ارتفاع الأسعار يحرم مواطنين من التحضير لرمضان.. الشراء كل يوم بيومه
كيف ستبدو موائد رمضان لدى السوريين هذا العام؟
سناك سوري – طرطوس: نورس علي، دير الزور: فاروق المضحي، السويداء: رهان حبيب
تفتقد أسواق رمضان في غالبية المحافظات السورية، زوارها هذا العام، الذين اعتادوا قبل حلول شهر الصوم، التحضر والتموّن للمنزل والولائم، بأنواع مختلفة من الطعام والاحتياجات، رغم أن أيام قليلة تفصلهم عن موعد حلول شهر رمضان.
في “طرطوس” لم تتمكن “أم مصطفى دعدوع”، من شراء مستلزمات شهر رمضان من سوق “الساحة” في مدينة “طرطوس”، وستكتفي هذا العام بشراء حاجيات صيام كل يوم على حدا، وبالحدود الدنيا نظراً لارتفاع الأسعار إلى ما يفوق قدرة زوجها المتقاعد الشرائية.
تذكر “أم مصطفى” في حديثها مع سناك سوري أن استعدادات شهر رمضان، العام الماضي كانت قبل حوالي /10/ أيام من إعلان أول أيامه، حرصاً على عدم المشقة خلال الصيام، خاصة وأنه تصادف مع أيام الحر الشديد، فاشترت التمر واللبنة والجبنة بمختلف أنواعها، وقمر الدين والعصائر المركزة ولحمة الغنم والفروج والبصل والثوم والبندورة والخيار، والليمون الحامض والحلو والبرتقال بكميات تكفي لعشرة أيام وأكثر، وجميعها لم يتجاوز ثمنها ثلث راتب زوجها التقاعدي، حينها بينما اليوم تحتاج لأكثر من 3 رواتب لشراء الاحتياجات ذاتها.
بدورها “منال حسن” لم تستطع تجهيز مؤونة شهر الصيام على حد تعبيرها، تضيف: «كيلوغرام الخيار يتجاوز /2000/ وكذلك البصل والثوم، ويقترب منها الكوسا والبندورة والبطاطا، أما بالنسبة للحمة فهي لم تدخل منزلي منذ حوالي العام، لأن سعر الكيلوغرام منها يعادل نصف راتبي الشهري كموظفة حكومية، وما يؤلمني الفوارق الكبيرة بين أسعار العام الماضي وأسعار العام الحالي، ما يدفعني للتقنين في الكميات والاستغناء عن سلع كثيرة وإلا سيكون دفتر الديون لدى التجار باستقبالنا».
اقرأ أيضاً: بالتزامن مع شهر الصيام.. المواطن يفقد زيته وشايه المدعومان!
الوضع ليس أفضل بدير الزور
في “دير الزور” لا يختلف الحال، إذ يؤكد “وضاح المحمد” صاحب محل سمانة في شارع “الوادي”، أن الإقبال على شراء مونة رمضان في هذا العام ما زال ضعيفاً، بسبب ارتفاع الأسعار التي تضاعفت أكثر من ثلاث أو أربع مرات للسلعة الواحدة مقارنة مع العام الفائت، ما جعل الزبون يخفض من الكميات التي اعتاد على شرائها والبعض الآخر أصبح يشتري كل يوم بيومه.
يضيف: «مثلا كيلو الرز في العام الماضي كان يتراوح سعره بين 1500 و 2500 رز نوع ممتاز، أما اليوم فوصل سعر بعض أنواعه إلى 4500 ليرة للكيلو الواحد، والبعض الآخر بين 2000 إلى 3000 ليرة كذلك السمنة التي كان سعرها 3500 ليرة 2 كيلو، أما اليوم وصل إلى 18000 ألف ليرة».
احتياجات شهر الصوم التقليدية، تضاعف ثمنها كثيراً أيضاً، فالتمر كان العام الفائت يباع بسعر 2000 ليرة إلى 4000 ليرة للنوع الممتاز، بينما اليوم يبدأ من 5000 ليرة ويصل إلى 15 ألف ليرة، بحسب “المحمد”.
تحضيرات شهر الصوم، تختلف من عام لآخر حسب ما أوضحته “منار الرشيد”، سيدة منزل من أبناء حي “القصور”، وذلك نتيجة الظروف الاقتصادية التي تتحكم بالمواطن، تضيف: «كنا نتمون بكميات تكفي لكامل الشهر، اليوم نحتاج لثروة لشراء تلك المونة، وإذا أراد شخص أن يتمون حاجة أسرته المكونة من خمسة أشخاص على سبيل المثال فهو بحاجة إلى مبلغ يتجاوز الـ 300 ألف ليرة الأمر الذي دفعنا إلى تخفيض الكمية وتحضير بسيط للأسبوع الأول فقط».
اقرأ أيضاً: استعداداً لرمضان.. أسعار المواد التموينية ترتفع في دير الزور!
توقعات بانفراجات في السويداء
رغم أن أسواق “السويداء” تشتكي القلة، إلا أن “ضياء ك” تاجر جملة في سوق القمح بالمدينة، يتوقع انفراجاً ما مع قدوم شهر رمضان المبارك، يضيف لـ”سناك سوري”: «في العام الفائت وما قبله شهدت أسواق المدينة حركة وتفاعلاً بفعل زيادة عدد السكان التي شهدتها المدينة، واستقرار عدد كبير من الوافدين مع عائلاتهم في مدينة السويداء وقراها».
التاجر لم يضف أي مادة جديدة لمحله خلال هذه الأيام، فحركة المبيع قليلة جداً ولا مظاهر تشابه ذات الفترة من العام الفائت، مبيناً أن حركة إيصال البضائع ضعيفة جداً بفعل نقص مادة المازوت والغلاء الكبير بأجور النقل، ويتابع: «مع انخفاض أسعار الزيت، وبعض المواد الاستهلاكية استبشرنا خيراً لإحياء حركة السوق، التي توقفت بشكل شبه كامل مع بداية هذا الأسبوع حيث ارتفعت تكاليف الوصول للسوق حتى عدد المارة انخفض ولايزورنا إلا من اضطر للتسوق بكميات بسيطة جداً».
من وسط المدينة يحدثنا ”ثائر ر” تاجر مفرق، أن أكثر المواد التي باعها العام الفائت قبل شهر رمضان، كانت التمر بسعر لم يزد عن 3500 ليرة، هذا العام سعر كيلو التمر العادي 7500 ولغاية هذا التاريخ، الطلب قليل جداً وبالنسبة لباقي المواد انخفض الطلب بفعل أزمة المحروقات ولا أتوقع أن تتحسن قبل انفراج أزمة المحروقات.
انخفاض القدرة الشرائية لدى المواطن السوري جعلت كل أيام العام تتساوى لديه، فلم يعد قادراً على التحضير لمناسبات اعتاد أن يعد العدة لها، بالتزامن مع ارتفاع كبير بالأسعار، والسؤال الذي سيؤرق غالبية العوائل خلال شهر رمضان القادم لا يبدو مستحيل الاستنتاج، “ماذا سنطبخ على الفطور؟”.
اقرأ أيضاً: توقعات بارتفاع الأسعار في رمضان.. والتجار: لقد وصلت لذروتها!