ياسين الحميدي.. بالناي والابتسامة ينشر التراث الفراتي
"أبو رمضان" 40 عاماً من العزف والغناء والابتسامة
سناك سوري-فاروق المضحي
اعتاد الستيني “ياسين الحميدي”، الشهير بـ”أبو رمضان” من “دير الزور”، على الترحال بين المدن والبلدات السورية حاملا معه تراث الفرات الغنائي، في جلسات الأصدقاء وحفلات الزفاف والمناسبات الشعبية، ومرددا الأغاني الفراتية على أنغام الناي الذي بدأ العزف عليه قبل أكثر من 40 عاما.
15 عاماً كان عمر “أبو رمضان”، حين عزف أول مرّة، ففي نهاية سبعينيات القرن الماضي كان الأمر مجرد هواية، ويعزف على الناي برفقة أصدقائه، خلال مواسم الحصاد أو خلال أوقات التسلية، كما يقول ويضيف لـ”سناك سوري”: «مع الأيام زاد تعلقي بالناي وبدأت بالتدرب أكثر وحفظ الأغاني التراثية الفراتية، وترديدها في حفلات الزفاف، مع مرور الوقت بدأت أكتسب شهرة امتدت للقرى المجاورة وهنا بدأ عملي في العزف ينتشر ويأخذ صدى بين الناس الذين شجعوني على متابعة العزف فكانت محبتهم هي الأساس في استمراري لكل هذه الأعوام في عزف الناي».
بدأ الأمر بالعزف مع الأصدقاء وخلال أوقات الحصاد ثم تحوّل إلى شهرة ومهنة
اقرأ أيضاً: هاني خضور.. فاقد البصر الذي ينشر الفرح بالضحك والعزف والغناء
شهرة محلية ومواقف طريفة
لم تتوقف حفلات “أبو رمضان” المبتسم دائماً، عند حدود بلدات “دير الزور”، حيث كان يسافر إلى “الرقة” و”الحسكة” و”حلب” و”دمشق”، لإحياء المناسبات والعزف على الناي، فشهرته وصلت إلى خارج مدينته، كما يقول، مضيفاً أنه حتى سنوات الحرب لم تمنعه من العزف، فظل يطلق ألحان نايه خلال جلسات الأصدقاء في الداخل، وحتى الجلسات مع الأصدقاء في المغترب مستغلاً تطبيق واتساب ليعزف لهم، ويحيون معاً ذكريات الزمن الجميل كما يقول.
لا ينسى “أبو رمضان” موقفاً طريفاً حدث معه، ببلدة “حطلة” في الريف الديري، حين دُعي لإحياء حفلة زفاف إلا أنه نسيّ اسم العريس حين طلب أحد الحضور منه توجيه تحية للعريس، يقول: «عند البدء بالغناء نسيت اسم العريس، وبدأ بترديد بعض الأسماء عل أحدها يكون اسمه، إلا أن العريس طلب مني التوقف وعرفني باسمه مجددا وبصوت عالي أمام الحضور كان موقفا محرجا ومضحكا في نفس الوقت».
عازفي الناي بحاجة إلى الدعم
أثرّت الحرب كثيراً على “أبو رمضان”، واختلفت الأيام عليه، كأي سوري آخر، فتوقفت الحفلات والحركة الثقافية نتيجة ظروف المدينة، ما أدى إلى تراجع في عمله، وحتى تراجع في عدد العازفين بالمدينة، يضيف: «اليوم نعمل بالتنسيق مع مديرية الثقافة على تفعيل الحركة الثقافية والغنائية والحفاظ على التراث الفراتي، بشكل أكبر وهذا العمل بحاجة إلى الدعم من كافة النواحي اللوجستية والمادية وإقامة الحفلات ليس في المدينة فقط بل في الأرياف أيضا».
ويبقى لعزف الناي وأغاني التراث الفراتية، طعم خاص لدى أبناء “دير الزور” ولصوت “أبو رمضان” وصوت نايه، وقع كبير لديهم لما تحمله في طياتها من ذكريات.
اقرأ أيضاً: يونس رمو… الفنان الذي لم تنجح الحرب في قتل روح النكتة لديه