حلب.. طالب يبيت ليلته بالشارع بعد فصله من السكن الجامعي
الطالب “زياد شيخ الأرض” يروي ما حدث بالسكن الجامعي بمدينة “حلب”: فصلوني لأني كتبت منشورا أعترض فيه على قرار إخلاء الوحدة 12 بالمدينة السكنية
سناك سوري-حلب
بات الطالب في كلية الفلسفة السنة الأولى، بجامعة “حلب”، “زياد شيخ الأرض” يوم السبت الفائت في الشارع بعد أن تم فصله من السكن الجامعي بطريقة “تعسفية” بحسب وصفه لـ”سناك سوري”، مضيفاً أنه مهدد ليبيت ليلته الثانية في الشارع اليوم الأحد أيضاً.
بدأ الأمر يوم الجمعة الفائت حين استفاق “شيخ الأرض”، مع زملائه في الوحدة السكنية 12 بسكن جامعة “حلب”، على أصوات المشرف ومعه عدد من الموظفين طالبوا الطلاب بإخلاء الوحدة السكنية، يضيف الطالب: «القرار صدمنا فالامتحانات بعد أيام وكلنا طلاب من مختلف المحافظات السورية لا بديل لنا عن الإقامة بالسكن الجامعي ولا مكان نذهب إليه، فاعترضنا على القرار الذي يأتي قبل بدء امتحاناتنا بشهر ونصف تقريباً».
بعد الاعتراض على القرار جاء مدير السكن الجامعي يرافقه عدد من الأشخاص بعد حوالي الساعتين من قدوم المشرف، وطلب من الطلاب الإخلاء مجدداً، وفق “شيخ الأرض”، يضيف لـ”سناك سوري”: «قدمنا اعتراضاتنا من جديد، وبررنا أسبابنا السابقة ذاتها، لكن أحد الأشخاص برفقة مدير السكن تهجم عليّ ودفشني على صدري وأنا أساسا مريض ربو وبقيت قليلاً أتنفس بصعوبة، ثم حضر آخرون وتهجموا عليّ أيضاً وأحدهم أمسك يدي وقال لهم خلونا ننزلوا على الفرع، وهنا لم أتحمل ما يجري دفعته عني وأفلت يدي منه وقلت له أنا يلي جايي طالب اتعلم بعد 5 سنين خدمة بالجيش والحرب بدك تنزلني عالفرع ليش شو عامل».
يتابع “شيخ الأرض”، رواية ما جرى معه بكثير من الأسى على الوضع الذي وجد نفسه فيه بعيداً عن أهله في “دمشق”، ويضيف أنهم أخذوا هويته الشخصية وتركوه في غرفة مشرف الوحدة السكنية من الساعة الـ5 عصراً وحتى الـ9 مساءاً، أعطوه هويته وقالوا له إن القصة انتهت هنا، وأجروا عدة تلفونات قالوا إنها مع الأمن الجنائي لإرهاب الطلاب وتخويفهم، وفق حديث الطالب.
قرار الفصل
في اليوم الثاني من الحادثة، التي جرت يوم الجمعة، حضر مشرف الوحدة إلى غرفة الطالب “شيخ الأرض” يسأل عنه إلا أنه كان في الكلية، وحين انتهى دوام الطالب ذهب إلى غرفة المشرف ليرى ماذا يريد، فأخبره المشرف أنه صدر قرار بفصله من السكن الجامعي، ليرافقه اثنان من الموظفين ولم يتركوه حتى تأكدوا أنه خرج من السكن ليبيت ليلته تلك في الشارع، ويضيف: «ما معي مصاري ارجع لعند أهلي عالشام وامتحاناتي والعملي عالأبواب ولا مكان لي سوى الشارع حالياً بانتظار قرار إنصافي وعودتي إلى السكن الجامعي الذي فصلت منه بشكل تعسفي».
وكان الطالب قد فصل على خلفية منشور كتبه عبر الفيسبوك قال فيه: «أنو عطوهن أمر بأنو يطالعونا من السكن مو مشكلة، طالعوا قرار بأخلاء السكن كمان مو مشكلة، أهانوا الطلاب وذلوهن كمان مو مشكلة، بس مين عطاهن الحق بأنو يتهجموا علينا مين عطاهن الحق بأنو يجي واحد يرفع إيدو علي وا اسفاه».
اقرأ أيضاً: السكن الجامعي في “دمشق” لايصلح للسكن
طلاب يشتكون
صفحات الفيسبوك غصت بشكاوى طلاب الوحدة 12، الذين أعلنوا عن رفضهم إخلاء الوحدة، وقال عدد من الطلاب في منشور تداولوه فيما بينهم، إنهم يرفضون أن يمكثوا مع 4 طلاب آخرين في غرفة واحدة بالكاد تتسع للطلاب الأربعة فالامتحانات قريبة وغرف المطالعة مغلقة بسبب الكورونا، فكيف سيتمكنون من الدراسة مع بعضهم البعض، وأضاف المنشور: «ولا ننسى أزمة الكورونا التي عل الواحدة فكيف بخمسة أو ستة طلاب».
وختم الطلاب منشورهم بهاشتاغ، “نحن طلاب ولسنا قطيع”.
إدارة السكن الجامعي توضح
عقب المشكلة التي حدثت، علّقت إدارة السكن الجامعي ورقة على أبواب الوحدات السكنية، طالبت فيها طلاب كل غرفة باستقبال طالب واحد من الوحدة 12، بهدف تفريغها من الطلاب حتى يتسنى للإدارة القيام بعمليات الصيانة تمهيداً للعام الدراسي القادم، كون التأخر بعمليات الصيانة سيؤدي إلى حرمان 1000 طالب من السكن الجامعي بداية العام الدراسي القادم.
وتساءل طلاب من الوحدة ذاتها، عن كيفية موازنة إدارة السكن الجامعي للأمر حتى تحرم طلاب الوحدة ذاتها من خوض امتحاناتهم بطريقة سلسة بعيداً عن المشاكل اليوم، لتؤهلها حتى لا تتأخر بتسليمها مطلع العام الدراسي القادم.
يذكر أن ظروف السكن الجامعي بكافة المحافظات السورية ليست بالمستوى المطلوب ولا تحافظ على الخصوصية، وغالباً ما يعاني الطلاب في المدن الجامعية من سوء الخدمات وقلتها.
اقرأ أيضاً: “دمشق”.. البرد يعيق دراسة الطلاب في السكن الجامعي!