يوميات سائق سرفيس… المعاناة من كل الاتجاهات
غالب ونوس… قررت روح عالبحر مشوار أكلت مخالفة بـ 25 ألف ليرة
سناك سوري – حسان إبراهيم
في الرحلة التي جمعتني به من “الكفرون” إلى “طرطوس” استفاض المواطن “غالب ونوس” في الحديث عن معاناته في تأمين لقمة العيش لأبنائه ومطالبه كرب أسرة و التي لم تكن شخصية بقدر ماكانت تمثل مطالب عامة المواطنين في ظل ظروف الغلاء وانخفاض مستوى الدخل في “سوريا”.
الفروج طار واللحمة نسيناها!!
يقول”ونوس” في حديثه مع سناك سوري: «هل تصدق، أن الفروج أصبح حلم للعائلة، أما اللحمة نسيناها وصارت حديث ذكريات، عندي 4 أولاد بأول عمر الشباب ويلزمهم تغذية ليبنوا أجسامهم وتكون سليمة للمستقبل فكيف يكون الحل، وصحن البيض سعره 5000 ليرة، ماذا سيأكلون برأيك؟» (لا جواب والعلم عند الله!!)
كنا نقول غداً تنتهي الحرب وتعود الحياة أجمل لكن الواقع غير ذلك، ويضيف “ونوس”:«هل يعقل بعد أن كنا بلد القمح والخير، أن يصبح الحصول على ربطة الخبز باب ذل للمواطن الذي صبر طيلة سنوات الحرب.. التوزيع على البطاقة، والأصعب عندما تكون البطاقة فيها مشكلة ولابد من تفعيلها من جديد ومفروض على رب العائلة أن يتعطل يوم ويومين عن عمله ليراجع مركز البطاقات، لأجل هذا كله أشتري ربطة خبز كل يوم بسعر 250 ليرة وصابر على معاناتي (بيقولوا الصبر مفتاح الفرج!!).
اقرأ ايضاً: اللاذقية.. العائلة السعيدة اشترت فروجين كاملين وتفاح بعد قرار الحكومة
في شي غلط ..
يتساءل “ونوس”:« أين المسؤولين من حال المواطن في ظل الغلاء الذي يتفاقم يوماً بعد يوم كيف يمكن للعائلة تدبر أمور معيشتها، ثلاثة من أولادي يدرسون في الجامعة وكل واحد منهم يلزمه 1000 ليرة مصروف مواصلات ذهاب وإياب فقط، يعني باليوم الواحد 3000 ليرة أجور تنقل فما بالك بالباقي، الحال صعبة كثيراً والمفروض البحث عن حل لمساعدة الناس في معيشتها، هل سأل أي مسؤول: يا ترى الموظف براتب 50000 كيف يعيش؟ من تجربتي العائلة يلزمها نصف مليون بالشهر حتى تعيش بكرامة وأمان لأن الذي يحصل معي غير طبيعي وفي شي غلط!!!!
نزلة البحر .. توبة!!
“ونوس” الذي يعمل سائقاً على السرفيس العمومي الذي يملكه يخرج في الصباح الباكر من منزله ويعمل ساعات طويلة وبحكم المهنة قد يأخذ بعض العائلات في زيارات خاصة لقضاء عطلة على البحر حيث خطر بباله في إحدى المرات أن يصطحب أسرته في رحلة إليه، لكنه في الطريق حصل على مخالفة تغيير خط من الشرطة بقيمة 25 ألف ليرة سورية ماجعله يندم على فكرة الخروج .
لسان حال”ونوس” يعبر عن ملايين المواطنين وأرباب الأسر في هذه البلاد.
اقرأ أيضاً: باحث اقتصادي: حيتان السوق سيمتصون زيادة الرواتب قبل وصولها