خلال العيد … مبادرة محلية لتوزيع المساعدات للمحتاجين بالسويداء
تصاعد الفقر في السويداء … وتراجع في مساعدات المغتربين
سناك سوري – رهان حبيب
بالتزامن مع أيام عيد الأضحى المبارك وزع بعض أصحاب الملاحم في مدينة “السويداء” وبمساهمة من بعض المغتربين من أبناء المدينة الذين اعتادوا التواصل مع بعض سكان المحافظة لتقديم مساعدات عينية أو مالية، مايقارب 600 كيلو غرام من لحم العجل، في حين تم استهداف أسر أخرى من الأسر المحتاجة بكميات من لحوم الدجاج و البيض.
شعور طيب أن نعرف أن هذه الكمية وزعت على أسر لا تتمكن من شراء اللحوم، كما كانت العادة في هذه الأيام لكن الجانب الآخر لعمل الخير الذي نجلّه، فهو ماتوضحه الأرقام حول أعداد الأسر المحتاجة التي هي ضمن دائرة اهتمام عشرات الجمعيات الخيرية التي تحاول تغطية جزء من احتياجات المئات من الأسر المحتاجة والتي زاد عددها بشكل لافت في السنوات الأخيرة بشكل فاق قدرة الجمعيات، وما يرسله المغتربون الذي يتجاوز ملايين الليرات.
اقرأ أيضاً: بمبادرة أهلية.. أكثر من 1000 طفل وطفلة حصلوا على ثياب العيد
وإذا أخذنا الرقم الذي وردنا من اللحامين وعلمنا أن كل عائلة محتاجة حصلت على نصف كيلو فإننا أمام ١٢٠٠ عائلة وهذا ضمن دائرة واحدة قد تكون الأضيق، لأننا نعلم كصحفيين نعمل على الأرض أن هناك جمعيات كبيرة مماثلة تقدم مساعدات لأعداد أخرى، وسجلت قبل العيد أرقام كبيرة لمساعدات متنوعة وهذا بحد ذاته دليل يوثق لأعداد الفقراء عدا عن التبرعات الطبية والعمليات الجراحية التي تظهر عجزاً واضحاً لدى الشريحة الأكبر من المجتمع.
الشيخ “أبو إسماعيل حمد قطيش” وهو أحد أصحاب الملاحم المساهمة بالمبادرة في المدينة قال في حديث لسناك سوري:« أن طلب الحاجة حالة تلقي بقسوتها على نفوس المحتاجين، ومن خلال التجربة فأنا أعرف أن ٩٩ بالمئة ممن يطلبون لديهم حاجة حقيقية، لكن الأعداد زادت العام الفائت ودخلت شريحة الفقراء مجبرة وهذا ماينقل الحزن إلى النفوس»، لافتاً إلى أن أبناء “السويداء” بالاغتراب خير داعم للجمعيات، لكن هذا العام منهم من اعتذر لأن ظروفهم أيضاً تراجعت بالتالي فإن زيادة الفقر استهلكت مدخرات ومساعدات ضخمة ترد من الخارج، وفي حال استمرار الزيادة وهذا متوقع، ستصل الجمعيات والمتبرعين إلى طريق مسدود نرى فيه الفقر ونعجز عن المساعدة.
اللافت في كل ما تم التحضير له قبل العيد وفق متابعين أن المساعدات حصرت بالطعام والشراب وأنواع بسيطة من الحلويات ما يشير إلى عوز حقيقي باتت تغطيته ضرب من المحال إذا لم تنطلق عملية تنموية تأخذ بعين الاعتبار أن العجز الاقتصادي جعل نسبة غالبة من الأسر السورية تحت خط الفقر.
اقرأ أيضاً: السويداء.. مشاريع تنموية بتبرعات المغتربين… فرص عمل وتحسين الواقع