محمد بكار نزح مع مهنته.. شعيبيات إدلبية في حماة
بـ650 ليرة فقط تحصل على شعيبيات إدلبية في حماة
سناك سوري – غادة حورية
حمل “محمد بكار” من أهالي مدينة “إدلب” مهنته في مجال صناعة الشعيبيات إلى “حماة”، حيث استقر مع أسرته بعد نزوحهم، وافتتح فيها كشكاً صغيراً لصناعتها وبيعها يؤمن مورد رزق له في مكان سكنه الجديد.
يقول “بكار” وهو أب لستة أولاد في حديثه مع “سناك سوري”: «في العام 2014 غادرت مدينتي وأصبحت بلا بيت ولاعمل، حيث كنت أملك محلاً خاصاً لصناعة الشعيبيات ورثته عن الأجداد علماً أنه كان قائماً منذ مايقارب 30 عاماً، عقدت العزم على أن أستمر في مهنتي التي أحبها، فقررت استئجار محل صغير بجانب النواعير حيث الحركة جيدة والمكان يرتاده الكثير من الزوار».
تعتمد المهنة الجديدة التي اختار الاستمرار بها والحفاظ عليها الشاب الأربعيني “بكار”، على العمل اليدوي ولا تحتاج للآلات باستثناء العجانة التي تعجن الطحين، أما الحشوة فهي عبارة عن قشطة عربية صافية، أو الجوز حسب ما يرغبه الزبون، و بعد الانتهاء من لفها بالشكل الشهير للشعيبيات الإدلبية، تدخل إلى الفرن، وعند إتمام عملية الاستواء نضع عليها القطر، وتقدم ساخنة.
اقرأ أيضاً: البلّوعية والطفطيّة… ذكريات شتاءات ماقبل الحرب
تلقى “بكار” الكثير من التشجيع من جيرانه، أبناء “حماة”، كذلك من أبناء “إدلب” المتواجدين فيها، ومحله الصغير أصبح اليوم مقصداُ للكثيرين ممن يرغبون بتناول الشعيبيات الساخنة أثناء وقفوهم بجانب النواعير أو الحديقة المجاورة، يقول ويضيف: «بعد أن تذوقوا طعم الجودة في الصناعة بدأت استقبل طلبات خارجية بكميات كبيرة لمناسبات النجاح والأفراح».
يحاول “بكار” أن تبقى الأسعار ضمن الحدود المعقولة حسب تعبيره، موضحاً أنه كان يبيع القطعة بسعر 50 ليرة سورية عندما كان في “إدلب” قبل الحرب، لكنه اليوم وبسبب ارتفاع أسعار القشطة والسمنة وغيرها أصبحت تباع بسعر 650 ليرة سورية، مؤكداً أن عمله هذا يكفيه حاجات منزله الضرورية فقط.
بالنظر إلى المواد الموضوعة في الشعيبيات لا يبدو ثمنها كبيراً جداً قياساً بباقي المحافظات، كـ”اللاذقية” مثلاً التي تباع فيها قطعة الشعيبيات المحشوة بالسميد والحليب بنحو 1000 ليرة سورية.
“حبيب كروم” وهو أحد سكان “إدلب”، المقيمين في ريف “حماه” يواظب على شراء الشعيبيات من “بكار”، كما يقول ويضيف: «عندما نقف لناكل من حلوياته نشعر أننا ما زلنا في منزلنا ومدينتنا لم تختلف الجودة والطعم فقط أضيف إليها مرار النزوح».
بدوره “علي خضور” من سكان “سلمية” يؤكد أنه على الرغم من شهرة “سلمية” بصناعة الشعبيات، إلا أن “بكار” وحلوياته احتلت المرتبة الأفضل بالنسبة له، فهو يرى فيها طعماً مختلفاً لم يستطع تمييزه حتى الآن هل هو بسبب حب المهنة أو مرارة النزوح.
اقرأ أيضاً: المعاجيق السلمونية.. رفيقة درب الطلاب لم تعد بمتناول اليد