هذا قرض لمساعدة المواطن ولا وصفة سحرية لتجلطوه وتخلصو منو؟
سناك سوري-دمشق
على مدى عام كامل تمكّن المواطن “معتر المعتر” من تصميد مبلغ شهري وقدره خمسة آلاف ليرة سورية كاملة عداً ونقداً محاولاً بذلك تجميع مبلغ الوديعة اللازم تسديدها في المصرف العقاري ليتمكن من الحصول على قرض لشراء منزل صغير يقيه شرّ التشرد في الشوارع.
“المعتر” موظف حكومي حمل وديعته التي اقتطعها من مصروف عائلته والبالغة 60 ألف ليرة سورية وانطلق للمصرف العقاري وحلم المسكن الجميل بين عينيه، يقف على الشباك أمام الموظف المختص يسأل عن القرض فيخبره أن المطلوب هو 2،5 مليون ليرة سورية وديعة وليس 60 ألف ليرة سورية.
حلم المواطن”المعتر” وغيره كثيرون من ذوي الدخل المحدود الذين انتظروا تعديلات مصرفية تضمن حصولهم على قرض يتناسب مع رواتبهم الحالية صار هباء منثوراً بعد أن عدّل المصرف العقاري شروط الوديعة للحصول على القرض السكني لتصبح المدة ثلاثة أشهر بدلاً من ستة أشهر، وذلك للحصول على قرض يعادل 200% لقيمة الوديعة، وبالتالي يمكن وضع وديعة بقيمة 2.5 مليون ليرة لمدة ثلاثة أشهر للحصول على سقف القرض السكني المحدد بقيمة 5 ملايين ليرة بدلاً من ستة أشهر كما كان معمولاً به.
المصرف أعلن أيضاً عما يعتبره تسهيلات جديدة دون أن يحدد الجهة التي يمكنها الاستفادة منها “بس الأكيد مو ذوي الدخل المحدود” حيث بين أن مدة بقاء المدخرات (وديعة) 3 أشهر يقابلها قرض 200%، ومدخرات لستة أشهر يقابلها قرض 300%، ومدخرات لتسعة أشهر يقابلها قرض 400%، ولمدة 12 شهراً يقابلها 500% و15 شهراً يقابلها قرض بنسبة 600% على أن تكون المدة الأقصى للوديعة مدة عامين يقابلها قرض بقيمة 800%، موضحاً أن نظام الوديعة خاص بالقرض السكني لغاية الشراء، فقط في حين لا تحتاج القروض السكنية لغايات الترميم أو الإنشاء أو إعادة الإكمال لوديعة ويمكن الحصول على هذه القروض السكنية دون اشتراط ايداع مدخرات لدى المصرف على شكل وديعة.
شروط القرض التعجيزية لاتتعلق فقط بقيمة الوديعة أو القسط الشهري بل أُضيف إليها تأمين 10 كفلاء ممن تتراوح دخولهم الثابتة بين 30-35 ألف ليرة سورية باستثناء المتعامل المدخر لمبلغ لايقل عن نصف القرض ” صار المواطن يحكي مع حالو كفيلين لقرض توفير ماعميلاقي الواحد من وين بدو يجيب عشرة ولقرض عقاري كمان”.
المواطن المحتاج للقرض الباحث بكل الوسائل والسبل للحصول عليه يتساءل في حال تمكن من تأمين الوديعة أو الكفلاء والاقتراض من مصرف الحكومة، كيف له أن يشتري المنزل الذي حلق سعره عالياً، حيث أن أسعار المنازل في العشوائيات لاتقل عن 10 مليون وفي المناطق المنظمة تتجاوز 50 مليون ليرة سورية، وكيف له أن يسدد قيمة القسط الشهري الذي يتجاوز راتبه الحالي بعدة أضعاف.
إجراء الحكومة الذي تُمنن به المواطن السوري في كل يوم بفتحها سقف القروض له بعيد عن واقع المواطن الذي أصبح يشك أن هذه القروض مخصصة له وبدأ يعيد ترتيب حساباته وترتيب أولوياته فقد أصبح المنزل حلماً صعب المنال.
اقرأ أيضاً : اقبال على القروض السكنية بطرطوس ومواطني الدخل المحدود “مالهن نصيب”