فنانون ينتقدون الغلاء والأداء الحكومي.. شو يحكي المواطن؟
من غلاء أسعار.. إلى غياب الكهرباء والدفء.. الانتقادات طالت أداء بعض الوزارات في الحكومة
سناك سوري – خاص
دفعت الظروف المعيشية الصعبة وموجات غلاء الأسعار المتتالية، وارتفاع معدلات الفقر، عدد من الفنانين السوريين خلال الأشهر الماضية، إلى توجيه انتقادات طالت الأداء الحكومي، مطالبين المعنيين بالعمل على تحسين الظروف الحياتية، والخدمية للمواطن السوري.
فقر وغلاء جنوني بالأسعار
مؤخراً كتب الفنان “سلوم حداد” عبر صفحته في “فيسبوك”، خلال آذار الجاري، قائلاً: «إذا لم يتم التحرك لتحسين الوضع الاقتصادي سريعاً سنجد المواطن السوري يأكل أعشاب الغابات وأوراق الأشجار»، واضاف: «لا أعرف لماذا لم يتحرك إلى الآن ضمير الحكومة التي أقسمت أنها ستعمل على تحسين وضع المواطن المعيشي».
اقرأ أيضاً: بشار اسماعيل يشبّه ما يعيشه السوريين بحالة أهل الكهف
فيما كتبت الفنانة “تولاي هارون” في الشهر نفسه، عبر “فيسبوك”: «صباحكن محبة رغم كل الصعاب ورغم كل الظروف الصعبة، وانشالله ربي بيفرجها على عبادو والله يبعد عنا كل أعداء “سوريا” لو كان الفقر رجلاً لقتلته الله يفرج أحسن شي».
من جهتها، روت الفنانة “هدى شعراوي” خلال لقاء إذاعي عبر “فيوز اف ام” المحلية، في شباط الماضي، بعض المشاهد المؤلمة التي رأتها بعينها، قائلةً: «رأيت بأم العين رجلاً سورياً يعرض ابنه البالغ من العمر 6 سنوات، للبيع في أحد أحياء “دمشق القديمة” وقلي عندي 6 غيره وأعجز عن مجرد تأمين الطعام لهم».
وأضافت تتحدث عن مشاهدات يومية باتت تعايشها: «أنا أرى الناس يلتقطون الطماطم العفنة وبقايا الطعام المرمية من حاويات القمامة. هذا أراه بعيني .. غلاء فاحش، ياربي، من أين سيأكل الفقير؟».
انتقادات طالت الأداء الحكومي
“خفوا علينا شوي” بهذه العبارة توجهت الفنانة “شكران مرتجى” للتجار والاقتصاديين في البلاد بسبب موجات الغلاء المتلاحقة في الأسعار لمختلف السلع ومنها الغذائية التي ارتفعت لعشرات الأضعاف، وقالت خلال لقاء أجرته معها مجلة “فوشيا” عام 2020: «بهالفترة لازم نساعد بعض والتجّار كمان لازم يخفّوا علينا، هذه مسؤليّة كبير على التجّار»، لكن وبالنظر إلى تطورات الأمور خلال العام الجاري يبدو أنه لا استجابة على ما نشرته الفنانة السورية.
كما انتقدت “شكران مرتجى” في كانون الثاني الماضي، عبر صفحتها في “فيسبوك” منع وزارة “التجارة الداخلية وحماية المستهلك” عمليات التجارة عبر الانترنت دون الحصول على سجل تجاري، قائلةً: «ليش تقتلوا محاولات العيش؟».
اقرأ أيضاً: شكران مرتجى تنتقد وزارة التموين .. ليش تقتلوا محاولات العيش؟
في سياق آخر، انتقد الفنان “بشار إسماعيل”، الظروف المعيشية في البلاد بطريقة الكوميديا السوداء، من خلال عدة منشورات عبر “فيسبوك” قال في إحداها أنه في ظل غياب الكهرباء ووسائل التدفئة في هذا الشتاء تعلم كل أنواع الرقص الغربي والشرقي، حتى بات ينافس نجوم الرقص مثل “فيفي عبده”، و”نجوى فؤاد” وهذه الموهبة تعلمها بنفسه في ليلة واحدة عندما قرر الاستحمام، وتوجه للحكومة بالشكر قائلاً: «شكراً للحكومة الرائعة التي تحرض على الإبداع الغير مسبوق .. راقص اسماعيل».
الفنانة “غادة بشور” أطلّت في مقطع فيديو، عبر “فيسبوك”، خلال كانون الثاني الماضي، أعربت من خلاله عن الضيق الذي تشعر به بسبب التقنين الطويل للكهرباء، بالتزامن مع بدء سلسلة من المنخفضات الباردة، وغياب “مازوت التدفئة”، و”الغاز المنزلي”، ووصفت مشكلة التقنين بأنها كبيرة جداً، وتتفاقم، بسبب عدم وجود الغاز للتدفئة، قائلةً: «عم نبرد بصراحة».
ووجهت الفنانة نداءً للمعنيين بالحكومة، بأن يكون التقنين “معقولًا”، وأضافت: «أتمنى من قلبي أن تسمعوني منيح منيح حتى تعملوا تقنين بالشي المعقول، صار كتير في مضايقة لو سمحتوا»، ومرة أخرى يبدو أن أحدا لم يسمع الفنانة السورية، سوى متابعيها.
الفنان “باسم ياخور“، انتقد الغلاء على طريقته، حين جال في شوارع “دمشق”، يبحث عن ماذا تشتري له الـ1000 ليرة، ليكتشف آخر الجولة، أنها تشتري كيلو بطاطا وعدة “بصلات”، وبإمكان المواطن أن يعد حفلة شواء منها، كما فعل مع كادر العمل.
يشار إلى أن فنانين آخرين تحدثوا مطولاً ضمن لقاءات صحفية خلال العامين الماضيين عن تردي ظروف الحياة في البلاد، منهم “منى واصف” و”أيمن زيدان” و”غسان مسعود” و”انطوانيت نجيب”، “وائل رمضان”، وآخرون، في وقت تمر البلاد بأزمة غلاء غير مسبوق.
يذكر أن الفنانين الذين من المعروف أن أجورهم غالبا ماتكون مرتفعة، أقله قياسا بدخل المواطن السوري بالعموم، خرجوا للتعبير عن الضيق، فماذا يقول المواطن “وشو يحكي”.
اقرأ أيضاً: تصريحات نارية… غسان مسعود يدعو المسؤولين العاجزين عن الحلول للتنحي