الرئيسيةسناك ساخرسناك كورونا

حظرتُ نفسي بعد معرفتي أنّ وضعي يمكن معالجته ببيت خالتي

هل تعلم كيف تعالج دول أخرى وضع مواطنيها المخالفين لحظر التجول؟

سناك سوري – يوسف شرقاوي

لسنا في “ضيعة تشرين”، حظر التجوّل لم يفرضه المختار لليلةٍ واحدة من أجل “تهريبة” ينوي القيام بها، لم يتوّقع الراحل “محمد الماغوط” يوماً أنّ هذا ما يمكن أن يحدث، فـ “الماغوط” رجلُ مقارناتٍ صعبة بين الماضي والحاضر، حيث كان في مسرحيته “كاسك يا وطن”  يُخفّف عن المواطن همومَه عبر تذكيره بما يحدث في “نيكاراغوا”.

اليوم، يمكن إجراء مقارنة بسيطة أيضاً، إذا ما عدنا لمقولة “زياد بن أبيه” والي “البصرة” في “العراق”، بعد إعلان أوّل حظر تجول عرفه التاريخ الإسلامي، يقول “زياد” في خطبته أثناء تولّيه مقاليد السلطة:«لا أوتي بمدلج إلا سفكتُ دمَه»، والمدلج هو الجريء الذي يسير ليلاً، وقد قام “زياد بن أبيه” بإعدام ثلاثة أشخاص خالفوا الحظر، أحدهم من أعرابيّي البدو، شردت منه عنزته فجرى خلفها ليبحث عنها، ولم يكن قد سمع بحظر التجوّل أصلاً، مع ذلك، أمر “زياد” بدقّ عنقه، ليكون عبرة ومثالاً للرعيّة.

وبمقارناتٍ أخرى للعقوبات على مخالفي الحظر في دول مثل “السعودية”، فيُعاقب المخالف بغرامة عشر آلاف ريال، وفي “الأردن” بسنة من السجن، وفي “مصر” بأربعة آلاف جنيه. أما في “سوريا” قال المحامي العام بريف “دمشق”، “إبراهيم عبد القادر” إن عقوبة من يخرق حظر التجوال الجزئي الذي فرضته الحكومة ابتداء من يوم الأربعاء الفائت، هي السجن لمدة ما بين 6 أشهر إلى 3 سنوات، وغرامة مالية من 50 إلى 500 ألف ليرة، وفق قانون العقوبات السوري.

مقالات ذات صلة

اقرأ أيضاً: غرامة مالية وسجن.. خرق حظر التجول يُكلف الكثير!

تبعاً لهذا الإجراء، نُشِر قبل أيام مقطع فيديو التقطه الصحفي “فارس زخور”، لدورية شرطة توقف مواطناً عند قلعة “دمشق”، بعد السادسة مساءً، ويطلب رئيس الدورية من المواطن أن يذهب إلى الفرع لـ “معالجة وضعه”، مؤكداً للشرطي الذي تصدّر مواقع التواصل الاجتماعي في “سوريا” :«بهدوء يا يونس».

بعد هذا الفيديو، والتعليقات الساخرة عليه، يمكن القول إنّ “أبو ريشة” في ضيعة تشرين، “ابتعد عن بعضه” فعلاً امتثالاً لأوامر المختار بمنع التجمّعات، وأيضاً، “غربة” ورفيقتها في المسرحيّة الشهيرة “غربة”، لم تخرجا ليلاً إلى السجن كي توصلا الكتب والحبر إلى الأستاذ المحبوس،
لأنه دوماً: خيرٌ ألف مرة أن نبقى في البيت، من أن نزور بيت خالتنا، أو أن يُعالَج وضعنا!
طبعاً يبقى كل ذلك أرحم من فيديو الاعتداء على المواطنين بالمغرب “بالكفكفة” عقوبةً لخروجهم أثناء حظر التجول.

اقرأ أيضاً:بهدوء يا يونس.. خليك بالبيت أحسنلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى