وليد أبو السل صاحب هدف الفوز على فرنسا .. يعاتب القيادة الرياضية
انطلق من درعا ولعب في الجيش واحترف في عمان ... أبو السل ينتقد التهميش
في حارات محافظة “درعا” ومدارسها، كان “وليد أبو السل” يمارس اللعبة الأحب على قلبه “كرة القدم” ليتم اختياره لاعباً لفريق “نوى” في المدينة بعد مشاركته بالبطولة المدرسية.
سناك سوري – غرام زينو
تألق “أبو السل” أوصله في عمر السادسة عشر إلى نادي “الجيش” عن طريق مشاركته بمنتخب “درعا” عام 1979، وشارك أيضاً بنادي “تشرين” على المستوى المحلي حيث لم تكن تجربته هناك طويلة.
وقال “أبو السل” في حديثه لـ سناك سوري أنه خرج من نادي “الجيش” موسم 1986 بعد حلّ الفريق بسبب سوء النتائج بالبطولة العربية في “تونس” وتوجهت حينها مجموعة كبيرة من نجوم المنتخب لنادي “تشرين” حيث لعب موسماً ونصف معهم نصف موسم بين عامي 1986 و 1988 معتبراً أنها كانت تجربة جيدة لكن لم يتوّج ببطولة الدوري ليتوجه بعدها للاحتراف في “عمان”.
عن التجربة العمانية قال “أبو السل” أنها كانت ناجحة بكل المقاييس حيث لعب لنادي “الاتحاد” عام 1990/89 وقدم موسماً رائعاً وفق وصفه، وسجل العديد من الأهداف التي لا يزال العمانيون يذكروها حتى يومنا هذا.
من “الاتحاد” العماني إلى “صحم” توجّه “أبو السل” حيث تلقى عرضاً أفضل وفق حديثه، مبيناً أنه لعب معهم ثلاثة موسم متتالية وكانت موفقة وسجل الكثير من الأهداف، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من عدم تحقيق أي بطولة مع الفريق إلا أنه كان بين فرق المقدمة بين عامي 1990 و1993.
“أبو السل” واحد من الأسماء الذهبية القديمة في تاريخ الكرة السورية، توقف عن اللعب الدولي عام 1989، وبسبب وجوده خارج “سوريا” لم تتم دعوته ليمثل المنتخب آنذاك، وعندما عاد عام 1994 وجد أن جميع لاعبي جيله قد غادروا وفق حديثه، مبيناً أن المنتخب أصبح يضم جيلاً جديداً ومدربين جدد وكان يستطيع حينها أن يلعب سنتين أو ثلاث على أقل تقدير مضيفاً: «لكن هكذا كانت رؤية القائمين على رياضة البلد في تلك الفترة».
بعد عودته من “عمان” وابتعاده عن المنتخب، اتجه “أبو السل” للعب والتدريب في نادي “الشعلة” واستمر في الفريق من عام 1994 حتى عام 2001 وبين عامي 2000 و2001 كان مشرفاً على الفريق فقط لانشغاله بالتحضير لمباراة الاعتزال، وخلال هذه الفترة كان الفريق يصعد للدرجة الممتازة ويهبط للدرجة الأولى في كل موسم.
كما درّب “أبو السل” نادي “الجيش”، حيث عمل بالبداية مساعداً للمدرب “فاتح زكي” واستمر بعدها ليدرب الفريق موسماً كامل بمفرده ، وانتقل بعد ذلك لنادي “حطين” حين كان بالدرجة الأولى واستطاع العودة به للدرجة الممتازة دون أي خسارة، ودرّب نادي “النضال” مرتين، الأولى قبل الاعتزال والثانية بعده، بالإضافة لنادي “داريا”.
“أبو السل” يرى أنه نجح في كل الأندية التي دربها إلا أنه لا يحب تلك المهنة لذلك ابتعد عنها بقرارٍ منه، ووصف التدريب بمهنة المتاعب لأنها تحتوي على محاسن ومساوئ، لكن المساوئ أكثر وقال أنه لا قدرة لديه على تحمل الإساءة.
