الرئيسيةرأي وتحليل

تفاصيل غير مجدية..إثبات التعافي – مازن بلال

الاتفاق الأميركي التركي وإعادة ترتيب الأولويات

سناك سوري – مازن بلال

يتشكل واقع موضوعي يجعل من التفكير بالأزمة السورية مساحة مستحيلة، فالحدث السوري انتهى فعليا باتجاه الاتفاقات الثنائية لدول الجوار السوري، وفي المقابل فإن الوضع الداخلي يقدم مشهداً غير مسبوق من محاولات “إثبات التعافي”، وتقديم شكل من انتهاء الأزمة ليس على المستوى الرسمي، بل في تفاصيل العلاقات الاجتماعية، فالداخل السوري اكتفى بما هو قائم وبحالة اجتزاء الأزمة لمطالب معيشية، واجراءات حكومية تدور ضمن نفس الدائرة دون القدرة على تجاوز الإنغلاق الذي فرضه المجتمع على نفسه.
ظهر مصطلح الداخل السوري للتعبير عن الجغرافية الخاضعة لسلطة الدولة، وانتهى ضمن واقع يحدد مساحة عمل السوري سياسياً وثقافياً وحتى تنموياً، وهذا الأمر لا علاقة له بالمواقف السياسية المعلنة رسميا، لأنه في النهاية يشكل تفاهمات ضمنية بين الأطراف المحلية والدولية لتسهيل التنسيق فيما بينها، ولكن الغريب أن يصبح المجتمع السوري ضمن دائرة تحددها تلك التفاهمات، في وقت يتوزع السوريون ضمن العالم ليس كلاجئين بل كحالة تعيد ترتيب الأولويات بالنسبة لسورية عموما.

اقرأ أيضاً: “جيل الألفية”.. مازن بلال

مقالات ذات صلة

عندما نحاول إعادة التفكير بالمسارات السياسية التي تجري حاليا، مثل التفاهم التركي – الأمريكي بشأن المنطقة الآمنة على سبيل المثال؛ يظهر حجم العقم الذي وصلت إليه منهجية التعامل مع المسألة السورية، وربما يدفع هذا الأمر لإعادة الاعتبار بـ”التوزع السوري” من جديد، فاللاجئين والمهاجرين والسوريون الكُرد ليسوا مجرد “ديموغرافيا جديدة”، بل يمكن أن يصبحوا قيمة مضافة في حال تحول التفكير بالمسألة السورية بكليتها.
ولأن المواقف السياسية التي تم تبنيها منذ بداية الأزمة كانت عناوين غير قادرة على خلق مصالح واقعية، فإن “الديموغرافية الجديدة” تحتاج لتشخيص مختلف حتى تدخل إلى عوامل حل الأزمة، فهم جزء من السيادة ومن عملية التنمية، وبناء أي برنامج تنموي شامل أو حتى التفكير بمجتمعات محلية دون الأخذ بعين الاعتبار هذا العامل؛ فإنه يأخذنا إلى صيغة سورية مجتزأة وغير قادرة على التفاعل مع تطورات الواقع.
ليس مهما أن ينتشر السوريون خارج جغرافيتها، أو يظهرون على مناطق مختلفة سواء في شرقي الفرات أو غيرها، فالمسألة الجوهرية هو عدم تحولهم الى شتات، فهناك ضرورة لبحث واقعهم عند أي تفكير تنموي ومستقبلي.

اقرأ أيضاً: بوابات تنموية للأزمة _ مازن بلال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى