حين حلّ الشيشكلي الأحزاب السورية واستثنى البعث
الشيشكلي حلّ الأحزاب ولم يكن رئيساً
سناك سوري _ دمشق
قبل 70 عاماً من الآن في مثل هذا اليوم عام 1952 قرر العقيد “أديب الشيشكلي” بصفته رئيساً للمجلس العسكري الأعلى في البلاد، حلّ معظم الأحزاب السياسية.
استهدفت خطوة “الشيشكلي” بشكل رئيسي حزب “الشعب” الذي كان يقوده “معروف الدواليبي” عدوّ “الشيشكلي” اللدود، إلى جانب الحزب “الوطني” و “جماعة الإخوان المسلمين” والحزب “التعاوني الاشتراكي” و”الشيوعي”.
ورغم أن اللواء “فوزي سلو” كان رئيساً للدولة في تلك الأثناء إلا أن “الشيشكلي” كان الحاكم الفعلي للبلاد، واستثنى من قراره الصادر في 15 كانون الثاني 1952 حزبَي “البعث” و “القومي السوري”.
لكن هذا الاستثناء لن يدوم طويلاً فمع حلول السادس من نيسان تم حظر الأحزاب جميعاً، ويذكر الكاتب “جورج جبور” في كتابه “الفكر السياسي المعاصر في سوريا” أن الفراغ السياسي الذي أعقب حل الأحزاب دفع “الشيشكلي” في آب من العام ذاته لإنشاء حزب أطلق عليه اسم “حركة التحرير العربي” قبل أن يتولّى بنفسه رئاسة الجمهورية في 11 تموز عام 1953.
اقرأ أيضاً:“حرشو البرازي” .. قاتل الرئيس السوري الذي لم يندم!
ويصف “جبور” الحركة بأنها حزب سلطوي يعمل بتوجيه “الشيشكلي” الذي وضع لها شعارات منادية بالوحدة العربية والعدالة الاجتماعية والحفاظ على الجمهورية كنظام حكم.
“الشيشكلي” لم يكتفِ بحلّ الأحزاب فأصدر قانوناً بمنع انتماء الطلاب والمعلمين والموظفين والعمال للأحزاب وللنقابات، إلا أنه لم يكن أول من حلّ الأحزاب والتنظيمات السياسية بعد الاستقلال وسبقه إلى ذلك مفتتح عهد الانقلابات العسكرية “حسني الزعيم” عام 1949.
بعد توليه الرئاسة أصدر “الشيشكلي” قانوناً لتنظيم الأحزاب والجمعيات في أيلول 1953، لكنه استثنى من عودة الأحزاب، الحزب “الشيوعي السوري”، رغم ذلك فإن “الشيشكلي” واجه احتجاجات ضد حكمه انطلقت من “السويداء” ووصلت إلى “حلب” حاول مواجهتها في بداية الأمر إلا أنها انتهت باستقالته يوم 25 شباط 1954 ومغادرته البلاد، فيما عادت الحياة الحزبية والسياسية للانتعاش بعد رحيله قبل أن تدفن من جديد في عهد سلطة الوحدة مع مصر برئاسة “جمال عبد الناصر”.
اقرأ أيضاً: سوريا…ذكرى انقلاب الرئيس الذي انقلب على نفسه