وكشف “أبو السل” لـ سناك سوري بأن توجهه كان إدارياً بحتاً، مبيناً أنه تمنى من الاتحادات السابقة أن تستفيد من اللاعبين الذين قدموا لـ “سوريا” وليس فقط “وليد أبو السل”، لافتاً إلى وجود الكثير من اللاعبين المهمّشين والمهملين على مستوى اتحاد كرة القدم، مبيناً أن ليس جميع اللاعبين يفضلون أن يصبحوا مدربين لكن أي لاعب قدم للمنتخبات السورية 20 سنة من حياته فهو يمتلك خبرة والإمكانية ليكون إدارياً أو فنياً.
صاحب هدف الفوز على “فرنسا” في دورة المتوسط 87 عاتب على القيادة الرياضية في “سوريا” لتقصيرهم مع اللاعبين القدماء حتى بإرسالهم لدورات تخصصية للإدارات والفنيات، كان ممكن أن تطور منهم ليكونوا متواجدين مع المنتخبات السورية، مضيفاً: «أفضل بكثير من الناس اللي عم نشوفهن اليوم مدراء للمنتخبات الوطنية لا صلة لهم بكرة القدم لا من قريب ولا من بعيد»
وانتقد “أبو السل” في حديثه مع سناك سوري انتخابات اتحاد الكرة الأخيرة التي أقيمت مؤخراً، حيث قال بأن هناك غصة لديه لأن مندوبي الأندية للدرجة الممتازة للمحترفين فاضلوا بين لاعب قدّم 20 سنة للمنتخبات السورية وبين أشخاص غير رياضيين ، معتبراً أن الديمقراطية أفرزت اليوم اتحاد كرة قدم 70% منه لا علاقة له بكرة القدم لا من قريب ولا من بعيد.
وتساءل كيف ستتطور الرياضة وهذه الأمور تحدث، فيما أشاد بالمرشح المنسحب “ماهر السيد” حيث قال بأنه انسحب قبل يوم لأنه عرف أن الانتخابات لن تنصفه، وقال بأن من حقه وحق غيره أن يمثل المنتخبات السورية والاتحاد لأن اتحاد الكرة هو منزلهم، لكنه همّش جميع اللاعبين الدوليين وهم يريدون إبعاد اللاعبين أصحاب الخبرة والاسماء حتى لا يأثرون عليهم سلباً باعتبار أنهم لا علاقة لهم بكرة القدم.
وعن المنتخب السوري حالياً، قال “أبو السل” أننا لا نرى سوى موهبة أو موهبتين بينما كان المنتخب في الثمانينيات متكاملاً من جميع المواهب على الرغم من عدم وجود الاحتراف حينها، مبيناً أن الجيل الذي نال بطولة المتوسط 1987 كان محترفاً بممارسة الرياضة، وأشار إلى أنه تلقّى حينها عروضاً من أندية تركية ويونانية وفرنسية لكن غياب الاحتراف عن “سوريا” آنذاك حالَ دون ذلك.
اللاعب الذي كانت قدمه لا تخيب بركلات الجزاء واشتهر بالركلات الثابتة، وكانت له بصمته الكبيرة في كرة القدم السورية اعتزل عام 2004 بمباراة ودية جمعت “العراق” و”سوريا” أقيمت في مدينة “درعا”، ليختم مسيرته الكروية كلاعب قدم بها كل ما يستطيع للكرة السورية، خاض أكثر من 90مباراة دولية مع المنتخب، وعلى مستوى التدريب خاض “أبو السل” تجربة التدريب مع أندية “الجيش” “الشعلة” “النضال” “داريا”.
يذكر أن “أبو السل” بدأ مسيرته مع منتخب الشباب منذ عام 1980 وسجّل أول أهدافه بشباك منتخب “الإمارات” في تصفيات آسيا، لكن إنجازه الأبرز مع المنتخب كان إحراز بطولة دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في “اللاذقية” عام 1987 حيث سجّل في المباراة النهائية هدفاً بشباك المنتخب الفرنسي وصنع آخر وتوّج هدّافاً للبطولة.
اقرأ أيضاً: محمود كركر: إبراهيم عالمة أفضل حارس في سوريا