع خلال الضغوط النفسية. تجد فئة أخرى أن العلاج النفسي ضرورة ملحة للفرد وتؤكد أهميته. وضرورة الاهتمام به وتغير النظرة للشخص الذي يريد العلاج النفسي وترفض فكرة أن اعتبار العلاج النفسي عيباً.
وتطالب بالتصريح علانية لكل الذين يتوجهون للعلاج النفسي بكل أشكاله لتشجيع بقية أفراد المجتمع واعتباره أمراً صحياً وسليماً.
«العلاج النفسي ضرورة ملحة ولا يقل عن العلاج الجسدي» يقول الشاب “حسان مرهج” (24) عاماً لسناك سوري. ويعتقد أن عدم التوجه لطبيب نفسي خوفاً من نظرة المجتمع. له نتائج كارثية على صحة الإنسان، ويضيف: «الامتناع عن الذهاب للعلاج النفسي له عواقب مرعبة على المجتمع. وتظهر في سلوكيات غير أخلاقية وتؤدي إلى جرائم وردود فعل مبالغ فيها بسبب الكبت الذي يكون داخل المريض».
تحمّل الشابة “نور تزكا”، 29 عاماً المجتمع المسؤولية عن عدم انتشار ظاهرة العلاج النفسي بين أفراده. وتدعو للترويج لها. وترى أن «المرض النفسي ربما يكون أكثر خطورة من المرض الجسدي وغير قادرين على علاجه واستكشافه بأنفسنا».
«المرض النفسي ربما يكون أكثر خطورة من المرض الجسدي»
الشابة نور تزكا
“زهراء” (26) عاماً طالبة علوم سياسية ترى «أنه عندما نكون أصحاء نفسيين يكون المجتمع والحياة سليمين». وتقترح الاهتمام وتطوير مجال الطب النفسي في سوريا وعدم حصر العلاج النفسي بوصفة طبية فيها أدوية والمهدئات.
وأنتم كيف تنظرون للعلاج النفسي؟ وهل تهتمون بصحتكم النفسية؟ وهل تتوجهون للطب النفسي عندما تتراكم عليكم ضغوط الحياة؟ أخبرونا..