
فازت 6 نساء فقط في الانتخابات البرلمانية من أصل 119 عضواً تم رسمياً إعلان نجاحهم في الانتخابات، ما يعني أن نسبة النساء بلغت نحو 5% فقط، بينما وبحسب تصريحات سابقة كان من المفترض ألا تقل النسبة عن 20%، وعلى الرغم من التوقعات بانخفاض التمثيل النسائي كون نسبته لم تتجاوز 17% في الهيئات الناخية، إلا أن النتائج أتت أقل من التوقعات بكثير، ما يثير تساؤلات حول فعالية الخطاب الداعم للمرأة وحدود تأثيره الفعلي.
سناك سوري-دمشق
وجرت أمس الأحد أول انتخابات برلمانية بعد سقوط النظام السابق، وأصدرت النتائج الأولية كما قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية “محمد الأحمد”، مضيفاً أن الانتخابات جرت في 50 دائرة انتخابية من أصل 62، حيث تم تأجيل الانتخابات في الحسكة والسويداء.
“الأحمد”، تحدث عن ضعف التمثيل النسائي، وقال: «الرئيس السوري أحمد الشرع سيعمل على تصويب الثغرات، وذلك من خلال اختياره لثلث أعضاء مجلس الشعب، وفق ما نص عليه الإعلان الدستوري».
وبحسب الإعلان الدستوري فإن الرئيس سيعين 70 نائباً، من أصل 210، بينما تختار الهيئات الناخبة 140 نائباً، ومع تأجيل الانتخابات في الحسكة 10 مقاعد والسويداء 3 مقاعد والرقة 6 مقاعد، يصبح عدد الفائزين في انتخابات أمس 127 عضواً، وعدم إجراء الانتخابات في دائرة عين العرب بريف حلب دون توضيح السبب يصبح عدد الفائزين 119 عضواً.
غياب النساء بالكامل عن بعض المحافظات
التمثيل النسائي غاب بالكامل عن محافظات “دمشق” و”دير الزور” و”درعا” و”ريف دمشق” و”القنيطرة” و”إدلب”، بينما تصدرت “طرطوس” المحافظات بعدد النساء الفائزات حيث ضمت سيدتين هنّ “مي مخلوف” عن دائرة “صافيتا” و”لينا عيزوقي” عن دائرة “الشيخ بدر، الدريكيش”.
بينما فازت المرشحة “رلا داية” عن دائرة مدينة “اللاذقية”، والمرشحة “مؤمنة عربو” عن دائرة مدينة “حماة” والمرشحة “نور الجندلي” عن دائرة مدينة “حمص”، والمرشحة “رنكين محمد عبدو” عن دائرة عفرين في حلب.
وتتماهى هذه النتائج مع نسبة تمثيل النساء في الحكومة السورية، حيث لا تتواجد سوى وزيرة واحدة فقط هي وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل “هند قبوات”، مقابل 22 وزيراً رجلاً، بعبارة أخرى نسبة تواجد النساء في الحكومة السورية الانتقالية لا تتجاوز الـ5%، بينما الكوتا النسائية المعمول بها عالمياً بنسبة تمثيل لا تقل عن 30% للنساء.
أزمة تمثيل النساء سياسياً
وفي بحث أجراه فريق الأبحاث في موقع سناك سوري مؤخراً، تحت عنوان “أزمة التمثيل السياسي في سوريا خلال المرحلة الانتقالية الفجوة التمثيلية للنساء والشباب“، تبيّن أن التمثيل النسائي في عينة من المؤسسات الانتقالية لم يتجاوز 7%.
وبحسب استطلاع البحث، فإن 67% من المشاركات قلن إنهنّ لم يمثلن في مؤتمر الحوار الوطني، بينما تبرز نتائج الاستطلاع أن ثلث المشارات قلن إنهنّ يمثلنّ أنفسهنّ، بينما انعدمت تقريبًا نسبة من يشعرن بتمثيل حزبي حقيقي. وهو ما يعكس غياب التمثيل المؤسسي، ويؤكد أنّ حضور النساء في المؤسسات لا يكفي وحده إن لم يُرافقه اعتراف حقيقي بدورهن ومشاركة فعلية على قدم المساواة.
تكشف هذه النتائج عن عمق أزمة التمثيل السياسي للنساء في سوريا، وتضع علامات استفهام حول مدى جدية الخطاب الداعم لمشاركتهن، في ظل استمرار التفاوت الحاد بين الطموحات المُعلنة والواقع المُسجَّل في صناديق الاقتراع.