وفد الجمهورية غائب
للجمهورية أناسها، وللمفاوضات أناسها، لا يستوي الأمران صدقوني!
سناك سوري – عهد مراد
ليس لهذه الجمهورية وفد، لم يسألها أحد قبل التحدث باسمها. الجمهورية مسلوبة الإرادة منذ عقود وفدها موجود بعيداً عن الشاشات، أما آن للأفاقين أن يتركوها وشأنها. نحن أبناء الجمهورية لم نرسل وفوداً إلى جنيف،بل نتألم ونحن نرى مصاصي دمائها (يتفاوضون)هناك، حقا من أنتم؟!، من ذرف منكم دموعا على ابن قتلته أو هجرته الحرب، من جاع بالحرب؟. بينكم وبين الجمهورية الكثير، فهي مثخنة بالجراح، وأنتم غارقون بالنعيم.
الجمهورية اليوم ترسم تاريخها، وتراقبكم بصمت لأن هذا وقتكم وزمانكم، الجمهورية التي تشبه الطبيعة تصنع حكمتها، بأن لاوفود لها على طاولات التوازنات، الحقوق لاتخضع للتوازنات، ووفد الجمهورية موجود في نصوص الطيب تيزيني ودموعه، في آهات فدوى زوجة الدكتور عبد العزيز الخير، وفي رجفة طفل يقتله البرد الآن، وفد الجمهورية لم يحضر يوما المفاوضات، حتى أم العسكري بالدورة 102 والتي تحلم بابنها عريسا هي ليست بالوفد، شوقها ليس هناك، توقها وحلمها يضيع بين تفاصيل الشكل والمضمون وتضيع الوقت بانتظار تغيير قواعد اللعبة!!.
اقرأ أيضاً: قل كذبا أو اصمت !!!!
لا وفد للجمهورية!، لا تصادروا رأيها باختيار ناسها، والله لو كانت بشراً لما جاورت واحداً فينا ولا عانقته، الجمهورية المتعبة هي أمي الثكلى، وأم رفيقي الصابرة ، وأم الجندي الحائرة، هي دمعة المفكر على كومة الخراب هذ. للجمهورية أناسها، وللمفاوضات أناسها، لا يستوي الأمران صدقوني!
على كل حال، تستطيعون أن تسموا أنفسكم ما شئتم ولكن بركان الجمهورية الخامد سينفجر يوما، ولحظة ابتلاع طاولاتكم بمن فيها ستأتي، الجمهورية تنأى بنفسها عنكم وترسل أولادها للمدارس الآن، تعلمهم الموسيقى والرياضيات واللغة والحب، وتصنع في ذاكرتهم ممحاة تزيلكم من أوراقها، ستنطق الجمهورية يوما وتقول بأن لها وفدها وحينها لن يفاوض بل سيحاكم.
اقرأ أيضاً: بوصلة المصطلحات (أنا مع مين؟؟؟)