مواجهة مرتقبة بين موسكو وواشنطن.. الشعب السوري وحده من سيدفع الثمن
روسيا تهدد الولايات المتحدة: «إذا وقع هجوم من الأمريكيين… فسيتم إسقاط الصواريخ وحتى المصادر التي أطلقت منها الصواريخ»
سناك سوري-متابعات
تتزايد حدة الاشتباكات الكلامية بين موسكو وواشنطن في مجلس الأمن الذي فشل في تبني قرارين روسيين حول التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا، بينما فشل آخر ثالث قدمته واشطن حول ذات الأمر.
الاشتباكات الكلامية بين طرفي الصراع الرئيسيين في سوريا تتجه للتحول إلى مواجهات عسكرية مباشرة فوق الأراضي السورية، خصوصاً مع الحشد الكبير للمقاتلات الفرنسية والأميركية والتعزيزيات العسكرية التي استقرت في البحر المتوسط خلال اليومين الماضيين، ويجري الحديث هنا عن استعداد مقاتلات فرنسية لتوجيه ضربات عسكرية مباشرة على سوريا بحسب صحيفة “كوميرسانت” الروسية.
أعصاب المسؤولين الروس تبدو أكثر برودة “ربما متأثرة بطقس موسكو البارد”، حيث قلل مصدر عسكري روسي من أهمية تلك التعزيزيات وقال في تصريح لوسائل إعلام روسية: «حتى الآن، لم يحدث شيء مخيف»، وأضاف: «الأسطول البحري الروسي قادر على رد سريع عند الضرورة، وسيكون هناك من ينتظرهم عند قدومهم».
بالمقابل وجهت لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي تهديدات ضمنية لواشنطن، وأعلنت أن «الرد الروسي سيكون فورياً في حال تعرض جنودنا لضرر جرّاء ضربة أميركية ضدّ سوريا»، وأضافت في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية: «القاعدتان الروسيتان في طرطوس وحميميم تخضعان لحماية مشددة».
اقرأ أيضاً: أميركا تدرس رد عسكري جماعي قد يستهدف القواعد الروسية في سوريا
وفي تصريحات عالية اللهجة قال السفير الروسي في لبنان “ألكسندر زاسيبكين”، إن أي صواريخ أمريكية تطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها، وأضاف في تصريحات لوسائل إعلام لبنانية: «إذا وقع هجوم من الأمريكيين… فسيتم إسقاط الصواريخ وحتى المصادر التي أطلقت منها الصواريخ»، اللافت في تصريح “زاسيبكن” هو أنه لم يحدد هجوم الأميركيين على القواعد الروسية، على عكس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي.
في الغضون دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية كافة شركات الطيران إلى توخي الحذر أثناء التحليق شرق المتوسط مخافة شن ضربات جوية في سوريا، وأضافت في بيان لها: «ينبغي توخي الحذر عند تخطيط العمليات الخاصة بالرحلات في شرق المتوسط/منطقة معلومات الطيران الخاصة بنيقوسيا».
التعزيزات العسكرية في المتوسط، وتبادل التهديدات بين واشنطن وموسكو، رافقها تصريحات من نوع آخر لبريطانيا وفرنسا، حيث قال الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” إن الضربة العسكرية على سوريا قد تحدث خلال الأيام القليلة القادمة، وهو لا يتناسب مع تصريحات الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” الذي قال قبل يومين إن القرار بشأن رد عسكري على سوريا سيحدث خلال الـ48 ساعة القادمة أو أقل من ذلك، وهذا يعني الكثير من الناحية الديبلوماسية.
التصريح البريطاني جاء معززاً لهذا الواقع حيث قالت رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي” في اتصال هاتفي مع “ترامب” إن بلادها تحتاج المزيد من الأدلة حول استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية قبل الانضمام للحملة العسكرية، وأضافت بحسب صحيفة “تايمز”: «بريطانيا بحاجة إلى مزيد من الأدلة على الهجوم الكيميائي الذي من المحتمل أن يكون ارتكبه “نظام الأسد”، قبل الانضمام إلى الضربة العسكرية ضد سوريا».
اقرأ أيضاً: “ترامب” يهدد ويتوعد الرئيس السوري على تويتر
في المقابل وفي تصريحات قد تصب بخانة التهدئة بين الطرفين الأميركي والروسي، قال البنتاغون إن واشنطن تواصل مع الروس استخدام خطوط تفادي الصدام في سوريا، وأضاف المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية “داميان بيكارت”: «يمكنني أن أؤكد أن خط تسوية الخلافات في مركز العمليات الجوية المتحدة لا يزال يستخدم كما في سابق، ولا يزال آلية بناءة لتحييد المخاطر والحسابات الخاطئة».
سوريا ردت على التهديدات الغربية عبر مندوبها إلى الأمم المتحدة “بشار الجعفري” الذي قال خلال كلمة ألقاها في اجتماع لمجلس الأمن الدولي: «أود أن أقول للدول الغربية إن تهديداتكم.. لن تجبرنا أبدا.. ولن نسمح لأحد، عضو دائم أو غير دائم في مجلس الأمن، أن يفعل معنا ما فعلوه مع العراق وليبيا».
وبينما يؤكد العديد من المراقبون جدية التهديدات الغربية في شن هجوم عسكري قد يكون كبيراً على سوريا، يذهب مراقبون في طريق آخر ويؤكدون في حديث مع “سناك سوري” إن تلك الضربات لن تحدث وكل يوم تأخير يمر حاملاً تهديدات وتصعيدات كلامية من شأنه التأكيد على نظريتهم تلك.
اقرأ أيضاً: اجتماع مجلس الأمن بلا فائدة.. واشنطن مصرة على موقفها