التحول من منطق الحسنة إلى الانتاج.. عبر مبادرة مجتمعية
“معا للاكتفاء الذاتي” مبادرة دعمت أكثر من 40 مشروعا خلال نصف عام
سناك سوري – رهان حبيب
استطاعت “أسما الخطيب” 46 عاما إطلاق مشروعها بعد أن حصلت على قرض بقيمة 200 ألف ليرة سورية، والمشروع عبارة عن مخبز ومطبخ للأكلات الشعبية، أسسته بعد أن عملت لفترة في المنزل، لكنها توقفت عند المرحلة الأخيرة ولم تكن لتتابع دون القرض الصغير الذي حصلت عليه من مبادرة “معاً للاكتفاء الذاتي”.
تقول “الخطيب” لسناك سوري: استهلكت التجهيزات كل ما تمكنا من جمعه أنا وزوجي، وبالقرض استطعت إكمال المرحلة الأخيرة، وباشرت العمل.
“رائد الحجلي” 52 عاماً، حصل بدوره على عدد من الصيصان ليؤسس مشروع لتربية الدواجن يؤمن له دخل إضافي، خاصة أنه يملك مكاناً مناسباً، ويقول لسناك سوري: «لدي قرابة شهرين ليبدأ الانتاج و إنتاج طبق بيض يوميا سيحسن ظروفي».
اختبر “شريف جمول” 38 عام خريج معهد ويعمل بالزراعة، تجربة زراعة الثوم لأول مرة بعد أن حصل على شبكة ري تغطي مساحة نصف دونم استثمرها في تلك الزراعة، وكانت بالنسبة له أحد ابواب الاكتفاء التي يحلم بها.
المشاريع آنفة الذكر كانت جزءاً من مشاريع الاكتفاء الذاتي التي أخذت طريقها إلى العمل من خلال المبادرة التي أسستها الدكتورة “ربيعة زحلان” عضو هيئة تعليمية في كلية العلوم الرابعة في السويداء وفقا لرؤيتها التي تجد «في المساعدات الطارئة، والسلة الغذائية حل لايحقق كفاية للأسرة، والقيمة الحقيقية للدعم تبدأ من المساهمة في خلق فرصة عمل لأحد أفراد الأسرة للحصول على دخل».
المبادرة التي أطلقتها عبر صفحتها على شبكات التواصل جاءت بناءاً على اقتراح للمجتمع الأهلي ووتوجهت للشريحة القادرة على تقديم التبرعات بهدف تغيير أساليب مساهمة المجتمع الأهلي للتحول من منطق “الحسنة”، الى دعم عجلة المشاريع .
تقول “زحلان” في حديثها لسناك سوري: «نظرا للظروف الاقتصادية والأحوال المتردية التي وصلت لها بعض الأسر وإيمانا بدور الجامعة الفعال، وقدرتها على إحداث فارق في هذه الظروف الصعبة، قمت بإنشاء مبادرة “معا للاكتفاء الذاتي” التي تضم فريق من الأكاديمين والخبراء في مجال الزراعة وتربية الحيوانات وصناعة المنظفات ولاقت استحسان شريحة جيدة من الداعمين».
المبادرة لاقت صدى إيجابي وقبول لدى الداعمين ولدى الأسر القادرة على العمل، وتم إبرام حوالي 40 عقد مثل: (تربية الدواجن، الطبخ المنزلي، زراعة الفطر، زراعة الثوم، الأعمال اليدوية، الخبز العربي، ودعم محل سمانة، محل خياطة، المؤونة، صناعة البرغل، صناعة المنظفات، تفقيس صيصان).
اقرأ أيضاً: سوريات يؤسسن معملاً لتجفيف الفواكه في السويداء
فكرة المبادرة إبرام عقد شراكة بين ممولين ميسورين وبين أصحاب مشاريع منزلية صغيرة بإشراف المحامية المتطوعة “جانيت عبود” ويحدد للممول نسبة أرباح بسيطة لا تتجاوز 15 بالمئة طبعا هذه النسبة لضمان الالتزام بالمشاريع وكي لايشعر صاحب الأسرة بالحرج أو أن الموضوع حسنة وفق “زحلان”.
يقوم فريق المبادرة على دراسة المشاريع وفرص المشروع للنجاح، ووفق صاحبة المبادرة، فإن المرابح ووفق خيارات الداعمين يتم دعم مشاريع أخرى بها ويجري تدوير المبلغ ليغطي مشروعين أو ثلاثة شهريا، مايزيد عدد المستفيدين، ويقتصر دور المبادرة على التنظيم بين الداعمين والمستفيدين، دون أي مقابل مادي أو نسبة، وتستعين بمتطوعين من طلاب وأساتذة جامعيين تولوا التنسيق والتنظيم والجمع بين الشركاء، وتقديم الخبرة اللازمة.
اقرأ أيضاً: 3000 دودة حمراء.. مشروع لإنتاج السماد العضوي في السويداء