القوزلة هذا العام.. تقنين بخبز الميلادي واللحم
الكميات تضاءلت لكن الطقس حافظ على وجوده.. هل يصمد العام القادم؟
سناك سوري- نورس علي
أحيا غالبية أهالي الساحل السوري طقوس “القوزلة”، أمس الأربعاء، والتي يحضرون فيها خبز التنور المشوش (خبز الميلادي، أو الفطير)، ويتناولون معه اللحوم الحمراء المشوية.
الحالة الاقتصادية السائدة فرضت تقنيناً كبيراً على المحتلفين، بـ”القوزلة”، التي تصادف يوم 13 كانون الثاني، ومناسبتها ميلاد السيد المسيح وفق التقويم الشرقي، ويحتفل بها أيضاً أبناء الرعية الأرمنية.
في السابق كان الأهالي يتحضرون للقوزلة، قبل يومين من تاريخها يشترون الذبائح من خراف وعجول، والطحين بكميات كبيرة، وينتظرون بزوغ فجر 13 كانون الثاني، حتى تبدأ النساء بعجن الطحين وتخميره ووضع مختلف أنواع البهارات مع الفليفلة الحمراء المطحونة، وبعد حوالي الساعة ريثما يحمون التنور يعدن عجنه بزيت الزيتون وإضافة السمسم، ويقمن بلزق الخبز على جدران التنور، ومع أول إنتاج للخبز المشوش يبدأ الأطفال بالتوافد لتناول الخبز بنهم، وفق ما أكدته الجدة “مطيعة شداد” من ريف “طرطوس” لسناك سوري.
اقرأ أيضاً: البربارة… طفوس إشعال النار في الساحل السوري
إنتاج الخبز المشوش كان يترافق سابقاً مع ذبح الأكباش وتجهيز منقل الحطب لشوي اللحم مباشرة وتناوله عن النار، ولكن الأوضاع تغيرت وبات التقنين سيد الموقف، حيث باتوا يشترون اللحم بكميات أقل من السابق والطحين كذلك، بحسب حديث الباحث التراثي “حسن إسماعيل”، مضيفاً أنهم رفضوا طمس هذا الطقس التراثي ويحاولون الحفاظ بالقليل المتوفر.
الموظف المتقاعد “محمد حاتم” يؤكد أن والده كان يزوره في “دمشق” في الثمانينات كل عام بهذه المناسبة حاملاً معه اللحم والخبز المشوش، وهو مستمر بهذا الطقس التراثي ولكن بشكل مقنن، حيث تمكن هذا العام من شراء /2/ كيلوغرام من الطحين فقط بسعر /1600/ لكل كيلو، خبزتها زوجته بمساعدة الأقارب، واكتفى بشراء /1/ كيلوغرام من لحم العجل بسعر /15/ ألف ليرة، بعد أن كان يشتري عدة كيلوغرامات من لحم الخروف.
ويعتبر إشعال النار أحد طقوس هذا اليوم، الذي لم يستطع كثير من أهالي الساحل السوري إحيائه هذا العام نتيجة الظروف المعيشية، علماً أن أجمل ما في هذا الطقس كان لمة العائلة مهما كانت كبيرة على مائدة واحدة.
اقرأ أيضاً: القوزلة العيد الذي يحتفل فيه أهالي الساحل السوري منذ مئات السنين