ترميم خان سليمان باشا ليصبح فندقاً.. وتساؤلات عن الأولويات
تحويل الأماكن الأثرية إلى فنادق يثير الجدل: هل ستكون لأصحاب الطبقة المخملية؟
.تستمر “محافظة دمشق” في أعمال الترميم والتأهيل لـ خان سليمان باشا،. الواقع في “سوق مدحت باشا” الأثري في “دمشق القديمة” تمهيداً لتحويله إلى فندق خمس نجوم،. الأمر الذي أثار غضب وجدل متابعي مواقع التواصل.
ويعود الهدف من تأهيل الخان الأثري الذي بُني بين عامي 1732 و1739 ميلادي ويعود لحقبة الاحتلال العثماني إلى الحفاظ على طابعه المعماري ومعلمه التراثي،. فهو يعتبر أحد أقدم الخانات التاريخية بدمشق وتعود ملكيته للمحافظة، بحسب وكالة “سانا”.
اقرأ أيضاً: المقداد يتفقد الاثار السورية في سلطنة عُمان
كما أن أعمال التأهيل تتم بالتعاون مع مجموعة “وحود” للاستثمار ليصبح فندقاً. عبر استخدام تقنيات فنية وهندسية تحافظ على أصالته وطابعه العمراني القديم.
أما عن أعمال التأهيل أوضح المهندس المشرف على المشروع “عبد الناصر عمايري” أنها تُقسم لعدة أجزاء أهمها إعادته إلى ما كان عليه. منذ تأسيسه عبر استخدام المواد التقليدية كالحجر البازلتي والفحم والكلس والتراب التي تم جلبها .من محافظتي “السويداء”، و”حماة”، ومنطقة “القلمون” في “ريف دمشق”.
من جهته، قال مدير “مديرية مدينة دمشق القديمة” “مازن فرزلي” أن «”الخان” سيستثمر كفندق وسيكون فريداً من نوعه في “دمشق القديمة”. حيث أنه مكان أثري وتبلغ مساحته أكثر من 2000 متر مربع وسيضم 20 غرفة فندقية وقاعات متعددة الاستعمالات».
“فرزلي” اعتبر أن هذه المشاريع تسهم بإعادة “دمشق القديمة” إلى لائحة التراث العالمي وإزالتها من قائمة التراث المهدد بالخطر. حيث تمت المتابعة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” حول طرق الترميم، .والمواد التقليدية المستخدمة ليكون نموذجاً لأي أعمال تتم بالمدينة القديمة في المرحلة القادمة.
أثار قرار تحويل الخان الأثري إلى فندق جدلاً عبر مواقع التواصل، حيث اعتبر البعض أن الأماكن الأثرية في “سوريا” هي ملك للشعب كلُّه، متسائلين حول السبب الذي يجعل الأماكن الأثرية فندقاً محصوراً بأصحاب الطبقة المخملية، مطالبين بأن يبقى الخان مقصد سياحي من حق الجميع زيارته.
اقرأ أيضاً: الفن التشكيلي الطرقي يلون جدران دمشق القديمة.. فن أم تشويه؟
كما رأى متابعون أن الأموال التي تُصرف على إعادة تأهيل الخان وتحويله إلى فندق، الأجدر أن تُصرف على حاجات أساسية للشعب. كتأمين مواد المحروقات التي باتت أزمة كبيرة في البلاد واستخدمها في تأمين الكهرباء والمواصلات والتدفئة،. فيما أشاد آخرون بفكرة إعادة التأهيل مع تحويله إلى متحف تاريخي يزوره الجميع وليس فندقاً.
تسمية خان سليمان باشا
سُمي “خان سليمان باشا” بهذا الاسم نسبةً إلى مالكه “سليمان باشا العظم”، وهو أول والي عثماني لـ”مدينة دمشق” من “آل العظم”. إبان احتلالها من تركيا، وتم الانتهاء من بناءه في النصف الأول من القرن الـ18،. وكان يتم استخدام الخان كمأوى للتجار والمسافرين ولقوافلهم التجارية المحملة ببضائع مختلفة على الجمال والأحصنة.. كما كان يعرف أيضاً بـ”خان الحماصنة”، نسبة لتجار “مدينة حمص” الذين كانوا يستخدمونه لعرض بضائعهم عند قدومهم إلى “دمشق”.
يذكر أنه ورغم الانتقادات التي طالت عملية تحويله إلى فندق، إلا أن صناعة السياحة تتم بهذه الطريقة، من خلال استثمار الإمكانيات المتاحة سياحيا بأي مشروع سياحي،. إلا أن الحالة الاقتصادية السيئة لعموم السوريين حالياً تجعل من المنطقي التساؤل إن كان تحويل الخان إلى فندق من أولويات المرحلة.
اقرأ أيضاً: أنت من جوا أو برا السور؟.. سؤال بين المزح والتمييز في دمشق
سناك سوري – فريق التحرير