الدواء في سوريا قليل الفعالية: اعترافات صيدلاني مهم – سناك سوري – رحاب تامر:
كان مشهد طفلتي الصغيرة وهي تتلوى من الألم أمامي بينما أقف عاجزةً أمامها. كفيل بإطلاق الكثير من اللعنات على الحرب والفساد والدواء و”كتير أشخاص وشغلات”. لقد أخبرني طبيبها أنها تعاني التهاباً في اللوز. وتحتاج إلى شراب التهاب وخافض حرارة فقط.
لكن أياً من تلك الأدوية التي بلغ سعرها “1300” ليرة لم يفي بالغرض. عدت إليه متوسلةً وضع حد لتلك المعاناة. ليخبرني أن الدواء لم يعد كما كان فقد ارتفع سعره وانخفضت فعاليته ونصحني بإعطائها “أبر” فهي أشد فعالية.
وكانت الأبر في الماضي تعطى للحالات الطبية المتقدمة. حالة ابنتي لم تكن قد وصلت لهذا الحد. لكن الدكتور أخبرني الحقيقة بقصد طمأنتي. وأكد لي أن فعالية الأبر اليوم هي أيضاً قد خفت كثيراً. وبحسب الطبيب فإن فعالية “الأبر” اليوم هي ذات فعالية “الشراب” في الماضي قبل أن تتسبب “الحرب!” في غش الدواء.
تلك القصة حدثت معي قبل عدة أشهر. اليوم تذكرتها وأنا أقرأ اعترافات أحد الصيادلة لصحيفة محلية. حيث قال إن أصحاب معامل الدواء في سوريا يلجؤون إلى استيراد مواد ضعيفة الفعالية بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج قياساً بأسعار الدواء.
وبحسب الصيدلاني. فإن انتاج الدواء بنفس المواصفات القديمة سيكلف المواطن دفع مبالغ طائلة ثمناً له. وهذا ماليس بمقدوره. ولذلك ارتأت الشركات الطبية “التجارية”. تخفيض المواد الفعالة بما ويتناسب مع القدرة الشرائية. “ومعلش يموت الولد المهم الجيبة تضل عمرانة”.
هذا الاعتراف الخطير. برسم ماتبق من “ضمير” لدى الجهات المعنية. فهنا الغش ليس بكيلو لحمة. ولا بسحارة بندورة. إنه الدواء. دواء الأطفال يا “أصحاب الإنجازات”. وهنا أريد أن أطلب من رئيس الحكومة صاحب مصطلح “سورية تتعافى”. أن يتدخل لإيقاف غش الدواء في سوريا قبل أن نفنى نحن وأولادنا من السوريين.
اقرأ أيضاً: صيادلة: الدواء نوعان واحد قليل الفعالية للسوق المحلي والآخر جيد للتصدير