التحرش عبر مواقع التواصل.. قد يدخلك إلى الزنزانة عاماً كاملاً
"هلا" شاركتنا سكرينات من محادثات بعض المتحرشين على ماسنجر صفحتها
سناك سوري – خاص
وافقت “هلا” موظفة 38 عاماً (اسم مستعار)، أن ترسل لنا صوراً لمحادثات أشخاص تحرشوا بها عبر ماسنجر الفيس بوك، خلال الرد على خاصية الستوري التي تقوم بتحميل صورها الشخصية عبرها بشكل متكرر.
“هلا” العاملة في الشأن العام، والتي لا تمانع اكتساب الكثير من الأصدقاء، وفي الوقت ذاته تنشر صورها ومنشوراتها كيفما تشاء، وتعبر عن آرائها بحرية بالغة، لا تجد مشكلة في موضوع التحرش عبر الفيس بوك، توضح الأمر لـ”سناك سوري”: «ربما يكون الأمر مبالغاً به، لكن بالنسبة لي أقرأ وأضحك دون أن أتأثر فأنا متزوجة ورغم الخلافات مع زوجي إلا أن تعليقات المتحرشين لا تؤثر بي على الإطلاق وأجدها مضحكة غالباً، أعتقد أني أمارس نوعاً من المجاكرة أو التمرد، تحرشوا لشوف شو رح يطلع معكم!».
“شامتك حلوة”، “بتجنني يا بنت”، “صدرك حلو”، غالبا ما يستخدم المتحرشون تلك الكلمات بكثرة، تقول “هلا” معززة حديثها هذا بصور السكرينات أدناه، وتضيف لـ”سناك سوري”: «لي الحق بممارسة حياتي الطبيعية عبر الفيسبوك، لن أقيد نفسي لمجرد أن مختلاً عقلياً تراءى له بأنه قد يضحك بعبارة غزل على فتاة».
اقرأ أيضاً: لا تكفي جريمة التحرش.. حتى يقال أنهن يتمنعن وهن راغبات!؟
لا تشارك “سمر” 35 عاماً متزوجة (اسم مستعار)، صورها بكثافة عبر السوشيل ميديا، إلا أنها اختبرت التحرش المقنع بثوب المزح، توضح الأمر لـ”سناك سوري” بقولها: «في العمل هناك شخص دمث جداً، زميل العمل هذا لا يترك مناسبة تمر دون أن يعبر عن إعجابه بأناقتي، ثم يمازحني قليلاً بأنه لابدّ أن يعزمني على فنجان قهوة، طبعاً يقولها وهو يكاد يلتصق بي، وحين يدرك أني على وشك الرد عليه بعد أن أسحب نفسي مبتعدة عنه، يباغتني بتلك الكلمة “أخوية” وأرد عليه ما عندي شك».
حادثة تحرش أخرى تعرضت لها “سمر”، من قبل سائق السرفيس على خط قريتها، حيث كان يقوم بحجز المقعد الأمامي ويشير لها أن تصعد إلى السرفيس، تضيف: «في الكراج يبدو المقعد الفارغ كحلم جقيقي، بالمرة الأولى ظننت أنه أمر عادي وقد رأف بحالتي، فصعدت دون تفكير لكنه بدأ يلمسني ثم يعتذر بأنه لم يقصد، لكني شعرت بشيء غير مريح خصوصا حين تكرر الأمر».
وتابعت: «لاحقا أخبرتني شقيقتي بأنه يفعل الأمر ذاته معها، حتى أنه عرض عليها أن يوصلها إلى المنزل بمفردها دون وجود أي راكب آخر، وحين رفضت وهددته بإخبار الشرطة، لم يعد يقف لنا لا أنا ولا هي».
اقرأ أيضاً: لا تكفي جريمة التحرش.. حتى يقال أنهن يتمنعن وهن راغبات!؟
التحرش بكلمات عبر فيسبوك يعتبر جنحة مخالفة آداب عامة وعقوبتها السجن مدة عام المحامي محمد مهنا
السكرينات التي أرسلتها “هلا” لـ”سناك سوري”، يمكن أن تتحول لقضية تحرش يحاسب عليها القانون في حال رغبت بتقديم شكوى، حيث يوضح المحامي “محمد مهنا” في حديثه مع سناك سوري أن الفتاة في حال أخذت لقطة شاشة للمحادثة التي تثبت فيها قيام الشخص بمحادثتها دون رضاها، فهذا يعتبر تحرشاً و مخالفة آداب عامة وهو بالقانون جنحة عقابها الحبس لمدة عام.
للمحامية “كارولين صالح” رأي بهذا المجال أيضاً، تقول فيه: «أن المخاطبة بكلمات مثل “شامتك حلوة” أو “بتعشقيني” أو غيرها بمثابة تحرش وذلك بعد قرار فرع مكافحة جرائم المعلوماتية باعتبار أي سمايل أو تعليق بسكين مثلاً يعتبر بمثابة تهديد بالقتل، لكن إجمالاً إثبات أنه جرم تحرش صعب في حال كان بين صديقين، لأنه يمكن أن تكون محادثة تحبباً بين صديقين وغير مقصودة».
وتضيف: «إذا أرادت أحدهن إقامة دعوى يمكنها أن تأخذ لقطة شاشة للمحادثة وتقوم الفتاة بالادعاء عن طريق المحامي العام وتحوله إلى إدارة الأمن الجنائي قسم المعلوماتية وهناك يأخذون الوثائق التي بحوزتها “لقطة الشاشة” على ألا تمسح المحادثة بينها وبين الشاب ولاتحظره تبقى على تواصل معه حتى يتمكنوا من الدخول إلى صفحته ومعرفة من أي مكان يتكلم وهل الصفحة من سوريا أو خارجها وهل هو حساب وهمي أو حساب حقيقي».
اقرأ أيضاً: زعران الانترنت يتحرشون بالنساء.. أدباء ومشاهير على قائمة المتهمين