الرئيسيةشباب ومجتمعمعلومات ومنوعات

بعد صدمة الزلزال.. كيف نقدم الدعم النفسي للأطفال بعد الكوارث؟

دليل كيفية تقديم الدعم النفسي للأطفال ضمن الكوارث ومن بينها الزلزال

يحاول كثير من السوريين المنكوبين بالزلزال اليوم نسيان مخاوفهم قليلاً، في محاولة منهم لتهدئة أطفالهم العنصر الأضعف في المعادلة. لاسيما أولئك الذين فقدوا أفراد من عوائلهم أو حتى عوائلهم الكاملة.

سناك سوري-خاص

يقدم الدكتور “فادي جريج” وهو اختصاص دعم نفسي، مجموعة من المعلومات التي يمكن الاستفادة منها حالياً لنتجاوز المخاوف قليلاً. ريثما تهدأ الأمور قليلاً وتتدخل فرق الدعم النفسي على الأرض لمساعدة الجميع.

يقول “جريج” إن الإسعاف النفسي الأولي، يشمل تقديم الدعم والرعاية العملية من غير تطفل أو إرغام، ومساعدة الناس للوصول إلى الحاجات الأساسية. كذلك الإصغاء لهم دون الإلحاح عليهم للتحدث، ومواساتهم، إضافة لحمايتهم من المخاطر أو أي أذى نفسي إضافي.

الإسعاف النفسي وفق “جريج”، ليس شيئاً يمكن أن يقدمه الاختصاصيون فقط، وهو ليس إرشاداً نفسياً اختصاصياً، ولا علاج نفسي قصير الأمد. وليس من الضروري أن يتضمن حواراً تفصيلياً حول الحدث الذي تسبب بالضغط الشديد.

مع الأطفال والمراهقين

يوصي “جريج”، بمساعدة الجميع على البقاء معاً خصوصاً مع أحبائهم، وعدم تركهم لوحدهم. ويضيف أنه ينبغي  تسليم الأطفال والمراهقين غير المصاحبين لأهاليهم لجهات الحماية. وفي حال لم يتوفر جهات حماية للأطفال والمراهقين يجب مساعدتهم في العثور على أسرهم أو أي أسرة يمكنها تقديم الرعاية.

كذلك يجب الحرص على عدم تعريضهم لمشاهد صعبة، وحمايتهم من سماع القصص المؤلمة عن الحدث. إضافة إلى منعهم من التواصل مع الوسائل الإعلامية التي تود مقابلتهم دون أن تكون جزءاً من فريق الإغاثة.

يجب التحدث مع الأطفال ونحن في مستوى بصرهم وباستخدام كلمات مفهومة لديهم، إضافة إلى أنه يجب أن نعرفهم باسمنا ومساعدتهم على أن يدركوا أننا متواجدون لمساعدتهم.

كذلك يوصي “جريج”، بالاصغاء إلى وجهة نظر الأطفال، والتعرف إلى أسمائهم، والمعلومات عنهم بما يتيح الوصول إلى أسرهم، كذلك باللعب معهم والمشاركة في حوار بسيط عن اهتماماتهم.

اقرأ أيضاً: الصدمة النفسية تضرب السوريين بعد الزلزال… النوم مصدر قلق
الأطفال الأكثر تأثراً

الأطفال هم الفئة الأكثر تأثراً خلال الكوارث والنزاعات، لارتفاع مستوى التوتر في البيئة، وتزايد وجود الأشخاص الغرباء، مما يضاعف خطر إساءة معاملتهم. كذلك بسبب انعدام الحماية والبنية التحتية الاجتماعية للطفل، وانعدام مصادر الرزق والوظائف مما يدفعهم لليأس والشعور بالاحباط.

