السويداء: مطالب للمجالس المحلية بردم الهوة مع المجتمع وعدم تلميع الحكومات
إقبال نسائي ضعيف على المجالس المحلية...ومطالب بتوفير مساحات عامة للأسرة
تعد الخدمات الأساسية للمجتمع الهاجس الرئيسي للنساء في السويداء اللواتي ينظرن للواقع الخدمي السيء على أنه سيف مسلط على رقاب كافة أفراد المجتمع.
سناك سوري-رهان حبيب
لذلك فإنهن يطالبن بشكل رئيسي بتحسين واقع الخدمات لأن ذلك من شأنه أن يتيح للناس التفكير على مستوى أعلى بالحقوق والتنمية وتطوير المجتمعات والإنتاج ..إلخ. إلا أنهن لا يعولن كثيراً على الانتخابات القادمة في إحداث تغيير بدليل تدني نسبة الترشح.
تقول المعلمة المتقاعدة “مها هنيدي”. لـ”سناك سوري” إنه لا يمكن الفصل بين ما تطلبه النساء، وبين ما يطلبه المجتمع. وفي حالات الضائقة الاقتصادية الخانقة، يندمح الجميع في مطالب واحدة هي تخفيف صعوبات العيش. لذلك «أتطلع إلى تدخل المجالس المحلية في مسائل مثل الخبز، والأسعار. والإنتاج الزراعي وبما يحقق تمثيلا عادلاً للنساء».
سقف توقعات منخفض
“زكية السنيح” ٦٥ عاماً مدرسة متقاعدة لم ترفع سقف التوقعات كثيراً. فحالة التردي الخدمي دليل واضح على التطبيق غير السليم لقانون المجالس المحلية الذي صدر تلبية لحاجة شرائح المجتمع. ويفترض أن تكون صوت الناس.
وتضيف: «نحتاج لآلية تنفيذ تعكس روح القانون، وأرى أن المجالس فشلت في نقل الهموم، والمطلوب زيادة تمثيل النساء ودعم وصولهن إلى المجالس».
تلفت “السنيح” النظر إلى وجود نساء كثيرات فضلن عدم المشاركة بسبب عدم الثقة بوجود البيئة المناسبة للعمل وغياب الآليات التنفيذية لتطبيق قرارات المجالس. على حد تعبيرها.
المحامية “حنان الأشقر” تعول على المجالس المحلية في تعزيز دور المرأة، وتقول إن على المجالس التي سيتم انتخابها غداً الأحد العمل على التنمية المستدامة.
اقرأ أيضاً: البعث وحلفاؤه يعيدون ترشيح 14 اسماً لانتخابات الإدارة المحلية بحماة
وتضيف: «كان من المتوقع أن تشغل النساء مقاعد أكثر في المجالس المحلية، وليست النساء مجرد تغطية لعدد معين ضمن المجالس وللحضور فقط. يجب العمل على تنمية دور المرأة وتشجيع جميع المؤسسات والجمعيات التي تعنى بتنمية دور النساء. وتفعيله في كافة الإدارات والفعاليات والتوعية وإزالة المعيقات التي تمنع تواجدها الفعال في الشأن العام والخاص».
في المكان الصحيح
وفق الكاتبة “اعتدال الشوفي” المطلب الأساسي والوحيد لما يليه من مطالب. أن تقف المجالس المحلية في المكان الصحيح، وأن يعمل أعضاؤها على ردم الهوة بينهم وبين الناس والتوقف عن تلميع وجه الحكومة وتجاهل الواقع الرديء. فالتحديات كبيرة، والأمل شحيح.
غياب رب الأسرة نتيجة الظروف الحالية، فرض على النساء مسؤوليات أكبر يجب أن تراعيها المجالس. كما أشارت “أرجوان غرز الدين” مؤسسة “ملتقى الأرجوان الثقافي” للنهوض بواقع المجتمع واستهداف النساء. وعبرت عن الطموح بتوسيع الدائرة التنموية بما يخص المرأة من ورشات عمل وإيجاد فرص أكثر من خلال دعم المشاريع التنموية. وتعزيز الدور الخدمي بشكل فاعل وتوفير أماكن تخص ثقافة الأسرة ورفاهيتها كالمكتبات العامة والحدائق التي باتت شبه معدومة.
كذلك لم يغب العنف ضد المرأة عن مرشحة مجلس مدينة “صلخد” المحامية “رغدة الغوثاني”. وكذلك غياب التمثيل النسائي عن مجلس مدينتها، وتضيف لـ”سناك سوري” أن العنف ضد المرأة يتطلب خلق بيئة مناسبة لحياة أسرية. متوازنة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
ورغم زيادة مسؤوليات المرأة، فإنه لم يتم تمثيلها بأي عنصر نسائي خلال الدورة الماضية في مجلس مدينة “صلخد”. وفق “الغوثاني”، بينما في الدورة الحالية فإنها بقيت المرأة الوحيدة المستقلة المرشحة.
“صونيا العيسمي” محاسبة في بلدية “شهبا”، قالت إنه ورغم ما يمر على هذا البلد من ويلات هناك عمل حثيث لجعل مشاركة المرأة فاعلة. وتلافي بعض الثغرات التي تقيد وجودها كمواطن له نفس الحقوق والواجبات. واعتبرت أن مشاركة المرأة في انتخابات الإدارة المحلية بالشكل المرجو منها. سيعزز من الأثر الذي يمكن أن تصنعه المرأة في ظل ظروف كالتي نعيشها وخاصة أنها باتت تدرك قدراتها التي صقلتها سنوات حرب.
يذكر أن عدد المرشحات بلغ 133 سيدة في “السويداء” حتى ساعة إقفال باب الترشيح، إلا أن هذا العدد لا يعني أن جميعهن مستمرات بالترشح فالحملات الانتخابية للنساء تعد على أصابع اليد.