ماذا سأطبخ اليوم.. مو كيميا يا مطبق يا مجدرة!
شو بيكون إحساسكم وقت تشوفوا طبخات “الفيسبوك” وتروحوا عالمطبخ تلاقوا صحن المجدرة “يرحب بكم”؟!
سناك سوري – مواطنة محتارة بين المطبق والمجدرة
بدأ يومي صباحاً بزقزقة العصافير “مالكم عليي يمين إنها حقيقة مو متل تاعيت الإعلام”، واستمر الوضع هادئاً جميلاً رقيقاً عذباً، حتى مع بدء تسرب أشعة الشمس الحارقة، “وانا تحتا ناطرة سرفيس الدوام”، حتى بدأت التفكير بالهم اليومي، “شو بدي اطبخ اليوم؟”.
“وهات يا تلفون”، “تررن تررن”، رنّ الهاتف لدى زوجي، الذي أجاب نبرته المعتادة: “خير ياطير”، لأرد عليه، “قول يا طيرة كرمال الجندرة”، فينتفض انتفاضة فارس مقدام يستشيط غضباً: «كلو إلا المجدرة والله ما بحطها بتمي كلوها لحالكم».
زوجي المسكين، ومن شدّة معاناته مع “المجدرة” طبقنا الذي لابد أن يتواجد على الأقل مرتين أسبوعياً على موائدنا بسبب رخص ثمنه، لم يستطع التمييز بين الجندرة والمجدرة، “وللأمانة ماكتير بيفرقوا عن بعض، كلو عند العرب شوربا أو صابون”، مثلما يقولون، “وما تتهموني” بالتعميم إنما قلت مثلاً شعبياً ليس إلا.
اقرأ أيضاً: السوريون واستثمار “الباذنجان”: “وحياة عينك ما منسيبك”!
فرغتُ من شرح الأمر لزوجي، الذي أتبعه برد: «فزلكات الشغل والفيسبوك قلتلك ألف مرة لا تجيبيها عالبيت»، حسناً زوجي ليس من النوع الذي يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، فـ”أبو كرش” نموذج موجود بكثرة في مجتمعنا، ولا أقصد الإهانة على العكس، إنما أمر يعتبرونه مباهاة ذكورية بالغة، فلماذا لا أساعدهم بها!.
بلا طول سيرة أو تشعيب للموضوع، سألت زوجي أن يختار لي نوعاً من الطعام لأعده على الغداء، فأجابني جوابه المعتاد “مو فاضي فكر”، وكالعادة أخذت الجواب بروح رياضية، وذهبت أتباحث مع زملاء العمل عن موضوعنا الوجودي الأزلي، ماذا سنطبخ اليوم.
وبدأ توارد الأفكار، إحداهنّ قالت “مطبق باذنجان”، وأخرى “يقتين ببندورة”، وثالثة “لوبيا”، ورابعة “متبل باذنجان”، وخامسة “كوسا ببندورة”، وسادسة “مفركة بطاطا بدون بيض”…الخ، وأنا بقيت حائرة بين مطبق الباذنجان، وبين المجدرة.
“ماشاء الله”، قلت في نفسي، لتنوع قائمة الطبخ التي تمتلكها زميلاتي، تأففت من “فيسبوكي” الذي يحوي عشرات الفيديوهات لطبخات تحت عنوان “وجبات سريعة”، لا تحتاج لأكثر من “كيلو جبن” وكيلو “لحمة” وكم “دجاجة”، وهيك قصص، “إنو قدي صعب الواحد يشوفها ويفوت عالمطبخ يلاقي صحن المجدرة يرحب به”، فعلاً زوجي معه حقه قال مجدرة وجندرة قال!.
اقرأ أيضاً: مطبق الباذنجان يهزم زميلي.. هل تهزمنا البطاطا المسلوقة لاحقاً؟