الرئيسيةتقارير

رجال ضد “العنف والتنميط” ويحاولون الخروج على الدور الذي رسمه لهم المجتمع

“لست سي السيد”.. “أنا مش حيط”.. لماذا عليّ استيعاب هرموناتها المجنونة؟.. الذكور أيضاً يسجنهم المجتمع بقوالبه النمطية

سناك سوري – لينا ديوب

لعل إدراج مفهوم النوع الاجتماعي لوقت طويل ضمن المفاهيم المرتبطة بالنسوية، يعود لحصر النسويات استخدام المفهوم عند الدفاع عن حقوقهن وربطه بهن، علما أنه يشمل التعرف على دور كل من الرجل والمرأة في المجتمع ومستوى مشاركة كل منهما في عملية التنمية المجتمعية، وبالتالي الذكور أيضا ليسوا أحرار من تنميط المجتمع لهم، وغير بعيدين عن سجنه لهم بقوالب قد لا يفضلون أن يبقوا أسيرين لها.

“بترضاها لأختك؟”

مقالات ذات صلة
أنس بدوي

يقول طالب طب الأسنان “أنس بدوي”، الناشط في المجتمع المدني، والمهتم بقضايا النوع الاجتماعي لـ”سناك سوري”: «لم يكن بمقدوري أن أرتدي كنزة بدون أكمام عندما كنت صغيراً أو أن أضع اكسسواراتٍ في يدي وحول رقبتي، لأنها تعتبر للنساء فقط، وفي ذلك عيبّ وربما حرام! كما استهجنني الكثيرون عندما كنت صاحب شعرٍ طويل لمدة سنتين، وقد سمعت كلاماً مؤذياً وتنميطاتٍ عديدة وأنا أسير بأمانٍ في الشارع».

يضيف: «ناهيك عن نظرات الازدراء لأنني أرتدي “الشورت” الذي ينقص من رجولتي بحسب نظرتهم، وعندما دخلت معترك العمل المدني وناصرت المرأة وحقوقها كان عليّ أن أستعد لإسقاطات كلّ ما أنادي به من حرية على أختي!، وأن أجيب عن كل الأسئلة المرادفة لـ: “بترضاها لأختك؟”، ومن خلال عملي كمدرب لتثقيف الأقران الشباب في الجلسات المتعلقة بالجندر والعنف القائم على الجندر كان الملفت بالبداية عدم وعي المشاركين إلى يومنا بأن الجندر هو مجرد دور مجتمعي وسلوكيات اعتاد أهل المنطقة أن يمارسوها كرجالٍ ونساء فراحت متجذرة عرفاً!».

ليس جميع الأخوة مسرورون بدورهم أوصياء على أخواتهن

الناشطون كما يقول “بدوي” يسلطون الضوء اليوم على ما في مجتمعنا من عنفٍ موجّهٍ ضدّ النساء متجاهلين العنف الموجه ضد الرجل، يضيف: «هنا أتحدث عن العنف الموجه ضد الرجل بناءاً على الجندر، فالذي ينادي كل يومٍ بأن المرأة يجب أن تتمتع بحق العمل، يجب أن يدرك بأن ليس كل الرجال مسرورون بدورهم الاجتماعي خارج المنزل، ومن تنادي بحرّية الأخت والمساواة بين الجنسين داخل المنزل، يجب أن تدرك أيضاً بأن ليس جميع الأخوة مسرورون بدورهم أوصياء على أخواتهن النساء وأن المجتمع يقرنهم بأي سلوك أو فعل أو نهج قد يتخذونه، يجب أن ندرك أننا بشرٌ نستطيع البكاء، ويمكن أن نكون لطفاء بدون “شوارب مفتّلة” وصوت أجش، يمكن ألا نستطيع رفع حمل ثقيل عند التعب، وألا نملك كل المال لتغطية تكاليف الزواج، ولا عيب في ذلك، علماً أن الحرب اليوم قد بدلت الكثير من الأدوار المجتمعية، فبات من الشائع رؤية رجل يعمل كممرّض، وامرأة تعمل سائقة لسيارة أجرة».

اقرأ أيضاً:التمييز الجندري – ناجي سعيد

لا يحق للرجل أن يعبر عن ضعفه

«ييفكرونا حيطان» هذه الجملة تلخص معاناة الذكور في مجتمعنا حسب المهندس المدني “جميل ناصر”، مضيفاً أنه «لا يحق للرجل أن يعبر عن ضعفه أو أن يشتكي من حياة تخبئ له ضربة خلف كل زاوية، عليه أن يكون صامتاً لو تكلم للفظ النار والدم، متهم دائم بالخيانة حتى يثبت العكس، له غايات من المرأة (أليس لها غايات معه هي الأخرى؟!) الطرف المخطئ دائماً لأن عليه تحمل مسؤولياته واستيعاب هرموناتها المجنونة (أليس للقوارير مسؤولية مشتركة وواجبات تؤديها تجاه هرموناته الفقيرة أم أنها مسؤوليته فقط أن يرفق بها؟!)، كما أن دموعها أمام لجنة محلفين تحكم لصالحها دائما وأما دموعه فتدينه. هذا الضغط المركب قد ينفجر بشتيمة تهين أنوثة لا على التعيين، فيصبح جندرياً حقيراً معاد للنسوية».

“لست سي السيد”

يرفض السيد “عابد عيسى” الدليل السياحي والمترجم، أن يأخذ الدور الذي رسمه له المجتمع داخل البيت، وأن تلبي الزوجة والأبناء طلباته حال عودته من عمله، ويقول لـ”سناك سوري”: «لم يعد مقبولاً أن لا أشارك زوجتي أعباء المنزل من طبخ وتنظيف واعتناء بأولادنا، أو أن أتفرد بالرأي فيما يخص شؤون حياتنا، أنا لست سي السيد وأشجع زوجتي للتقدم في عملها وكنت أعتني بطفلاي وهما صغيران لتسافر وتتطور في عملها، غير مهتم برأي المحيط الاجتماعي».

ذكور وإناث

وعليه فإن النظرة للذكور كما الاناث مرتبطة بعوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية والعادات والتقاليد والمستوى التعليمي ومنطقة الإقامة مدينة أو ريف، وإذا كان الذكور لا يقبلون بتنميطهم عليهم الوقوف إلى جانب الاناث لتغيير المجتمع لصالح الجميع.

اقرأ أيضاً:كيف خيبت أمل “أمي وحماتي” بانجاب الصبي؟ – ناجي سعيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى