15 عائلة سوريَّة بلا مأوى في “إسبانيا”.. يتساءلون : أين حقوق الإنسان في “أوروبا”؟
العائلات تبيت في العراء أمام المسجد الذي لا يسمح لهم القائمون عليه أن يناموا فيه
سناك سوري _ متابعات
انتهى المطاف بـ15 عائلة سورية في “إسبانيا” بالعيش ضمن حديقة عامة بالعاصمة “مدريد” بعد أن تقطّعت بهم السبل ولم يجدوا مأوى يبيتون فيه.
حيث نقلت صحيفة “إل بايس” الإسبانية أن اللاجئين السوريين الخمسين يعيشون في الحديقة منذ مطلع الشهر الحالي، حيث يطبخون على غاز صغير ويقطّعون الخضراوات في حديقة عامة وسط “مدريد”، بينما يستحم الأطفال الصغار بالنوافير العامة قرب الحديقة.
تضم العائلات 20 طفلاً قاصراً و 4 نساء حوامل رمتهم قوانين الدول الأوروبية منسيين في حديقة دون رعاية ودون أن يلتفت إليهم أحد، يتساءل “محمد ” 50 عاماً أحد أفراد المجموعة خلال حديثه مع الصحيفة الإسبانية: «ما هي الكرامة إن كنت لا أستطيع الاستحمام لبضعة أيام؟».
بينما يروي الرجال الباقون للصحيفة رحلة الهروب واللجوء منذ العام 2012 حين خرجوا من “حماة” هرباً من المعارك المندلعة في بدايات الحرب السورية.
يذكر اللاجئون أنهم عاشوا فترة في مخيمات اللجوء في “لبنان” ثم انتقلوا إلى “الجزائر” و”المغرب” حيث استأجروا بيوتاً أقاموا فيها بعض الوقت بينما كانوا يعملون في صناعة تيجان الأسنان حتى آب 2017 حين عبروا نحو جزيرة “مليلة” الإسبانية بعد أن دفعوا 300 يورو عن كل شخص للمهربين.
وأشارت الصحيفة إلى أن العائلات السورية تقدمت بطلبات اللجوء في “إسبانيا” وتم نقلها إلى أحد مراكز الإيواء لكنهم غادروه طوعاً بعد أشهر نحو “فرنسا” حيث سكنوا منزلاً مهجوراً قاموا بتجهيزه في إحدى ضواحي “باريس”.
عاش اللاجئون خلال عامين في “فرنسا” حياة جيدة نسبياً حيث تمكن الأطفال من الذهاب إلى المدارس وتلقّت النساء رعاية طبية جيدة فيما منحتهم الحكومة الفرنسية رواتب لجوء تتراوح بين 500-800 يورو لكل عائلة.
إلا أن فترة الاستقرار تلك لم تدم حيث أخبرتهم الشرطة الفرنسية فجأة أنه سيتم إعادتهم إلى “إسبانيا” لأنها البلد الأولى التي تقدموا فيها بطلب اللجوء وذلك تطبيقاً لاتفاقية “دبلن” بين دول الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضاً:حملة لإنقاذ لاجئ سوري محكوم بالسجن أكثر من 300 عام !
لكن اللاجئين لم ينتظروا الإعادة القسرية فقرروا العودة طوعاً واستقروا في الحديقة، حيث يؤكد “محمد” أنه دفع 300 يورو للحصول على إذن سكن لعائلته إلا أن السلطات الإسبانية أخبرته بأن عليهم الانتظار للحصول على مأوى وأقرب موعد شاغر بعد 3 أشهر!
اختار اللاجئون حديقة “سيلفادور دي مادرياغا” لقربها من المسجد حيث يُسمح لهم باستخدام الحمامات إلا أن القائمين على المسجد لا يسمحون لهم بالمبيت فيه، فقد نقلت الصحيفة عن “سامي الميشتاوي” مدير المركز الثقافي الإسلامي أنهم يفضّلون عدم التدخل في قضية اللاجئين ويبحثون مع السلطات فيما يمكن فعله.
بينما مرّت دوريتان للشرطة خلال فترة تواجد العائلات في الحديقة واطّلعوا على ثبوتيات اللاجئين، وحاولوا أخذ الأطفال من عائلاتهم لأنهم قاصرون ينامون في الشارع إلا أن العائلات رفضت سحب أطفالها مطالبين بمأوى تستقر فيه العائلات معاً بينما لم يزورهم أحد من مديرية الهجرة.
تحتاج النساء الحوامل لرعاية طبية عاجلة فحين استطاعت إحداهن الذهاب إلى طبيب منحها كشفاً لم تتمكن من قراءته بسبب عدم معرفة أحد منهم بالإسبانية لكنهم عرفوا أنها في الشهر التاسع وليس السابع كما تظن.
في ذلك الوقت كانت طفلة صغيرة تبكي باستمرار بسبب آلام في أسنانها وغياب المعالجة، ما دفع اللاجئين للتساؤل: أين حقوق الإنسان في “أوروبا”؟.
تقول الصحيفة أن عشرات العائلات يتم إعادتها إلى “إسبانيا” تطبيقاً لاتفاقية “دبلن” إلا أن الإعادة تتم دون تنسيق ودون مراعاة لظروف اللاجئين ودون تأمين مأوى للعائلات المُعادة بشكل فوري.
في حين يمثّل ذلك المشهد مفارقة غريبة في طريقة تعامل الدول الغربية مع السوريين، حيث ترسل طائراتها وحتى قواتها إلى “سوريا” بذريعة إنقاذ السوريين وتترك اللاجئين السوريين على أرضها مشردين دون مأوى ودون أدنى حد من الرعاية!
اقرأ أيضاً:في يوم اللاجئ العالمي .. اللاجئون السوريون بين العنصرية و قصص النجاح