الرئيسيةسوريا الجميلةشباب ومجتمع

بعينين مغمضتين و90 درجة… ريما مسعود تنال الدكتوراه

كفيفة البصر استعانت بالبصيرة لتخرج من الظلام الذي فرض حضوره على حياتها

سناك سوري – رهان حبيب

ترى “ريما إبراهيم مسعود” الحاصلة على شهادة الدكتوراه الأولى التي تنالها كفيفة على مدرج جامعة “دمشق” في اللغة العربية بعد جهود مرهقة، أن غير المبصر قادر على تقديم التجربة لغير المبصرين بالإصرار وتجاوز الصعاب..
تقول “مسعود” في حديثها لسناك سوري: «لن أنسى أصحاب الفضل ممن قدموا لي الدعم خلال سنوات إعداد الرسالة التي كانت مرهقة وشاقة لكنني سأنسى المشقة مثلي مثل من تعبوا لتحقيق النجاح في مجال أحبوه، وأعرف أني جديرة بما وصلت إليه».
سنوات بذلت فيها “مسعود” الكثير من الجهد لتأمين أجور قارئ ومرافقة وتكلفة مراجع وكتب، لاسيما بعد أن دمر منزلها الذي سكنته مع أخيها في أطراف “دمشق”، وكانت قد سجلت لدراسة الدكتوراه عام 2015 لتعيد الانطلاق بإصرار وتصل لنيل الشهادة.
“مسعود” التي استعانت بالبصيرة لتخرج من الظلام الذي فرض حضوره على حياتها في سنتها الخامسة من العمر ورافقها راضية به غير مستكينة لأحكامه، وكان ذلك بعون كبير من الأهل والأخ الذي شاركها الحالة الصحية لترافقه في مشوار الحياة عموماً وتعلم اللغة العربية بشكل خاص.

اللجنة التي ناقشت رسالة الدكتوراه
اللجنة التي ناقشت رسالة الدكتوراه

اقرأ ايضاً : خديجة طباشة_ كفيفة البصر تحمل شهادتين جامعيتين وتُعلم المكفوفين

الدارسة التي جهدت للحصول على فرصة عمل بعد التخرج من قسم اللغة العربية بمعدل 77.62 والمركز الأول على دفعتها، سعت بجهد كبير لتكون معيدة في جامعتها كما سمح لها القانون، لكن الروتين والفكرة التقليدية لدى القائمين على تطبيق القانون، كما شرحت لسناك سوري، أبعداها لفترة عن الوصول إلى ذلك، إلا أنها في النهاية حصلت على فرصتها في العمل كمشرف عن الأعمال في جامعة “دمشق” ومنها إلى تعليم اللغة لغير المختصين لتتمكن من استكمال دراستها للدبلوم والماجستير ومن بعدها الدكتوراه.

تقتنع “مسعود” من خلال تجربتها أن الكفيف لا يحتاج لمكان منفصل للتعلم ومن الضروري أن يبقى بين المبصرين، لكنه من وجهة نظرها يحتاج لوسائل مساعدة كثيرة ليحقق حلمه، كما يتمنى، وهذه الوسائل لم تتوافر للطلاب المكفوفين، وبالنسبة لها التقنيات الحديثة جاءت متأخرة كونها من مواليد 1973 إلا أنها استفادت منها بقدر جيد، لكنها لم تعفيها من استخدام طريقة بريل وهي طبعاً إحدى الطرق المرهقة مع كثافة المراجع والأبحاث المطلوبة للدراسة كونها انتقت بحثاً متشعباً.

“صور الكون والحياة عند شعراء العصر العباسي الأول” عنوان الرسالة التي جمعتها في 732 صفحة وتتمنى “مسعود” أن تكون بداية لمرحلة جديدة للعمل الإنساني، الذي ترغب أن تؤديه خدمة لمجتمعها والشباب كونها تخشى عليهم وترى أن لديها مشروع حقيقي مع هذه الشريحة التي تدرسها.

اقرأ أيضاً: عائلة تتكفل برعاية طفل رضيع عثر عليه على قارعة الطريق

مع صديقاتها خلال حفل الحصول على الدكتوراه
مع صديقاتها خلال حفل الحصول على الدكتوراه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى