جودة الهاشمي … مدرّس دمشق التاريخي القادم من الجزائر
أدار مدرسة التجهيز فحملت اسمه رداً للجميل
سناك سوري _ دمشق
ولد “أحمد الحسني الجزائري” عام 1887 في “دمشق” لأبوين جزائريين نزحا إلى العاصمة السورية خلال “ثورة الجزائر” فارتبط بـ”الشام” التي أحبته وبقيت وفية له بعد رحيله.
في كتّاب الشيخ “سعيد الشريف” بدأ “أحمد” دراسته باكراً وبدا ذكاؤه وتفوقه الدراسي بالبروز ما دفع شيخه لاصطحابه إلى “إسطنبول” وهو في الثانية عشرة من عمره لمتابعة تعليمه، فلمع نجمه مجدداً وأطلق عليه مدرّسوه اسم “أحمد جودة” قبل أن يشتهر لاحقاً باسم “جودة الهاشمي”، لتقرر الدولة العثمانية حينها إيفاده إلى “فرنسا” لدراسة “الليسانس” في الرياضيات.
وحين عاد حاملاً شهادته عام 1913 رفضت السلطات طلبه العودة للتدريس في “دمشق” فتمّ تعيينه في مدرسة “المقاصد الخيرية” في “بيروت” ثم المدرسة “الصلاحية” في “القدس” ولم يعد إلى “دمشق” قبل العام 1918 حين خرج الاحتلال العثماني من “سوريا”.
لدى عودته عيّن مدرّساً للرياضيات في “مكتب عنبر” الذي كان يقدّم التعليم الثانوي ثم أصبح مديراً للمكتب، وصبّ جهوده في ذلك الحين لتأسيس مدرسة ثانوية رسمية فكان له ذلك مع تأسيس مدرسة “التجهيز الأولى”.
اقرأ أيضاً: فارس الخوري: دعم الثورة فدفع الثمن .. وخاف من الشيوعية فندِم
المدرسة التي ستحمل اسمه لاحقاً ولا تزال إلى اليوم، أصبح مديراً لها ومدرّساً للرياضيات في صفوفها، وقد شغل “الهاشمي” عدة مناصب تربوية أخرى كمدير للتعليم الابتدائي، ومدير للتعليم الثانوي، وأمين عام لوزارة المعارف.
وبحسب موقع “التاريخ السوري” فقد أسس “الهاشمي” عام 1928 جمعية “المقاصد الخيرية المغربية”، وذكر مقال عنه في جريدة “تشرين” السورية أنه كان مناصراً للثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي وكان واحداً من أوائل دعاة القومية العربية، وأسس كذلك “جمعية الدفاع عن المغرب العربي” لدعم الثوار ضد الاستعمار في تلك البلاد العربية.
يذكر أن اسم “جودة الهاشمي” الذي لا يزال يتربع على واحدة من أقدم مدارس العاصمة، بقي لامعاً في تاريخ “دمشق” وتاريخ الأجيال التي عاصرته واستفادت من عطاءاته ومؤلفاته وقد منح “الهاشمي” عام 1949 وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى قبل أن يرحل عام 1955.
اقرأ أيضاً: عزت طرابلسي … مؤسس مصرف سوريا المركزي وأول حاكميه