نصائح لاعنفية لإدارة الموظفين وتحسين إنجازهم للمهام
ناجي سعيد يكتب عن العنف في التعليم وإدارة الموظفين
![ناجي سعيد](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2017/09/ناجي-سعيد.jpg)
احتار صديقي المؤمن باللاعنف ومدير إحدى الشركات كيف يتعامل مع عدم إنجاز موظف لمهمة طلبها منه كما يجب، وهذا الإنجاز لم يكن بمستوى يعكس رسالة الشركة وبالتالي لم يترجم هذا الإنجاز أو المهمّة كما هو مطلوب! ماذا يفعل؟ كيف يقول للموظّف بطريقة لاعنفيّة، أنّ عمله خاطئ؟!
سناك سوري – ناجي سعيد
ولو سألنا خبراء التواصل اللاعنفي عن الحلّ، لكان كما يلي: أوّلًا، في التواصل اللاعنفي يجب فصل الشخص عن سلوكه. ثانيًا، ضرورة تمكّن مدير الشركة المذكور من اختيار مفرداته لتعبّر بوضوح عن فكرته. ولكي يبعد ردّة الفعل الشخصية لدى الموظّف، يجب البدء بعبارات التقدير والاحترام، وهذا بالطبع ليس مجاملة.
تحقق من فهم الموظف طلبك… وانت تحقق كموظف من فهم الطلب
فاللوم على المخطئ أشدّ من الصدمة. مثلًا: أنا وجميع زملائك ندرك تمامًا بأنك موظّف متفاني في عملك وتبذل جهدًا لصالح شركتنا، وهذا واقع ملموس، ولكن، في هذه المهمّة، أرى أن أداءك لم يكن كما يجب، فأنا سأعيد صياغة طلبي بطريقة أوضح، علّك تكتشف أين المشكلة في الأداء. ثمّ يحاول المدير أن يعيد صياغة طلبه بطريقة مغايرة ليفهم الموظف طلبه.
اقرأ أيضاً: عنف الولادة – ناجي سعيد
ومن ثمّ وبحسب قواعد التواصل اللاعنفي، يطلب المدير من الموظّف إعادة طلبه فيقول: لقد فهمت منك بأنك تريد:” كذا وكذا..”، حينها يكتشف المدير الحقيقة ، فيردّ بإمّا”تمامًا” هذا ما أريد، أو ” كلّا، فإنّ ما أريده هو كذا وكذا..” ، وتتمّ عملية التواصل اللاعنفي ويتجنّب الإثنان الوقوع في الخطأ، لتفادي العنف المتوقّع بينهما، معنويًا كان أو أفظع من ذلك!
اللاعنف فلسفة للعيش
هكذا هي عملية التواصل اللاعنفي التي تؤكد بأن اللاعنف هو فلسفة عيش تبدأ بين طرفين بالمرسل والمتلقّي، وهكذا دواليك. على أن يكون قوام العملية الاحترام المتبادل بين الطرفين، فلو خالف أحدهما هذه القيمة ولم يأخذها بعين الاعتبار، لنمت بذرة العنف بينهما، ويحدث أن تخلق البيئة العنيفة، ماءً وسماد لتغذية العنف، وذلك من خلال تدخّل المُغرضين وأصحاب المصالح الشريرة والنظرة الضيّقة بينهما.
إن التواصل اللاعنفي هو خطوة استباقية للعنف المحتمل الذي يتوجّب حين يحصل لتدخّل وسيط يجهد لتقريب وجهتي النظر. والنزاع الفردي هذا كثيرًا ما نراه إذا ما مثّل الفردان طرفين جماعيين، كدولتين متنازعتين بسبب مورد أساسي. وهنا تبدأ المفاوضات ويلجأ الجميع إلى حلول “مصلحجيّة” تُغرق العمل السياسي الدولي في نزاعات لا نهاية لها.
أذكر في طفولتي “خبريّة” تسخر من نزاعات الحروب الأهلية، بأنها دائمًا تكون بسبب نزاع طفلين على “كلّة” أثناء لعبهما مع بعضهما البعض! نعم فلو تعلّم الطفلان أسس التواصل اللاعنفي لتفادينا حروبًا وتجنّبنا خسارة أرواح بريئة براءة الذئب من دم يوسف.
اقرأ أيضاً: سوريا.. عواء كلب يتسبب بوفاة 8 أشخاص وإصابة 25 آخرين