كبة الحيلة.. حيلة النساء لإطعام العائلة
هل سمعتم أو جربتم كبة البندورة من قبل؟
سناك سوري – رهان حبيب
لم ترتبط صناعة الكبة في “السويداء” بوجود اللحمة فقط، بل كانت لها أنواع وأصناف لتسمى كلها كبة “الحيلة”، أي الاحتيال على النكهة مع غياب اللحم، ومنها كبة البرغل دون إضافات وكبة البندورة مع البندورة أو عصيرها، وأنواع من الكبة قد تكون مناسبة لهذه الفترة بعد ارتفاع أسعار اللحم.
تقول “ابتسام زين الدين” 68 عاماً من بلدة “قنوات”، في حديثها مع سناك سوري إن «هذا النوع من الكبة كانت تعده النساء في الغالب يوم طحن البرغل، لاختبار مدى جاهزية مؤونة العام التي كانت تعد بالمنزل بداية من سلق القمح وتنشيفه إلى طحنه بالمطاحن التراثية وفصل البرغل الناعم، والخشن في المنزل بطريقة يدوية».
وتضيف: «في “السويداء” نسمي البرغل المطحون، “سميد” البرغل وكان يوم تحضيره طويلاً قبل وجود المطاحن الحديثة، وفي تلك الفترة لم تكن مادة اللحم متوفرة ولا قدرة للأهالي على الشراء، حيث كانت كبة اللحم تصنع بالمناسبات أو عند ذبح الأغنام بالأفراح».
في ذلك اليوم كانت النساء تبحث عن أكلة تعدها للعائلة بعد يوم تعب طويل، وكانت أكلة “العماشة” البرغل مع الكشك أو كبة الحيلة بأنواعها، كبة البندورة أو العدس أو البطاطا أو اليقطين مناسبة جدا، وهنا يتم تذوق البرغل ونكهته التي تدل على السلق والنضج وأنه مناسب للحفظ لشتاء قادم.
تحضير كبة الحيلة يبدأ بتحضير البرغل الذي يتم نقعه قرابة الساعة حتى يصبح ليناً حسب “زين الدين”، موضحة أنه يضاف إليه باقة من البهارات مثل الكمون والفلفل والقرفة وكمية من البصل المبروش، وقد نضيف الحبق وكانت النساء تعجنها باليدين قبل ظهور الماكينات التي اختصرت الوقت، منوهة بأن هذا النوع من الكبة يعتمد على المطيبات العشبية العطرية والبهارات و يمكن أن يقدم مع السمن على وجهه أو بعض الدهن وهو من مؤونة المنزل، وقد يقدم مع زيت الزيتون والبصل مثل الكبة النية لتكون غداء العائلة بعد يوم عمل طويل.
اقرأ أيضاً: المقيريطة.. خضار من حاكورة المنزل وبعض البرغل والوجبة جاهزة
هذا النوع من الكبة لا يمكن سلقه أو قليه دون إضافة الطحين، كما تقول “زين الدين”، وتضيف: «الطحين يساعد العجينة على التماسك، لتصبح مناسبة للقلي أو السلق مع مرق السماق أو رب البندورة أو السلق بالماء والبهارات، وتحضر لها حشوة البصل والسمن او الزيت، وبما أن كبة البندورة أحد أنواع كبة الحيلة فهنا اختلاف بسيط بالطريقة فقد تكون البداية بغلي عصير البندورة مع الماء، وإضافة البرغل وتركه ليلين وهناك من يقلي البصل والسمن أو الزيت، ومن بعدها يضاف الماء ورب البندورة وبعدها البرغل ليعجن بارداً ويقدم مع الدهن على الوجه أو الزيت، مع إضافة باقة البهارات ذاتها و”المردقوش” لكن هذا النوع من الكبة لا يقلى أو يسلق لتؤكل لحظة التحضير على شكل الكبة النية».
“وفاء الملحم” صاحبة مطعم نباتي تجد هذه الكبة من الأنواع المطلوبة وفق الطريقة التراثية ولا تتعارض مع فكرة إضافة اللوز الناعم أو الجوز وقد يتم حشوتها باللحمة النباتية، لتكون قابلة للقلي أو السلق وفق رغبة العائلة، وهي من الوجبات المغذية التي يعتمد عليها النباتيون كونها لذيذة ومفيدة وتكلفتها متوسطة وغير مرهقة للجيوب.
اقرأ أيضاً: الروزونة.. خبز انتصاف صيام السريان في سوريا