صفحة “الصليب الأحمر” تنتهك حقوق طفل سوري!
![](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2019/12/received_2476093262707909.jpeg)
منشور فايسبوكي يتعرض لكرامة طفل يتلقى المساعدات
سناك سوري _ متابعات
نشرت الصفحة الرسمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في “سوريا” على فايسبوك صورة لإحدى موظفاتها مع طفل سوري صغير انتهكت خلالها إحدى حقوقه المعنوية.
وجاء في المنشور المرافق للصورة أن الطفل “محمود” والذي ذكرت الصفحة كنيته يحتفل اليوم بعيد ميلاده الخامس، وأنه أخبر الموظفة أنه أمضى أياماً عصيبة من البرد القارس برفقة أكثر من 6600 شخص من الأطفال وأمهاتهم الذين فقدوا أزواجهم في مناطق متفرقة من “حلب” بحسب نص المنشور.
وربما يبدو مستغرباً لطفل يدخل الخامسة من عمره أن يحصي عدد الأشخاص الذين عاش معهم ظروفاً سيئة بهذه الدقة، سواءً كان ذلك في مخيم أو مركز إيواء أو ما شابه، بالإضافة إلى الحديث عن خسارة الأزواج غير المتناسب مع ما يمكن أن يقوله طفل في الخامسة يشعر بالبرد ببساطة.
وبالطبع فإن تتمة المنشور هي أن “محمود” الذي يظهر وجهه بوضوح في الصورة إلى جانب طفل آخر ومن خلفه والدته كما ذكر المنشور، تغيّر حاله بعد أن قام “الصليب الأحمر الدولي” بتوزيع بعض الملابس الشتوية.
اقرأ أيضاً:فنلندا: حكم بالسجن على ناشط سوري متهم بسرقة أموال “يتامى سوريا”
لا يمكن إنكار أهمية الدور الذي تلعبه المنظمات الإغاثية وتأثير المساعدات الإنسانية في حياة الأسر المتضررة، وبلا شك فإن العمل الإغاثي هو حاجة ماسّة لكثير من المدنيين في المناطق التي تشهد حروباً ونزاعات مثل “سوريا” لكن ذلك لا يعني ألّا يكون هناك اهتمام بالحقوق المعنوية للمدنيين الذي يتلقون المساعدة.
حيث تنص المادة الثالثة من اتفاقية حقوق الطفل على أن جميع الإجراءات المتعلقة بالطفل سواءً قامت بها مؤسسات الرعاية الاجتماعية العامة أو الخاصة أو المحاكم أو السلطات الإدارية أو الهيئات التشريعية يجب أن تولي الاعتبار الأول لمصالح الطفل الفضلى.
وتنص المادة 36 من الاتفاقية ذاتها على حماية الطفل من سائر أشكال الاستغلال الضارة بأي جانب من جوانب رفاهه، وهذا ما لم يراعيه منشور “الصليب الأحمر” سواءً لناحية إظهار وجه الطفل في الصورة وذكر اسمه دون مراعاة لأنه في سن لا يخوله معرفة تبعات هذا الظهور.
من جهة أخرى قد تعرّض الصورة الطفل لمضايقات محتملة من أقرانه نتيجة إظهاره بمظهر العوز والحاجة إلى المساعدات، وهو ما ينتهك من كرامته الإنسانية في سبيل منشور على فايسبوك.
وعلى الرغم من حاجة المنظمات الإغاثية إلى أشكال مختلفة من توثيق أنشطتها والترويج لها في سبيل استمداد الدعم اللازم لاستمرارية عملها، فإن هذا التوثيق يحتاج دائماً إلى مراعاة خصوصية المستفيدين خاصة الأطفال منهم والتفكير بتأثير مثل هذه الصور على وضعهم الحالي والمستقبلي بين أوساطهم الاجتماعية، ونفس الصورة هذه كان يمكن التقاطها من زاوية أخرى تجنب الطفل والمنظمة هذا الانتهاك.