يغذي “عاطف عزقول” 50 عاماً مربي أبقار في بلدة “قنوات” بمحافظة “السويداء”، الهاضم الحيوي الذي صممه لاستثمار مخلفات الأبقار، والحصول على خمس ساعات تغذية كاملة من الغاز المنزلي يومياً، تمكنه وزوجته من غلي الحليب وإنتاج الألبان والأجبان والحصول على كمية جيدة من الغاز تكفي لطهي وجبات العائلة.
سناك سوري – رهان حبيب
“عزقول” نفذ التجربة التي طبقت منذ سنوات في دول عديدة بالعالم، بما بين يديه من معدات بسيطة تفادياً لأزمة الغاز كما يقول، ويضيف لـ”سناك سوري”: «خططت في البداية للمشروع وحفر حفرة للهاضم، علمت بعدها أن أحد أهالي قريتي حصل على هاضم ولم يستخدمه وهو عبارة عن خزان مجهز لهذه الغاية قدمه لي، ووضعته بجوار المنزل قريباً من زريبة الأبقار بشكل مناسب لتغذيته بالمخلفات بشكل أكثر سهولة».
وللاستفادة من الغاز الناتج والأهم توصيله إلى المطبخ ثبت المربي الهاضم الذي تبلغ سعته 3 متر مكعب، ووصله ببالون خاص لجمع الغاز الناتج عن عملية التخمر، بعد إضافة الماء بنسب محددة للروث، وخلطه وإقفال الهاضم بشكل محكم بانتظار امتلاء البالون.
يقول “عزقول” لسناك سوري: «من الهاضم البلاستيكي يرتفع غاز الميتان إلى البالون بتمديدات بسيطة، ومنه إلى أسطوانة كبيرة تم إعادة تدويرها وهي أسطوانة كمبراسور لجمع ناتج الغاز وقد أضفت إليها عبوة إضافية، لنتمكن من استثمار الغاز الناتج بالكامل، حيث يمكن لهذه العملية إنتاج مايعادل جرتي غاز إلى ثلاثة على مدار الشهر، وهذا بالنسبة لنا شيء جيد رغم التعب والجهد للمحافظة على تغذية الهاضم بالروث باستمرار».
يستثمر المربي “عزقول” حالياً مخلفات رأسين من الأبقار، وقد أعاد تدوير أنابيب معدنية قديمة ومعدات مختلفة لإكمال مشروعه وإيصال الغاز للمطبخ، لكنه لم يتمكن من حفظ كميات زائدة من الغاز المنتج فالأمر بحاجة لمضخة خاصة ومعدات متطورة ومكلفة، يضيف: «رغم أني بدأت المشروع منذ عامين، لكن لغاية هذا التاريخ لم أتمكن من تعبئة الغاز بجرة للاستخدام في وقت لاحق كون العملية تحتاج لضاغط متطور وكلفته المالية عالية، إلى جانب انقطاع الكهرباء الذي يوقف عمل المضخة التي تضخ الغاز إلى المنزل ونحتاج لمعدات إضافية لإكمال المشروع لنحافظ على الإنتاج خلال فترات انقطاع التيار الكهربائي والحصول على منحة تساعدنا في تطويره بالشكل الأمثل».
اقرأ أيضاً: “طرطوس”: دراسة لتوليد الكهرباء والغاز من النفايات.. استعدوا
“عزقول” يمد كرمه بناتج الروث المخمر وهو سماد غني إذ أن كل كيلو مجفف منه يمكن أن يحل ببرميل ماء كسماد عالي الخواص، وهذا بحد ذاته عامل مشجع لتنفيذ مشاريع جديدة ودعم المربين، كما تم قبل سنوات في قرية “رضيمة اللوا”.
“كنج خيو” 61 عاماً أحد مربي الأبقار المستفيدين عام ٢٠٠٨ من تأسيس مخامر قدمتها منظمة “أكساد” في “رضيمة اللوا” وكانت على شكل مخمرات متطورة حفرت بالأرض، وعزلت بالكامل بطريقة التخمير اللاهوائي، قال لـ”سناك سوري”: «كنت من بين عشر مربين استفدنا من المنحة بتأسيس مخمرات متطورة مع كامل التجهيزات ولغاية هذا التاريخ المخمر يعمل لدي وينتج الغاز بشكل يومي فلدي 3 رؤوس تكفي لعملية إنتاج جيدة لكننا طالبنا بتطوير المخامر والحصول على أجهزة لضغط الغاز وتطوير المشاريع بمجففات ناتج المخمر كونها تصلح للسماد، ولا نضطر لاستيراد سماد في حال انتشار المخامر»، لافتاً إلى أن غلاء سعر الأبقار والأعلاف أدى لتوقف بعض المخامر بسبب بيع الرؤوس مع العلم أن العملية كانت ناجحة وعادت بالخير على المربين.
اقرأ أيضاً: مخترع سوري يدعو لاستثمار الجواميس في إنتاج الغاز!