2300 مريض سرطان يموتون من شدة الأمل .. هام وعاجل وضروري
وزير الصحة السوري لا علم له بوجود مركز صحي لأمراض أورام السرطان !!
سناك سوري – خاص
تعيش “صبحية الخالد” من سكان بلدة “رأس العين” شمال “الحسكة”، على الجرعات الكيماوية التي تأخذها في “دمشق” منذ أشهر طويلة، غير أنها قررت أخيراً انتظار الموت بعد أن عجزت عن تأمين ثمن تذكرة الطائرة، وآمالها معلقة على افتتاح مركز الأورام في مدينة “القامشلي” لإنقاذ غيرها. لكن لوزير الصحة وجهة نظر أخرى تنسف كل الآمال.
وكانت الجهات الصحية قد أعلنت في العام 2014 عن تخصيص المركز في “القامشلي” لمساعدة حوالي 2300 مريض في المنطقة، ومنذ تاريخ الإعلان عن إنشائه، وهم يراجعونه لتدوين أسمائهم ومحاولة الحصول على الجرعات والعلاج، لكن ما صدر عن وزير الصحة أثناء زيارته إلى “الحسكة” كان صادماً جداً بحسب مصدر مسؤول صحي، فالوزير لا علم له بالمركز أساساً، “ماكان ناقص غير يقول أن جهة ما وضعت اللافتة عمداً لإثارة المواطنين”.
تقول “الخالد” لسناك سوري: «أنا أرملة، لا معيل لي، أعيش على مساعدة الخيرين، وبعد أن أصابني مرض السرطان قبل عام، ذهبت إلى “دمشق” من أجل تناول الجرعات، وكل سفرة تكلفني 100 ألف ليرة، حتى وصلت لمرحلة لا أستطيع فيها الذهاب. عشنا على أمل افتتاح المركز، وانتظرنا كثيراً، حتى وصلنا لمرحلة اليأس، وها أنا أعيش منتظرة الموت، مثل الكثيرين الذين استغنوا عن الجرعات، واستعانوا بالله بعد أن تقطعت بهم سبل الوصول إلى المسؤولين».
مصدر من المنطقة الصحيّة أشار في حديثه مع سناك سوري إلى جاهزية المركز من كافة النواحي، خاصة من ناحية الأجهزة التي تقدر بأكثر من أربعين مليون ليرة سورية، وتخصيص الغرف وتجهيزها، وتحديدها حسب الأعمار. وتم رفد عشرة عناصر من الممرضين والإداريين والأطباء إلى “دمشق”، وتم خضوعهم لإتباع دورة تدريبية. (على ذمة المصدر فقد خضع هؤلاء لدورة قصيرة لا تتجاوز الخمسة أيام)؟.
اقرأ أيضاً:28 امرأة فقدت جنينها في قرية سورية ماهو السبب؟
وكانت مشكلة افتتاح المركز بعدم وجود طبيب مختص، وقد أنجزت من خلال التعاقد مع أحد الأطباء المختصين بأمراض الدم، وحسب مصادر سناك سوري، فإن “وزارة الصحة” تتريث بالموافقة على العقد، لتحفظ الوزير على المركز بأكمله، حيث فضّل الوزير مساعدة المرضى بتأمين النقل الجوي، وتخفيض سعره، بعيداً عن مركز لن يكون مؤهلاً علمياً وتقنياً كمركز “دمشق”. (لكن السؤال الذي حيَّر المرضى عن كيفية التحرك لملاحقة الوزير، ومعرفة مدى جديته في تحمل أجور النقل الباهظة، ومتى يمكنه التحرك من أجل ذلك، أو هناك فكرة أخرى بتسفير المرضى مشياً على الأقدام تجنباً للاصطدام مع وزارة النقل)؟.
ولدى سؤال مدير صحة “الحسكة” الدكتور “محمد رشاد خلف” عن الموضوع برمته، ومدى صحة الأقاويل المتداولة عن رفض الوزارة لتشغيل المركز، نفى ذلك تماماً، وقال: «إن الإجراءات تسير بالشكل المطلوب، وأن التأخر الحاصل نتيجة الظروف التي تحل على المنطقة بين الحين والآخر، ومع ذلك فإن افتتاح المركز والمباشرة به سيكون في أقرب وقت، وليس هناك أي عائق».
لكن “الخلف” لم يحدد أسباب عدم التشغيل حتى الآن، مكتفياً بتحميل الأزمة التي تشهدها البلاد المسؤولية عن الأمر، بينما لا تتحمل وزارة الصحة مسؤولياتها تجاه المواطن الذي يذوق ويلات هذا المرض الخبيث.
يعيش 2300 مريض على أمل أن تكون الأيام القريبة القادمة، مليئة بالأدوية الخاصة والجرعات المجانية والحياة، فهل هناك من يسرّ للوزير بأنهم ما زالوا أحياء؟.
اقرأ أيضاً سوريا: صيادلة يحملون شهادة تعليم أساسي فقط