كيف نساعد الأطفال على التكيف؟

يقول “جريج”، إن هناك مجموعة من الأمور الواجب اتباعها لمساعدة الأطفال على التكيف، وهي:

1- طلب الإسناد الاجتماعي والانفعالي

وهو محاولة البعض للحصول على مساعدة الآخرين اجتماعيًا أو نفسيًا، طبيًا، ماديًا، تبعًا لتقديرات المعنيين أنفسهم ومن ذلك نستنتج شروط المساندة الاجتماعية كالتالي:

– تقدم من أشخاص مقربين للطفل او الجماعة.
– تقدم وقت الصدمات والكوارث والازمات.
-أن يكون مقدمو المساندة ممن يثق بهم الطفل المقدمة له المساندة.
-أن تكون المساندة الاجتماعية المقدمة قادرة على تحقيق الأهداف التي قدمت من أجلها
المساندة.
-أن تكون قادرة على توفير الحماية للطفل.
-ان تكون المساندة الاجتماعية والنفسية قادرة على استعادة وتعزيز ثقته بنفسه.

2 – حل المشكلات:

من خلال مساعدته على وضع مجموعة حلول للمشكلة وبدائل للمشكلة ومساعدته على اختيار أفضل حل للمشكلة في الوقت الراهن.

3. المساندة بالمعلومات:

وذلك بإعطائه نصائح أو معلومات جديدة ومفيدة، أو تعليم مهارة تؤدي الي حل مشكلة أو موقف ضاغط.

4. المساندة الانفعالية:

وتشتمل على الرعاية الانفعالية التي يتلقاها الشخص او يمكن أن يتوقع أن يتلقاها من الآخرين، التي تشتمل على الرعاية، والثقة، والقبول، والتعاطف.

كيف نقدم المساعدة للأطفال؟

من خلال مجموعة من الطرق، مثل مراقبته، الحديث معه، وطمأنته بأن ردة فعله طبيعية لمن عاشوا مثل ظروفه، إضافة إلى السماح له باتخاذ القرارات وإحالته للمختص بحال الضرورة.

احتياجات الأطفال عند تعرضهم للأحداث الصادمة والكوارث

يجب التركيز على عدة احتياجات معينة، وهي بحسب الدكتور “جريج”:

-الإصغاء التعاطفي معهم والحب والسماح لهم بالحزن.
– تقديم طرق لتفريغ الغضب والحزن والألم تبعاً للعمر.
-الصدق والمعلومات الواضحة وأجوبة مباشرة للأسئلة.
-المساعدة والدعم لإيجاد طرق للاستمرار بالحياة.
-ممارسة بعض الأنشطة المحببة لهم للحفاظ على روتين الحياة اليومية قدر الإمكان.
-لكي نرسخ الإحساس بالأمن في كل الأعمار:
a. يجب وضع حدود ثابتة وواضحة وعادلة ومتابعتها بفرض العواقب المناسبة.
b. تجنبوا المغالاة في حماية الأطفال – ساعدوهم على تحمل المخاطر المعقولة مع مساعدتهم لكي يستعيدوا دورهم في الحياة.
c. ساعدوا الطفل على استعادة دوره كعضو مساهم في الأسرة بالسرعة الممكنة. (من خلال المسؤوليات والأعمال اليومية، الخ). لأن ذلك يساعد الطفل على الخروج من وضع الضحية.

متى يجب إحالة الأطفال إلى الخدمات النفسية التخصصية؟

هناك مجموعة من العوامل والأعراض ينبغي عند مشاهدتها طلب المساعدة من المختص النفسي فوراً، وهي:

1. حدوث اضطرابات شديدة في النوم.
2. استعادة إحياء الصدمة من خلال الحديث المتكرر عن الحدث الصادم ومعايشة نفس الأعراض والمشاعر في كل مرة.
3. الكوابيس المتكررة المتعلقة بالحدث الصادم.
4. حدوث اضطرابات شديدة في الشهية للطعام.
5. المبالغة في ردود الأفعال بالمقارنة مع الحدث.
6. سرعة الاستثارة.
7. الحديث عن الرغبة في إيذاء النفس.
8. أعراض جسدية مستمرة وغير مبررة طبياً.
9. سلوك يشكل خطراً على النفس أو على الآخرين
10. اضطرابات في السلوك

اقرأ أيضاً: ليلة الرعب الذي لا ينسى في قلعة القدموس.. خرجنا والحجارة تتساقط علينا

زر الذهاب إلى الأعلى