حكايا الملاعب.. مشجع الاتحاد الذي عاد للمدرجات بعد 10 سنوات
محمد خير… في عمر 8 سنوات تابع مباريات فريقه المحبب.. وظن انه سبب تعادلات الاتحاد
سناك سوري – عمرو مجدح
في كل مباراة يحضرها مشجع نادي “الاتحاد” “محمد خير الأحمد” لابد أن يبح صوته من التشجيع وهذا ماجعله مثار سخرية لدى الكثيرين الذين ما إن يسمعوا صوته حتى يعلموا أنه كان في الملعب.
يستذكر ” الأحمد” ابن مدينة “حلب” قصة بداية حبه للنادي عندما كان طفلاً بعمر الثامنة حيث أهداه والده لفحة حمراء كتب عليها باللون الأبيض اسم “الاتحاد” .
المشجع الذي يسكن مع عائلته بحي مساكن “هنانو” آخر أحياء حلب الشمالية الشرقية وهو مكان بعيد عن ملعب “الحمدانية” في مدخل المدينة الجنوبي الغربي الأمر الذي منعه في البدايات من متابعة مباريات النادي على أرض الواقع واكتفى بمشاهدتها عبر التلفاز أو بالاستماع إليها عبر الراديو في حال لم يكن هناك نقل تلفزيوني.
اقرأ أيضاً:حكايا الملاعب : قصة مشجع “الوحدة” الذي أجبرته الحرب أن يتابع من بعيد
ويضيف :«أول مباراة حضرتها من مدرجات الملعب كانت في العام ٢٠٠٦ ضد نادي اتحاد “جدة” السعودي ضمن دوري “أبطال آسيا” كان أهلي ضد حضوري للمباريات لعدة أسباب منها الدراسة وخوفاً من بعض حالات الشغب التي تحدث عادة في الملاعب وحجتهم أني أستطيع مشاهدة المباراة على التلفزيون، وكانت المباراة على ملعب “الحمدانية” وكان غاية في الروعة وله أرضية عشبية ممتازة وشبيهة بملاعب أوروبا، للأسف يومها انتهت المباراة بالتعادل وعدت إلى البيت “متضايق” لأنها أول مباراة أحضرها وخسرنا فيها نقطتين وفي ملعبنا».
اقرأ أيضاً:حكايا الملاعب.. “أبو حميد” المشجع الذي منحه “عدنان بوظو” جائزة
تتالت المباريات وبدأ يحضرها في ملاعب أخرى وهنا يقول:«ثاني مباراة كانت باستاد “حلب” الدولي بين الاتحاد ونادي “فنربخشة” التركي الأكثر شعبية، كان الجو بارد جداً ذهبنا للملعب قبل ساعات طويلة من بداية المباراة لنحجز مكاناً في الملعب الذي امتلأ على آخره والكثيرون حضروا المباراة على الواقف، انتهت المباراة بالتعادل ٢-٢، مع نهاية المباراة كان حفظ النظام بانتظارنا ومازلت لا أعلم لماذا أكلت ضربة “عصاية” على يدي، أما المباراة الثالثة التي ذهبت لحضورها كانت مباراة الديربي الحلبي في الدوري بين “الاتحاد” و”الحرية” كان وقتها ثاني أيام عيد الأضحى وتعادلنا بنتيجة 0-0 وتساءلت بيني وبين نفسي إذا كنت أنا السبب بتعادلات الفريق».
العودة للمدرجات
استمر “الأحمد” في تشجيعه للنادي في دوري 2006 و2008 وفي العام 2010 أخذ النادي كأس الاتحاد الآسيوي وكأس الجمهورية 2011 ، لكن بعدها توقف الفريق عن اللعب على أرضه بسبب بداية الحرب في “سوريا” وتدهورت حالته، وفي الموسم 2017 – 2018 عادت المباريات وعاد الدوري إلى “حلب” وظهر الفريق بحالة ممتازة:«أتذكر مباراتنا في موسم العودة ضد “الوحدة” في دمشق، لم أكن أصدق عودة الرياضة والدوري وأجواء المباريات أعادتني للحياة لكن أول مباراة أعود فيها إلى المدرجات بعد 10 سنوات منذ أخر مباراة حضرتها في 2008 كانت بدعوة من جمهور الاتحاد على الفيسبوك لمؤازرة فريق مدينتنا الثاني “الحرفيين” ضد فريق “الوحدة” الذي كان ينافس “الاتحاد” و”الجيش” على الصدارة».
اقرأ أيضاً:حكايا الملاعب.. “إيلي الياس” 40 عاماً في الملعب وعلى المدرجات
ويتابع:«المباراة التالية التي لا أنساها كانت ضد نادي “النواعير” بـ “حماة” حينها سافرت إلى “حماة” لمؤازرة نادي “الاتحاد” بعد الإعلان للجمهور بأن السفر مجاني ذهاب وإياب والعودة بنفس اليوم وكانت فرصة مناسبة لي، و يومها عدنا بـ 3 نقاط ثمينة بعد هدفي “عبدالله نجار” و”رأفت مهتدي”، ومن أجمل المباريات التي ستبقى عالقة بذاكرتي كانت في الدوري 2018 من خلال ما قدمه الفريق من أداء مميز خصوصاً في مباراتنا مع “الوحدة” والهدف السريع الذي سجله “ابراهيم الزين” من ضربة حرة مباشرة بالدقيقة 3 وهدف ثاني لـ”عمر حميدي” من ركلة جزاء بالدقيقة 10 وكان الاتحاد قاب قوسين أو أدنى من إحراز لقب غائب عن خزينته منذ سنوات».
وعن الدوري الحالي 2020 يقول “محمد خير” : «بداية هذا العام تم التعاقد مع المدرب التونسي “قيس اليعقوبي” الأمر الذي أصبح حديث النقاد والاعلاميين الرياضيين في سوريا ومحط اهتمام أغلب الأندية والجماهير التي أظن أنها تحسدنا على مدرب مثله، اليوم الفريق في المركز الثالث على لائحة الترتيب وأتمنى أن يتوج الاتحاد بطلاً للمرة السابعة في ختام الدوري».
كرة السلة
عندما تشجع نادي وتتربى على حبه منذ الصغر يجعلك ذلك تتابع كل الألعاب الرياضية التابعة له من كرة القدم إلى السلة والطائرة واليد وهكذا أصبح لكرة السلة مكان كبير في قلب “الأحمد” كونها لعبة حماسية، يقول إن:«حب النادي يشمل كل الرياضات لذلك كنت حاضراً في نهائي كرة السلة ضد “الوثبة” بكأس الجمهورية، كانت هذه المرة الأولى التي أحضر فوزاً للاتحاد باللقب من أرض الملعب، لقد احتفلت مع الفريق واللاعبين والجمهور بأرض الملعب، وهذه واحدة من الذكريات الأغلى على قلبي مع نادي “الاتحاد” نادي البطولات والامجاد».
اقرأ أيضاً:حكايا الملاعب.. أبو خولة خمسيني يقود جماهير الفتوة منذ التسعينات