اتحادات السلة والقدم تهدد الصحافة الرياضية بعصا الجرائم المعلوماتية
قانون جرائم المعلوماتية سيف تسلطه الاتحادات الرياضية على أقلام الصحافة
يبدو أن قانون الجرائم الإلكترونية والتلويح به، لا يوفّر أي موضوع أو مجال في الصحافة السورية بما في ذلك الصحافة الرياضية.
سناك سوري _ دمشق
حيث أصدر الاتحاد السوري لكرة السلة بياناً توضيحياً انتقد فيه نشر الصحفي “مهند الحسني” مقالاً في جريدة “الوطن” حول قضية اللاعب “عبد الوهاب الحموي” وقال فيه أن اتحاد اللعبة تعذر عن إيجاد الحل.
العبارة أثارت على ما يبدو حفيظة اتحاد السلة الذي وصف الأمر بأنه نشر معلومات زائفة ومضلّلة وأن “الحسني” لم يتواصل مع الاتحاد للتأكد من صحة الأخبار المتداولة حول الموضوع، داعياً الصحفيين للتواصل مع الاتحاد للتحقق من الأخبار الواردة بخصوصه وإلا سيلجأ لقانون الجرائم الإلكترونية.
تهديد الصحفيين بقانون الجرائم الإلكترونية يبدو لافتاً من جهة رياضية، لا سيما أن الحالة التي أثارت استياء الاتحاد ليست قدحاً أو ذمّاً أو شتماً لأحد مسؤوليه، وإنما قضية رياضية بحتة، علماً أن “المكتب الإعلامي” للاتحاد والذي صدر عنه البيان، غاب عنه أن الصحفيين يحاسبون وفقاً لقانون الإعلام بما يخص عملهم وليس بقانون الجرائم الإلكترونية الذي صار وسيلة تهديد ووعيد.
وبينما اكتفى اتحاد السلة بالتهديد فإن اتحاد كرة القدم بادر للتنفيذ وتقدّم رئيسه “صلاح رمضان” بشكوى لفرع الأمن الجنائي قسم الجرائم الإلكترونية ضد المدربين “محمد عقيل” و”عماد خانكان” بسبب انتقادهما له خلال برنامج تلفزيوني.
علماً أن “رمضان” ذاته كان قد صرح في لقاء إذاعي عبر إذاعة المدينة أنه يقبل النقد، وعرفه بأنه ليس شتيمة وقال:«مستعدين نقبل أي انتقاد بكرة القدم. فليقل الناقد أن رئيس الاتحاد مابيعرف يشتغل أو أن الاتحاد مابيعرف يشتغل. لكن لا يشتم الاخت والأم». بينما الدعوى التي رفعها رئيس الاتحاد ضد “عقيل، وخانكان” وفق ماجاء في بيان الاتحاد كانت بسبب النقد. حيث قالا في لقاء تلفزيون إن “أعضاء الاتحاد لاتتوفر لديهم الخبرة”.
وتظهر الحالتان أن أي جهة لا يعجبها انتقاد عملها تسارع للتهديد بقانون الجرائم الإلكترونية، سواءً بوجه الصحفيين أو ضيوف الإعلام، وأن الصحفي بات مهدداً بهذا القانون مهما كان مجال عمله، حتى ولو كتب في الرياضة أو عليه أن يجيد التصفيق ويمتنع عن أي انتقاد مهما صغر أو كبر اتقاءً لسيف الجرائم الإلكترونية.
اقرأ أيضاً:استدعاء محمد عقيل وعماد خانكان لفرع جرائم المعلوماتية بشكوى من اتحاد الكرة