الرئيسيةيوميات مواطن

عن “شكيب” السوري .. الذي غيبه الخطف وقلة الحيلة

بين “شكيب” ابن “الخربة”، وأطفال “سوريا” جيل أحمق يتقاسم الخراب

سناك سوري – ضياء الصحناوي

مرت خمسة أيام دون أن يلج “شكيب” سور مدرسته، أو يجلس في مقعده الخشبي الدافئ، أو يقترب من ملعبه الذي حفّر بلاطه الأصفر بفعل قدميه الصغيرتين مع رفاقه الكثر.. فقد انتهك مجموعة من الخفافيش صفاء طفولته بوضح النهار، متسلحين بكل شياطين الأرض لكي يتغلبوا على دموعه المهدورة على والده الغارق في دمه في أرض مهجورة.

مرّت خمسة أيام، و”شكيب سعيفان ذياب” الذي خرج مع والده من قرية “ذكير” في الريف الشمالي لمحافظة “السويداء”، والتي يعرفها السوريين بقرية “الخربة” لكي يجلبا معاً ما تجود به الأرض من “العكوب”، و”الدردار”، و”الخبيزة”، وينعما معاً بأوكسجين الحياة المجانية، فخرجت لهما عصابة من شقوق الأرض دون أن يعلما ماذا فعلا ليجدا هذا الحقد كله. ومع محاولات الأب المفجوع الدفاع عن طفله بعينين بلل رموشها الدم، تلقى ضربة أخرى على رأسه الذي لم يحتمل خراب رؤوس ضاربيه، وعندما استيقظ من سباته الإجباري، كان “شكيب” غائباً خلف الشمس.

حتى اللحظة، لم يرن هاتف الوالد المبلول بعرق يديه المتشنجة.. ولا أي خبر (هل يحفظ شكيب رقم الهاتف اللعين.. هل أطعمه خاطفوه ما سرقوه من خضار لم يلجها لكي تطبخها أمه بزيت الزيتون) ..

زملاء “شكيب” في الصف الأول الثانوي افتقدوا لسماره الذي لوحته شمس الصيف الماضي، وتفوقه في الحفظ، وتنافسه لكي يكون شيئاً ذو قيمة في المستقبل القريب. فهل لاختطافه علاقة بما يجري في “الغوطة”، أو في “عفرين”، أو أو أو في هذا الوطن الذي تحول كله إلى قرية تدعى “الخربة”.

اقرأ أيضاً “عبدو بلاقسي” .. هرب من “داريا” ليسقط في أتون عصابات “السويداء”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى